اقتصاد وأعمال

انهيار النفط يكبد البنوك الأمريكية خسائر قياسية

نسرين لعراش

انهارت أسعار النفط إلى مستويات لم تسجلها منذ 2003 وباتت العديد من البنوك الأمريكية تعظ أناملها حسرة على ما يحدث بفعل الحرب السعودية على النفط الصخري.

مخاوف البنوك الأمريكية مرده إلى عدم قدرة شركات استخراج الزيت والغاز الصخري على دفع أقساط الديون المترتبة عن تمويل استثماراتها الضخمة داخل الولايات المتحدة في وقت سابق والذي نجم عنه انفجار في مستويات إنتاج النفط والغاز الصخريين.

ومع بنزول الأسعار أصيبت اغلب البنوك التي ساهمت في إقراض شركات النفط الصخري بالحمى، وأعلنت العديد من البنوك منذ بداية 2016 زيادة احتياطاتها الخاصة بمواجهة احتمالات عجز شركات النفط والغاز الصخري عن السداد الناجم عن تراجع قياسي للأسعار في ظرف عام من 100 دولار إلى اقل من 30 دولارا.

وقدرت البنوك الأمريكية خسائر تلك الشركات بـ2 مليار دولار أسبوعيا بحسب مكتب الخبرة ألكيس بارتنرز(AlixPartners).

ورصدت جي بي مورغان مبلغ 124 مليون دولار للطوارئ وقالت إن المبلغ يمكن ارن يرتفع الى 750 مليون دولار في حال بقي سعر النفط في حدود 30 دولار لمدة طويلة من الوقت.

فيما قالت سيتي غروب(Citigroup) إنها رصدت 300 مليون دولار في الوقت الحالي مع إمكانية مضاعفة الرقم لأنها تتوقع المزيد من الخسائر على القروض الموجهة لشركات النفط الصخري في النصف الأول من 2016، مع استمرار الضبابية في قراءة الأسواق بفعل مواقف كبرى الدول المنتجة لنفط على غرار السعودية التي أعلنت حرب بلا هوادة على شركات النفط الصخري لإخراجها بأي ثمن من الحلبة بحجة الدفاع عن حصتها في السوق.

وتنتج السعودية 12.5 مليون برميل في اليوم وقال رئيس شركة “ارامكو” السعودية في دافوس السويسرية أين يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي أن بلاده تستطيع التحمل لأطول فترة ممكنة أسعار النفط في مستوياتها الحالية.

 

خسائر قياسية

الأوضاع الراهنة دفعت بمؤشر وول ستريت للبنوك(KBW) 15% إلى الأسفل منذ مطلع العام  وهو أدنى مستوى منذ أزمة الرهن العقاري في 2009.

الوضعية تزداد سواءا عند معرفة مستوى تعرض البنوك الأمريكية الكبرى للطاقة، وبلغ تعرض بنك أوف أمريكا (BofA) للطاقة يقدر 21.3 مليار دولار نهاية ديسمبر، مقابل 20 مليار دولار لبنك سيتي غروب(Citigroup) و17 مليار دولار لـ ولز فارجو(Wells Fargo) شركة الخدمات المالية الأمريكية العملاقة متعددة الجنسية، أما جي بي مورغان (JPMorgan) فبلغ تعرضها 13 مليار دولار، فيما بلغت قروض غولد مان سكس (Goldman Sachs) لشركات الطاقة 10 مليار دولار، مقابل 4 مليار دولار لمورغان ستانلي(Morgan Stanley)، مع مستويات عالية لمحفظة الديون التي تعتبر متعثرة وخاصة مع بداية إعلان إفلاس العديد من شركات استخراج النفط والغاز الصخري، فضلا عن تقليص العديد من الشركات لنشاطاتها وخفض العاملين للحد من التكاليف.

 

إفلاس شركات النفط الصخري

وأعلن الاحتياطي الفدرالي(البنك المركزي الأمريكي) أن حجم القروض المتعثرة في 2015 بلغ 34.2 مليار دولار، كما بلغ عدد شركات النفط الصخري المفلسة 39 شركة، فضلا عن وجود شركات أخرى اضطرت لتقليص عمالها الذين حصلوا على قروض عقارية وقروض سيارات وقروض استهلاك وبالتالي أصبحوا عاجزين عن السداد، ما أعاد للأذهان جو الرعب الذي خلفته أزمة الرهن العقاري (subprime) عامي 2008 و2009 على الغم من محدودية القروض للقطاع الطاقوي بالمقارنة مع القروض العقارية، فضلا عن ملاءة الشركات الطاقوية التي لا تقارن مع ملاءة الأفراد، فضلا عن ربط القروض بضمانات عالية تتمثل في أصول الشركات النفطية التي يمكن بيعها لتعويض الخسائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى