اقتصاد وأعمال

مصيطفى:انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي له آثارا محدودة على الجزائر

نسرين لعراش

أكد بشير مصيطفى، الخبير الاقتصادي والوزير السابق، أن بريطانيا التي تعتبر القوة الاقتصادية الثانية في أوربا بعد ألمانيا، تملك شروط تجاوز الآثار السلبية لانسحابها من الاتحاد الأوربي في المدى المتوسط لأن الآثار التي بدأت تتشكل الآن هي أثار للمدى القريب.

وقال بشير مصيطفى، في تصريح صحفي الجمعة 24 جوان، تعليقا على تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، إن الفرق بين أنصار الانسحاب وأنصار البقاء في الاتحاد الأوربي قليل ولا يزيد عن 700 ألف منتخب، وبالتالي ليست هناك أية أبعاد إيديولوجية لدى الناخب البريطاني كما يتصور البعض.

وأضاف مصيطفى، أن نتيجة الاستفتاء لا تعبر عن الرأي السياسي الرسمي للحكومة البريطانية ولحزب المحافظين بدليل إشارة رئيس الوزراء دافيد كامرون بالاستقالة، وإنما تعبر النتيجة عن قلة المعلومات لدى الناخب البريطاني حول الآثار التي ستنجر عن الانسحاب وهي آثار عنيفة في المدى القصير فقط.

وأوضح الوزير السابق، أن هذه الآثار تتمثل في عنصر المفاجأة في نتيجة الاستفتاء والتي صنعت الصدمة في الأوساط الأوربية بشكل خاص، والتي صنعها المناصرون لحزب العمال وهي التي أدت إلى النتائج العنيفة في اللحظات الأولى لإعلان النتيجة وهي نتائج مالية ونقدية بالدرجة الأولى وتخضع للمضاربات في أسواق المال والى الأثر النفسي لدى كبار المستثمرين في صناديق التحوط والعملة وأسواق المال.

وأستطرد المتحدث، أن هذه الآثار تمثلت أساسا في هبوط الجنيه الإسترليني 10 % مقابل الدولار، وهبوط مؤشرات البنوك في البورصات الأوربية إلى 30 % في بعضها، وهبوط اليورو 3 % تجاه الدولار، وهبوط النفط بـ3 % في عقود الجمعة 24 جوان 2016 .

وأكد مصيطفى، أن الهبوط سيتواصل خلال الأيام القليلة القادمة قبل العودة لوضعية الاستقرار جراء اجراءات التصحيح التي ستتخذها السلطات النقدية في لندن .

 

لعبة دومينو

يعتقد الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى، أن الحالة البريطانية ستخضع للمراقبة من طرف مراكز القرار الأوربية ولعبة الدومينو، أي جر بريطانيا بقية دول الاتحاد للانسحاب مطروحة، ولكن باحتمال ضعيف حيث تتميز بريطانيا بعلاقات استراتيجية تاريخية مع أمريكا وهي المنافس الرئيس للاتحاد الأوربي وهي علاقات تفتقدها بقية الدول، كما أن بريطانيا تتميز بقدرة النمو خارج الاتحاد بدليل قوة الجنيه الإسترليني خارج عملة اليورو ومتانة سياسات الهجرة خارج اتفاقية شنغن.

 

انعكاسات مباشرة على الجزائر

يضيف بشير مصيطفى، أنه بالنظر إلى طبيعة الأثر والذي  سيكون قصيرا قبل العودة إلى الاستقرار في أسواق المال والنقد فإن الآثار على الاقتصاد ستكون للمدى القصير ( حدود 03 أشهر )، وأهمها تسجيل أثر سلبي على سعر النفط  نحو النزول بين 3 % و 10 % تحت ضغط تراجع الطلب المناسب للشركات البريطانية العاملة في الاتحاد الأوربي وتراجع الاستثمارات بالجنيه الإسترليني وحالة الترقب لدى المستثمرين الكبار.

وعلى عكس النفط، سيكون هناك أثرا ايجابيا على سوق الصرف ( اليورو – الدولار ) حيث ستزيد عائدات التصدير الجزائرية بالدولار وتتراجع نفقات الاستيراد باليورو ولكن للمدى القصير فقط، كما سيسجل أثرا ايجابيا على احتياطي البنك المركزي الجزائري من الذهب(173.4 طن) من حيث القيمة السوقية في حدود 5 إلى 10 % أي في مجال توقعات زيادة أسعار الذهب تحت ضغط هروب الاستثمارات إلى الملاذ الآمن بين الدولار والذهب.

وأوضح مصيطفى، أنه لا خوف على الاستثمارات البريطانية في الجزائر لأنها محدودة في قطاع المحروقات حيث مازال العائد مرتبطا بأسعار النفط وهو متغير خارجي وليس بوضعية بريطانيا في الاتحاد الأوربي، كما أنه لا أثر على المفاوضات الجارية بين الجزائر ودول الاتحاد الأوربي في موضوع مراجعة اتفاقية الشراكة بين الطرفين بسبب طبيعة العلاقات التجارية للجزائر مع دول الاتحاد وهي علاقات تميل للطرفين الفرنسي ثم الايطالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى