الجزائر

عبد الحميد العياشي: “الفريق مدين أفشل انتخاب حمروش على رأس الافلان”؟!

وليد أشرف

كشف عبد الحميد شايبي المدعو “العياشي”، عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، والنائب السابق في البرلمان، الدور الذي لعبه الفريق المتقاعد محمد مدين، في الإطاحة بالأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني المرحوم عبد الحميد مهري في أصبح يعرف بالمؤامرة العلمية في مارس 1996.

ونقلت جريدة “السلام”، عن عبد الحميد العياشي، بعد مرور 4 أعوام من رحيل المجاهد عبد الحميد مهري، قوله، إن الفريق مدين طالب منذ أول لقاء له برئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، بضرورة تنحية عبد الحميد مهري من منصبه.

وأضاف العياشي، الذي كان أحد الشهود والفاعلين في العملية، أن مدين، أوعز إلى مولود حمروش في ذلك اللقاء، بأنه سيكون خلفية مهري على رأس حزب جبهة التحرير الوطني.

وأستطرد المتحدث أن الأحداث تطورت لصالح إسقاط مهري من خلال قيام رجال مخابرات بالاتصال بعدد من أعضاء اللجنة المركزية قصد تحضير قائمة تطالب بسحب الثقة من الأمين العام للحزب، على أساس وعود للموقعين تتضمن استفادتهم من راتب نائب مدى الحياة.

ونجحت الخطة في استدراج 129 توقيع على القائمة من بين أعضاء اللجنة المركزية للمطالبة بسحب الثقة من عبد الحميد مهري، وهو ما دفع بالمجاهد عبد الحميد مهري إلى الزهد في منصبه، يقول المتحدث.

وأفاد العياشي، أن مدين جدد الاتصال بمولود حمروش، عشية إجراء انتخابات الأمين العام الجديد للحزب، بحضور بعض أعضاء حكومته السابقين على غرار محمد الصالح محمدي ومحمد قنيفد، وأكد الدعوة إلى ضرورة إسقاط مهري بحجة أن الرئيس الأسبق اليمين زروال كان غاضبا منه.

 

زروال يغضب من مهري

ويزعم عبد الحميد العياشي، أن سبب غضب زروال من مهري، تصريح هذا الأخير في اللقاء الذي جمع اليمين زروال (رئيس المجلس الأعلى للدولة آنذاك) بالأحزاب السياسية فيما سمي بندوة الأحزاب. حيث قال مهري فيها إن الرئيس زروال متمكن في القضايا العسكرية، ولكنه لا يصلح للقيادة السياسية.

وأضاف عبد الحميد شايبي، أن زروال لم يغفر لـ مهري تلك “الإهانة”، مشيرا إلى أن” دور الفريق مدين لم يتوقف عند تقديم الوعد لـ مولود حمروش بخلافة مهري على رأس الحزب، ولكنه اتصل في نفس الفترة بعدد من أعضاء اللجنة المركزية أبرزهم عبد الرحمن بلعياط، عبد القادر حجار، عبد الله الحاج أحمد، محمد عليوي (الأمين العام الحالي لمنظمة الفلاحين) وطالبهم بقطع الطريق على حمروش حتى لا يصل لمنصب الأمين العام للحزب.

والمعروف يقول العياشي، أن عبد الرحمن بلعياط وعبد القادر حجار كانا عضوين بارزين في الفريق الذي قام بـ”المؤامرة العلمية” ضد مهري، وكانا على اتصال وثيق بالغرفة 123 في فندق الجزائر الذي احتضن أشغال دورة اللجنة المركزية وكان فيها العقيد فوزي الذي كان يحمل رتبة رائد آنذاك (المسؤول السابق عن مصلحة الإعلام بجهاز المخابرات) رفقة ضابط سامي أخر من جهاز الأمن يوجهان فريق “المؤامرة العلمية”، بحسب رواية العياشي عبد الحميد.

وكشف المتحدث، أن هناك عدة طروحات تم تداولها للخروج من الأزمة التي وقع فيها حزب جبهة التحرير، ومنها الطرح الذي تقدم به عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي، رفقة رئيس البرلمان الأسبق المرحوم رابح بيطاط.

وهو طرح يدعو إلى تشكيل لجنة سداسية مؤقتة لتسيير شؤون الحزب إلى غاية موعد انعقاد المؤتمر، وطرح أخر يقوده أنصار مولود حمروش، ويدعمه أغلب أعضاء اللجنة المركزية، يتمثل في الدعوة لانتخاب الأمين العام في ختام أشغال اللجنة المركزية.

 

لماذا انسحب يحياوي من الترشح لخلافة مهري؟

واستطرد، عبد الحميد شايبي، أن الانتخابات تمت في شفافية تامة على عكس الغموض الذي كان يلف تحركات الكواليس، وهو ما جعل المرحوم مهري يقول في كلمته : ” إن ما وقع قبل هذه الدورة من نقاش، كانت لدي دلائل بأن النقاش لم يبق داخل الحزب. وأن قضايا الحزب تدخلت فيها أطراف أخرى لا تنتمي للحزب”.

وقد أفرزت نتائج الصندوق، فوز الدكتور بوعلام بن حمودة بمنصب الأمين العام بفارق ضئيل عن منافسه مولود حمروش”.

وأضاف عبد الحميد العياشي، أن النقطة الوحيدة التي بقيت غامضة إلى اليوم تتمثل في  السبب الذي دفع محمد الصالح يحياوي إلى الانسحاب من الترشح، هل كان ذلك نتيجة ضغط أم انه قناعة شخصية من محمد الصالح يحياوي الذي اختاره الرئيس الراحل هواري بومدين ليكون منسقا لـ حزب جبهة التحرير الوطني، قبل انعقاد المؤتمر الرابع؟ والمفاجأة في تلك الانتخابات هي أن كل من المرحوم شريف مساعدية و المرحوم عبد الحميد مهري صوتا لصالح المرشح مولود حمروش في حين أن بعض المقربين منه من فريق “الإصلاحيين”، صوتوا ضده!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى