اقتصاد وأعمال

انهيار صادرات الغاز الجزائرية إلى أدنى مستوى في 15 عاما

عبد الوهاب بوكروح

سجلت صادرات الغاز الجزائرية خلال السداسي الأول من العام الجاري 2015 أعلى نسبة تراجع في 20 عاما الأخيرة، لتستقر عند 15.7 مليار م3 مؤكدة على المنحى التنازلي لصادرات الطاقة الجزائرية وبداية مسار تحول هيكلي في بنية الصادرات نتيجة تحول الأسواق العالمية من جهة وارتفاع الاستهلاك الداخلي من ناحية ثانية.

وكشف بنك الجزائر عن حقائق مرعبة جدا بخصوص صادرات النصف الأول من العام الجاري 2015 حيث بلغت صادرات الغاز الجزائر شهر جانفي 2.6 مليار م3 مقابل 1.7 مليار م3 لتسجل أدنى مستوياتها في السداسي الأول، شهر مارس بواقع 1.6 مليار م3 وتعاود الارتفاع إلى 2.4 في ابريل و2.2 مليار م3 في ماي ثم 2.1 مليارم3 في جوان.

إجمالا بلغت صادرات الجزائر الغازية في ظرف 6 أشهر ما يعادل 12.7 مليار م3، مقابل 15 مليار م3 في نفس الفترة من العام 2014، ما يعني أن التراجع قدر بـ15%، ما يعني أن الجزائر بدأت تفقد بريقها مع دخول منتجين جدد السوق الغازية على غرار قطر وتحول الولايات المتحدة إلى مستوى الإشباع الذاتي بفضل الغاز الصخري الذي حول أمريكا ليس فقط إلى دولة مكتفية بل مصدرة للغاز.

المشكلة ليس فقط في تراجع الكميات المصدرة من الغاز، بل المعضلة تكمن في الأسعار التي انهارت وتتجه إلى المزيد من الانهيار في المستقبل المنظور على الأقل.

أسعار الغاز مرتبطة بأسعار البترول وبالتالي كلما انحدرت الأولى تبعتها الثانية آليا.

بالنسبة لصادرات البترول الخام، تمكنت الجزائر من الدفاع بشراسة على حصة في الأسواق الخارجية ولو بصعوبة أمام ضربات المنتجين الخليجين وعلى رأسهم السعودية التي أغرقت الأسواق بالنفط الرخيص وأغرقت معها دول كثيرة منها الجزائر ونيجيريا وفنزويلا في إطار صراعها السياسي مع إيران وروسيا تحت غطاء قدر يتمثل في الحرب على البترول الصخري.

وبالأرقام سجل إنتاج الجزائر من الخام خلال السداسي الأول 2015 هو الأخر انهيار كبير قدر بـ27% مقارنة مع نفس الفترة ذاتها من العام 2014.

وبلغ معدل الإنتاج الشهري خلال الأشهر الستة من السداسي الأول 1.112 مليون برميل يوميا بحسب بنك الجزائر مقابل 1.525 مليون برميل كمعدل يومي خلال السداسي الأول 2014.

وقدر إنتاج الخام شهر جانفي 1.117 مليون برميل مقابل 1.11 مليون برميل في فيفري ثم 1.109 مليون شهر مارس و1.1.6 مليون في افريل و1.12 في ماي ثم 1.113 في جوان.

وبذلك تكون الجزائر قد فقدت نهائيا المعركة لصالح الدول التي أعلنت حرب الأسعار من خلال ضخ المزيد من الكميات وهي السعودية التي تضخ بأقصى طاقتها عند 12 مليون برميل في اليوم لتعوض الخسائر الناجمة عن انخفاض الأسعار وهي المعادلة التي لا تملكها الجزائر ونيجيريا على الأقل لأنهما تضخان بأقصى طاقتهما.

 

ارتفاع الاستهلاك الداخلي

Evolution de la production, la consommation et l’exportation

image002Source : Banque d’Algérie

إلى جانب التراجع الحاد في الكميات المصدرة من الغاز، يسجل الاستهلاك الداخلي زيادة معتبرة خلال العشر اعوام الأخيرة حيث قدر نهاية 2014 بما يعادل 37.5 مليار م3 مقابل 22 مليار م3 عام 2004، بزيادة قدرها 15.5 مليار م3 في ظرف 10 سنويات.

خلال الخمس أعوام الأخيرة كانت الزيادة بمعدل ثلاث ملايير م3 كمعدل سنوي لزيادة الاستهلاك الداخلي، في مقابل منحى تناقص لحجم الصادرات التي قدرت في العام الماضي بـ44.19 مليار م3.

وخلال 11 سنة الأخيرة شهد العام 2005 تصدير اكبر كمية من الغاز عند 65.27 مليار م3، فيما سجل الإنتاج الجزائري من الغاز الطبيعي شبه استقرار عند 83 مليار م3 كمتوسط سنوي في 11 سنة الأخيرة.

وأجمالا بلغ الإنتاج خلال 10 سنوات الأخيرة 914.3 مليار م3 وتم تصدير 640.54 مليارم3 من الغاز فيما استهلكت السوق الداخلية كمية تعادل 273.76 مليار م3.

 

انهيار الأسعار والمداخيل

استقرت أسعار النفط حول 109 دولار للبرميل في السداسي الأول 2014 وفي حدود 89.11 دولار للبرميل في السداسي الثاني 2014 ثم 58.45 دولار للبرميل خلال السداسي الأول 2015، بتراجع معدله -18% و-34% على التوالي خلال مرحلة المقارنة.

وبلغت قيمة الصادرات في السداسي الأول 2015 18.09 مليار دولار، مقابل 32.14 مليار دولار في نفس الفترة 2014 بتراجع قدره 43.71%.

image004

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى