الجزائرالعالم

الجزائر ترفض الانجرار وراء التحرش السعودي بإيران

وليد أشرف

أصدر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الخميس 21 جانفي، بعد اجتماع استثنائي في جدة، بيانا من 12 نقطة يدين الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، كما اتهم البيان طهران بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة.

وقالت المنظمة في بيان صدر في ختام اجتماعها الطارئ على مستوى وزراء الخارجية دعت إليه الرياض، أن الاجتماع “يدين الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في طهران ومشهد والتي تُشكل خرقا واضحا” للاتفاقيات والقوانين الدولية التي “تحمي حرمة البعثات الدبلوماسية وتفرض الحصانة والاحترام للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى أية دولة بوضوح ملزم للجميع”.

وتذكرت منظمة المؤتمر الإسلامي دولة تسمى الصومال الذي تفككت سنة 1991، لتكتشف أن إيران تتدخل فيها لدعم الإرهاب الجهادي السلفي.

ورفض الوفد الإيراني إلى الاجتماع البيان في حين أعلن الوفد اللبناني انه “ينأى بنفسه” عنه.

وتحفظ الوفد الجزائري على الفقرة المتعلقة بتأييد السعودية في خطوة قطع العلاقات مع طهران لأنها في نظر الجزائر ” تخضع إلى القرارات السيادية وبالتالي ليس على اجتماع متعدد الأطراف أن يتخذ موقفا بشأنها”.

وتحاول السعودية شراء ذمم الدول العربية في الجامعة العربية بالمال والدول الإسلامية في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يعاني اغلبها من حالة فقر مدقعة ومتاعب مالية لشراء أصواتهم مقابل مبالغ مالية.

وترفض الجزائر الانسياق وراء التحرش السعودي ضد إيران ودعت في أكثر من مناسبة إلى الحكمة في حل الخلاف وخاصة بعد اعتذار إيران الصريح عن الهجوم ضد سفارة السعودية.

وزاد التحرش السعودي بإيران وانزعاجها الشديد بعد دخول الاتفاق النووي حيز التطبيق وعبرت كل السعودية وإسرائيل عن قلقهما الشديد من نجاح الاتفاق.

وتحاول السعودية تشكيل حلف سني ضد إيران، وهي الممارسة التي تتحفظ عليها الجزائر التي تريد الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع إيران ومع غيرها، كما ترفض الجزائر الحرب السعودية على اليمن وعلى سوريا والتدخل السعودي في ليبيا، وترفض الجزائر دعم السعودية للجماعات الجهادية السلفية المتشددة وخاصة أنها أول دولة في العالم تضررت من الدعم السعودي للعرب الأفغان بعد نهاية الحرب الأفغانية السوفيتية نهاية ثمانيات القرن الماضي.

وفي الفترة الأخيرة أصبحت السعودية لا تخفي انزعاجها من المواقف الجزائرية تجاه الكثير من القضايا ومنها العربية على وجه الخصوص، كما لم تخفي السعودية انزعاجها الكبير من التقارب الجزائري الإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى