الجزائر

رؤساء الشركات العمومية هدف مميز للقصف…الدور على من؟

عبد الوهاب بوكروح

يبدوا أن تمدد قوة الشركات الأجنبية العاملة في الجزائر بلغ مداه، وأصبح له من القوية ما يمكنه من استغلال العجز الحكومي البارز للعيان في مجال توفير الحماية اللازمة لأعوانها الاقتصاديين أو بالأحرى المسئولين الذين تعيينهم على رأس الشركات التي تملك الدولة بعض أول كل رأس مالها.

في ظرف أسبوع تمت تنحية اثنين(02) من رؤساء أكبر الشركات العمومية وأسرعها نموا فضلا عن كونها من بين القطاعات الإستراتيجية والحيوية أن لم تكن الأهم على الإطلاق، وأقصد قطاع الأدوية قطاع الاتصالات.

البداية كانت مع بومدين درقاوي الرئيس المدير العام للذراع الإستراتيجية للحكومة في مجال صناعة الأدوية وهي مجموعة صيدال.

وكشف الرئيس المدير العام السابق لمجمع صيدال في تصريحات لـ”الجزائر اليوم”، أن قرار وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب القاضي بإنهاء مهامه من على رأس المجمع قبل 6 أشهر من نهاية عهدته، هو قرار كيدي لا علاقة له بتسيير المجمع الذي حقق نتائج رائعة للغاية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وأن القرار على صلة بالضغوط التي مارستها مخابر أوروبية تعمل بالجزائر على الحكومة من خلال شبكات لوبيينغ قوية جدا.

أسبوع واحد فقط بعد تنحية درقاوي، جاء قرار أخر لا يقل في نظر المتتبعين خطورة ويتعلق بقرار تنحية سعد دامة، الرئيس المدير العام لشركة “موبيليس” لخدمة الهواتف الجوالة المملوكة للحكومة بنسبة 100% من خلال شركة اتصالات الجزائر.

العناصر الأولى للقرار لا تخلي مسؤولية الشركات الأجنبية في قرار إبعاد الرجل وإن تعددت أخطائه التسييرية بحسب مقربين منه.

سعد دامة دخل منذ فترة في القصيرة في “لعبة محفوفة بالمخاطر” ويظهر أنه لم يحسب عواقب المغامرة جيدا عندما أقدم على وقف كل التعاملات السابقة للشركة مع مورد تجهيزات الاتصالات السويدي إيريكسون والانتقال للتعامل الكلي وتجهيز شبكة موبيليس بواسطة مورد التجهيزات “هواوي” الصيني.

سعد دامة، الذي ركب موجة المغامرة بتحويل الوجهة عن إريكسون على الرغم من أنها المتعامل التاريخي الذي قام بتجهيز قطاع الاتصالات الجزائري منذ عقود، يعرف هذه الحقيقة جيدا لأنه موظف سابق في شركة إريكسون.

الانتقال لاستخدام القاعدة التكنولوجية لمورد التجهزيات والحلول الصيني هواوي (plateforme technologique Huawei) بصفة كلية بدون الأخذ في الحسبان إمكانية تسجيل اختلالات خلال عملية الانتقال من القاعدة التكنولوجية السابقة ايريكسون(plateforme technologique ericsson).

الرئيس المدير العام لشركة موبيليس يبدوا انه أيضا لم يستشير الرئيس المدير العام لمجمع اتصالات الجزائر ازواو مهمل في القرار على الرغم من اتصالات الجزائر يملك 100 % من أسهم موبيليس، وخاصة أن اتصالات الجزائر متعامل للاتصالات يملك مصنع في تلمسان منذ إشراف وزارة البريد المواصلات في صيغتها السابقة.

خرجات سعد دامة، في الأشهر الأخيرة لم تكن كلها في صالحه، فقيامه بإبرام صفقات مع مجمع سونلغاز والخطوط الجوية الجزائرية وربط المحطات الأرضية لشبكة موبيليس بالألياف البصرية تمت قراءتها قراءة في غير صالحه.

وتتمثل الصفقات في إبرام عقد مع سونلغاز التي كانتا تنقل بياناتها الرقمية من خلال شبكة الألياف البصرية لاتصالات الجزائر، لتنتقل بموجب العقد لنقلها عبر الجيل الثالث لموبيليس، على الرغم من الخطورة التي يخلفها عدم آمان الجيل الثالث في مثل هذه العمليات، فضلا عن المنافسة غير الطبيعة مع الشركة الأم اتصالات الجزائر.

هناك مشكلة أخرى لم تلعب لصالح دامة، وهي المناقصة التي جمدت والمتعلقة بربط المحطات الأرضية بالألياف البصرية والتخلي عن خدمات المتعامل التاريخي اتصالات الجزائر، وهو ما يعتبر عمل غير معقول في نظر مسؤولي اتصالات الجزائر، لأن موبيليس في نظرهم أصبحت بمثابة الابن العاق لأبيه.

وقبل بومدين درقاوي وسعد دامة، لا يمكن أن يكون ذهاب محمد صلاح بولطيف من على رأس الخطوط الجوية الجزائرية أيضا طبيعيا بسبب الضغوط التي مورست على الجزائر من مكتب الدراسات والشركة المنجزة للمقر الجديد للشراكة بالجزائر على خلفية قرار بولطيف الذهاب إلى التحكيم الدولي والذي كان سيكسب شركة الخطوط الجزائرية القضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى