العالم

الجيش السوري يحرر مدينة تدمر ومطارها بالكامل ويطهرها من رجس الدواعش

الجزائر اليوم – وكالات

أفاد مراسل RT، نقلا عن مصدر عسكري سوري أن الجيش استعاد الأحد 27 مارس، السيطرة على مدينة تدمر ومطارها بشكل كامل وأكمل تطهيرها من مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأكدت مصادر عسكرية سورية لقناة RT، أن أكثر من 450 من مسلحي تنظيم “داعش” قتلوا خلال عملية استرجاع مدينة تدمر التاريخية.

ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الوطني قضت على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم “داعش” في مدينة تدمر ودمرت آخر أوكارهم فيها.

ولفت المصدر إلى أن عناصر الهندسة قاموا بتمشيط مدينة تدمر بشكل كامل.

ونقلت وكالة فرانس برس، عن مصدر عسكري في تدمر، أن مسلحي “داعش” انسحبوا إلى معاقلهم في شمال وشرق سوريا في بلدة السخنة والرقة ودير الزور.

وتعمل وحدات الهندسة العسكرية على إبطال مفعول العشرات من القنابل والألغام والعبوات الناسفة التي خلفها ورائهم مسلحو التنظيم، داخل المدينة القديمة التي تحتوي على كنوز أثرية تعرضت إلى تخريب وتدمير جزئي.

ويمثل تحرير مدينة تدمر أكبر نكسة يتعرض لها تنظيم “داعش” منذ العمليات الجوية الروسية في سبتمبر الماضي، والتي حولت مجرى الصراع لصالح القوات الحكومية.

وقال الجيش السوري في بيان له إن القوات الجوية الروسية والسورية شاركت في تحرير مدينة تدمر وقضت على آخر المجموعات التابعة لتنظيم داعش والتي كانت تحاول الهرب.

وذكر الجيش السوري في بيانه، أن “إحكام السيطرة على مدينة تدمر دليل جديد على أن الجيش العربي السوري هو القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة على مكافحة الإرهاب واجتثاثه”.

ومن المفترض أن تفتح السيطرة على هذه المدينة، الطريق أمام الجيش السوري، للتقدم واستعادة السيطرة على مناطق أخرى في محافظة دير الزور والرقة وعلى ضفاف الفرات.

وكان الجيش السوري، قد استعاد صباح السبت الماضي، بلدة العامرية شمال تدمر وحيي المتقاعدين والجمعيات، بعد قتال عنيف مع مسلحي تنظيم “داعش”.

وبدأ الجيش السوري، مدعوما بالقوات الرديفة حملة، منذ ثلاثة أسابيع، لاستعادة السيطرة على المدينة الصحراوية من مسلحي “داعش”.

وكان مسلحو التنظيم  قد سيطروا على مدينة تدمر في ماي العام الماضي، ودمروا عددا من أهم معالمها بعد انسحاب القوات الحكومية منها.

 

تدمر تزف عروساً لسوريا… والعمليات العسكرية مستمرة باتجاه الشرق

تقع هذه المدينة الأثرية في البادية وسط سوريا على ارتفاع يتراوح بين 400 حتى 1400م، وتبعد 215 كيلومتر عن مدينة دمشق العاصمة، و150 كلم من نهر الفرات و160 كيلومتر من مدينة حمص، وتعرف حاليا في سوريا باسم “عروس الصحراء”.

أسست المدينة في البداية كمحطة للقوافل في القرن الأول قبل الميلاد، لتصبح فيما بعد جزئا من المقاطعة الرومانية في سوريا.

وأخذت أهميتها تكبر بشكل مطرد كمدينة على طريق التجارة التي تربط بلاد فارس والهند والصين مع الإمبراطورية الرومانية، وكعلامة واضحة على مفترق طرق عدة حضارات في العالم القديم.

 

ازدهرت تدمر في عهد الملك “أذينة” الذي كان موالياً للرومان، وهو الملك الذي استعاد الأراضي التي فقدتها الإمبراطورية من الفرس، وبعد اغتيال “أذينة” تولت زوجته “زنوبيا” الحكم، وقد كانت تسعى إلى توسيع نفوذ مملكة تدمر إلى آسيا الصغرى ومصر، إلا أن طموحاتها انتهت في حربها مع الإمبراطور الروماني “أورليان” الذي احتل تدمر عام272 ودمرها…

وبالنسبة لقيمتها التاريخية، فقد وصفها الرحالة الإنجليزي روبرت وود بأنها “تمثل خلاصة إبداع الإنسان التدمري من حيث الفن والعمارة؛ فقد جمع بين فنون الشرق العريق مع فنون الغرب ليصوغ منه أجمل قلادةٍ حضارية تزين جيد الشرق العربي إلى الأبد تتحدث إلى كل العالم بكل اللغات عن ماضٍ سعيد”…

تحتوي تدمر على المئات من المنحوتات والتماثيل والأواني والمدافن الأثرية الضخمة والمباني الإدارية وغيرها؛ لكن أهمها هي: الشارع المستقيم: الشارع الأعظم المحفوف بالأعمدة والتي يمتد لمسافة عدة كيلومترات محاط بالأعمدة، مسرح تدمر: أي المسرح الأثري، الأغورا: أي السوق التاريخي، قوس النصر: أي البوابة الكبرى المعروفة بقوس النصر أو قوس هادريان، معبد بعلشمين، وادي القبور، مدفن زنوبيا، قلعة ابن معن، نبع أفقى الأثري، ومجلس الشيوخ، الحمامات، معسكر ديوكليتيان، السور، معبد بل، وغيرها.

 

الواقع الحالي لتدمر..

وبعودتنا إلى الوقائع والأحداث الجارية الآن في سوريا، فالأخبار الميدانية تؤكد سيطرة الجيش العربي السوري على المدينة وتحريرها من  تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” في العراق والشام،  الذي آثار المخاوف، على مصير الكنوز الأثرية هناك من أن تلقى نفس مصير آثار مدينتي الحضر والموصل بالعراق، لأن تدمير مآثر تدمر سيكون كارثة، وخسارتها ستكون مكلفة جدا للذاكرة الإنسانية.

تمثل مدينة تدمر مركزاً اقتصاديا حيوياً وكبيراً في سوريا فهي تضم الكثير من حقول النفط والغاز ومنابع الفوسفات إضافة لموقعها الجغرافي باعتبارها تمثل حلقة وصل تربط بين عدّة محافظات سورية في شرق وجنوب البلاد، فهي تربط سوریا مع العراق عن طريق معبر التنف، وتمثل كذلك حلقة الوصل في المثلث الحدودي الأردني —  السوري — العراقي.

 

الخطة العسكرية المستمرة..

وبحسب المصادر العسكرية الميدانية فأن العمليات العسكرية ستستمر باتجاه المحافظات الشرقية من البلاد بمساندة الطيران الحربي الروسي — السوري والقوات المرادفة للجيش السوري ، حيث توجهت الأنظار العسكرية الميدانية حالياً لمدينة دیر الزور والحسكة، لمنع أي محاولة تسلل من قبل الجماعات الإرهابية نحو مدینة “تدمر” عبر المثلث الذي يربط هذه المدينة بالبادية السورية جنوبي البلاد.

حيث تم تقسيم العمليات العسكرية للجيش العربي السوري في الجبهة الشرقية لسوريا إلى ثلاثة محاور، الأول: المحور الجنوبي الممتد بين تدمر و دیر الزور، والمحور الوسطي والذي يمثله الریف الشرقي لمدینة حماه الواقع بين شرق مدینة السلمیة والرقة، والمحور الثالث هو المحور الشمالي الذي يربط بين الجنوب الشرقي لمدینة حلب باتجاهه مدينة الحسكة وقسم من أراضي الرقة.

 

فرحة الأهلي بالنصر..

من جهة ثانية عبر أهل مدينة تدمر من الحي الشمالي والعامرية والذين نجوا من جرائم تنظيم داعش  ، عن فرحهم بالنصر وعودة الأمن والأمان للمدينة رغم الدمار الممنهج في منازلهم وآثارهم إثر هجوم داعش.

وأشار الأهالي إلى قيام ” داعش” إلى منع آلاف المدنيين من مغادرة مدينة تدمر، إضافة إلى مصادرة أرزاقهم وممتلكاتهم، إضافة لارتكابهم مجازر عديدة،  معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ونكل بجثثهم تحت ذريعة التعامل مع السلطات السورية وعدم تنفيذهم لأوامر التنظيم حيث تم اعدام أكثر من 600 مدني في المدينة منهم رئيسة قسم التمريض في مشفى تدمر الوطني وجميع أفراد عائلتها بتهمة العمل في جهة تابعة للدولة.

المواطنون في الشارع يحملون ” بيدونات مياه ” لتعبئتها من الصهاريج العسكرية بعد أن خربت ” داعش ” الآبار التي تغذي المدينة وقطعت عنها الكهرباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى