الجزائر

وثيقة / بوتفليقة: “الجزائر قطعت أشواطا معتبرة في التنمية الاقتصادية”

الجزائر اليوم

أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء 24 فيفري، أن الجزائر قطعت أشواطا معتبرة في تعزيز البنى التحتية للبلاد وبناء نسيج اقتصادي هام يضم شركات عمومية وكذا استثمارات القطاع الخاص في كافة القطاعات.

وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى الـ60 لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى الـ45 لتأميم المحروقات، قرأها نيابة عنه بن عمر زرهوني  مستشار برئاسة الجمهورية انه “بالفعل  لقد سمحت إيرادات المحروقات لبلادنا بقطع أشواط معتبرة في مجال تعزيز البنى التحتية عبر بلادنا وبناء نسيج اقتصادي له بال بما فيه من شركات عمومية واستثمارات القطاع الخاص في كافة المجالات”.

وأشار بوتفليقة، إلى أن هذا “يجعل طموحنا إلى تعزيز اقتصاد جزائري متنوع ليس أمرا مشروعا فحسب بل أمرا في متناولنا حقا  شريطة تجنيد العزائم مرة أخرى  و شريطة الاستمرار  كذلك  في مسار الإصلاحات الضرورية”.

وحرص بوتفليقة على التأكيد على أن توجيه الموارد الوطنية الناتجة عن تسويق المحروقات سمح للجزائر أيضا “بالالتحاق بطليعة دول العالم في العديد من مجالات التنمية الاجتماعية سواء أتعلق الأمر بنسبة التدريس والتعليم  أم بشبكة الهياكل الصحية  العمومية والخاصة  أو في ما يخص القفزة النوعية في تغطية الحاجيات من السكن  وكذا في مستوى الحماية الاجتماعية الموفرة في الجزائر”.

وتابع الرئيس بوتفليقة: “و ما كان لنا أن نحقق مثل هذه النتائج لولا تعبئة كافة العاملات والعمال  تحت لواء منظمتهم التاريخية العتيدة الاتحاد العام للعمال الجزائريين  ولولا السيادة التامة التي باتت الآن مبسوطة  و لله الحمد  على مواردنا من المحروقات”.

وفي تناوله لمنجزات قطاع المحروقات أعلن الرئيس عن اكتشاف ما يزيد عن 450 بئر للنفط و الغاز منذ سنة 1971، مشيرا إلى ارتفاع الإنتاج الوطني من المحروقات بثلاث مرات ما سمح بتعزيز قدرات الجزائر في تسويق طاقات النفط والغاز.

وأضاف أن هذه الاكتشافات سمحت كذلك”بضمان موارد مالية للتكفل ببناء الاقتصاد الوطني و بتكريس التنمية الاجتماعية”، مشيرا إلى مد الشبكة الكهربائية عبر الوطن والوصل بشبكة الغاز الطبيعي قد بلغ “نسبة تعد من أعلى النسب في العالم” مؤكدا أن “الأولوية التي توليها السلطات العمومية لتزويد السوق الوطنية قصد الاستجابة لمتطلبات المواطنين و الصناعة عل حد سواء تدل على حرصها الشديد على تلبية حاجات مواطنينا من الطاقة و تحقيق التنمية الاقتصادية و الصناعية في سائر أنحاء الوطن”.

كما لفت رئيس الجمهورية بذات المناسبة إلى انعكاسات التراجع الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية على الاقتصاد الوطني مؤكدا عزم الدولة أتباع سياسة نمو اقتصادي حكيمة وحازمة في آن معا.

وقال بوتفليقة في هذا الصدد “إننا لا ننوي التخلي عن التزام الصرامة المطلوبة والضرورية في تسيير الموارد العمومية وترشيد خياراتنا المالية وفي هذا المقام احرص على تأكيد أننا ننوي التصدي لتداعيات انخفاض أسعار النفط بسياسة نمو اقتصادي حكيمة وحازمة في نفس الوقت”.

وأضاف الرئيس انه “بالرغم من شدة الأزمة” إلا أن الجزائر “لاتنوي لا التخلي عن الاستثمار في عوامل نجاح النمو الاقتصادي ولا التراجع عن خياراتها الأساسية من حيث التضامن الوطني الحقيقي والعدالة الاجتماعية الفعالة”.

واعتبر أن تأكيد ضرورة التنويع الاقتصادي وتثمين كافة القدرات الطبيعية والبشرية و العلمية للبلاد بمناسبة التعديل الأخير للدستور يعكس عزم الدولة الثابت على المضي قدما وبسرعة في التغييرات الهيكلية لاقتصادنا حتى نمكنه من قطع مراحل جديدة في مجال التنافسية ونتيح له الدخول بحظوظ أقوى إلى فضاء السوق العالمية”. وأكد الرئيس أن  التعديل الدستوري جاء “بأحكام جوهرية أكدت خياراتنا الوطنية في المجال الاقتصادي” المتمثلة في “الحفاظ على الملكية العمومية على مجال المناجم والمحروقات وجوانب حيوية أخرى”.

كما قال بوتفليقة أن التعديل الدستوري “أكد مسؤولية الدولة على الحفاظ على الأراضي الفلاحية والموارد المائية”. كما كرست تعديلات أخرى “حرية الاستثمار وتشجيع الدولة لجميع المؤسسات من دون تمييز وكذا ضبط السوق ومحاربة الاحتكار”.

وذكر رئيس الجمهورية بحرص الدولة -لما كانت على وعي بالتذبذب الدوري لسوق المحروقات الدولية- على تعجيل تسديد المديونية الخارجية وإيقاف الاستدانة من الخارج وعلى إقامة جهاز احترازي من خلال صندوق ضبط إيرادات جباية المحروقات  “وهو الامر الذي سمح لنا في الظرف الراهن بمواجهة انهيار سعر النفط الفادح الذي قارب 70 % في غضون سنتين أو اقل”.

وقال الرئيس:”أملي أن تكون هذه التشجيعات وتلك التطمينات مصدر تحفيز للجميع  أي لأرباب العمل  والفلاحين  وكل الشركاء العاملين في مضمار الاقتصاد  لعقد العزم على بذل جهد خاص و غير مسبوق لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية”.  “و في هذا اليوم المشهود الحافل بالذكريات والاحتفالات  دعوني أجدد التحية والإشادة لعمال الجزائر وعاملاتها  و أخص بالتنويه المتميز الاتحاد العام  للعمال الجزائريين على ما بذله  ومازال يبذله من جهود و تضحيات في قيادة عالم الشغل والمساهمة البناءة في الحوار الوطني الاقتصادي والاجتماعي”  يقول رئيس الجمهورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى