الجزائرثقافة

أنطلق في 1 نوفمبر 2015:”الجزائر اليوم” يحتفل بعيد ميلاده الـ2

وليد أشرف

تحتفل اليوم “الجزائر اليوم” بالذكرى الـ2 لتأسيسها في 1 نوفمبر 2015.

لقد تمكنا وبحمد الله وتوفيقه أن ننطلق ونجعل من “الجزائر اليوم” مصدرا موثوقا متوازنا مفتوحا لكل الأطياف في الساحة الجزائرية.

تمكن فريق “الجزائر اليوم” أن ينطلق رغم الظروف الصعبة المحيطة ومناخ العمل غير المناسب سواء تعلق الأمر بتأخر صدور البيئة القانونية التي تضمن حماية مؤسسات إعلامية إلكترونية، أو بسبب الهشاشة الواضحة للوضع الاقتصادي العام للبلاد والذي ينعكس مباشرة على النموذج الاقتصادي للإعلام الجديد في الساحة الإعلامية الوطنية.

تمكن فريق “الجزائر اليوم” على تواضعه وتواضع الإمكانيات المتوفرة له أن يكون أول موقع جزائري يصدر من الجزائر باللغة العربية بعدد زوار يومي تجاوز 92000 زائر يوميا، وبـ125000 معجب على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، في ظرف قياسي لم يتعدى العامين.

لقد كان خيارنا منذ مرحلة التفكير في المشروع إلى غاية وضعه على السكة، أن زمن الورق ولى إلى غير رجعة أو يكاد، وعليه كان خيارنا سليما بأن توجهنا نحو إعلام المستقبل بما يمثله من فرص وتجنب مواجهة الفشل الحتمي الذي بات يهدد أكبر المؤسسات الإعلامية العالمية العريقة في الاستمرار في طبع ملايين النسخ الورقية اليومية أمام انحصار الإعلانات المطبوعة من جراء التحول العالمي نحو الإعلان الالكتروني الأقل كلفة والأكثر مردودية، وكذا مراقبة الضغوط التي تتحملها الجرائد المحلية في الجزائر واعتماد 99٪ منها على ريع الإشهار الحكومي ومطابع الدولة وورق الطبع المدعوم المستورد من الخارج نسبة 100 بالمائة.

التحديات المشار إليها قابلتها طفرة رقمية عالمية لا يمكن للجزائر العيش بعيدا عنها وهو ما يعكسه تطور عدد المشتركين والمرتبطين بشبكة الانترنت ومن خلالها بشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة على غرار “فيسبوك” و”تويتر”.

وللمقارنة قفزت نسبة المشتركين في شبكة الهواتف الجوالة من 0.5٪ العام 2000 إلى 120٪ نهاية 2016، وبالأرقام قفز عدد المشتركين من 60 ألف مشترك إلى 53 مليون خلال نفس الفترة. وبلغ عدد المرتبطين فعليا بشبكة الانترنت 25 مليون مشترك.

هذه الحقائق مثلت حوافز للتفكير بشكل مغاير ودفعتنا لمجاراة الواقع الجديد والاستفادة من تجارب مؤسسات عالمية أكثر عراقة طلقت الورق وانتقلت إلى الرقمية كليا أو جزئيا.

إن خيار الرقمية لا يوفر فقط فرصا هائلة لتجنب الكثير من التكاليف التي لا طائل منها على غرار الطبع والتوزيع وغيرها، بل يوفر أيضا مجالات لا حدود لها لاستقلالية “الجزائر اليوم” في زمن أصبح من غير الممكن الفرز بين الصديق الصدوق والعدو المتربص، كما يمثل هذا الخيار فرصة للتشبث بالمهنية والاحترافية والوقوف مسافة واحدة من الجميع بشكل يضمن لنا أن لا ننحاز سوى للقارئ وله فقط.

لقد قررنا أن تكون “الجزائر اليوم.كوم” (aljazairalyoum.com) حتى نكون أبناء اليوم ونطمح للمستقبل، لمستقبل أفضل على كل الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية في زمن التضليل والنفاق والمحاباة والمداهنة لتحقيق مآرب شخصية وعائلية على حساب المصلحة الجماعية، وهذا من قبل إمبراطوريات المال الفاسد ومافيات سياسية ومالية تشكلت على مدار ربع قرن الأخير.

لن نخوض في تصفية الحسابات لأن عدونا الأوحد هو الفساد، كما سنعمل على تسمية الأشياء بمسمياتها بدون مجاملة ولا مداهنة وبدون خوف، وسنستمر في ذلك على العراقيل والتحديات والضغوط المتزايدة يوما بعد أخر.

سيكون سعينا الحثيث للحق والحقيقة وسنرى بكلتا أعيننا ونسمع بكلتا الأذنين وسنستمر في ذلك، سنفتح صفحاتنا لكافة التيارات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين وفق القانون، لأننا نقدس الاختلاف ونؤمن أنه فعلا رحمة. سنلتزم بآداب الحوار لا نسب أحدا ولا نشتم ولا نجرح أو نقذف أحدا، لأن كل ذلك يختلف مع القيم والأعراف والأخلاق التي تربينا عليها ونقدسها ونؤمن بها، قبل تعارض ذلك مع التشريعات والقوانين.

سنواصل الاستقلال بأرائنا وسنعطي خلفيات صادقة للأخبار قدر جهدنا وبعمق، سنعترف بالخطأ عندما نرتكبه وسنعتذر عنه علنا ونعمل على تصحيحه، وسنفرد مساحة ومساحات للتعبير الحر والرأي الحرّ، كما نلتزم بعدم الخوض في خصومات الزملاء ولا معاركهم، لأن معركتنا الوحيدة هي محاربة الفساد والتهميش والإقصاء والشمولية والقمع والتسلط والنهب والتخلف والجهل والظلامية والغُلو والغش والفتنة بكل أشكالها، من منطلق الإيمان بأن المساواة في الحقوق والواجبات هي الباب إلى العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

أقصى ما نأمله هو إعلام مهني وشريف يرقى لتطلعات القارئ الجزائري والعربي والقارئ بالعربية في أية رقعة من هذا العالم القرية. فنحن لم نأتي لمزاحمة أحد، كما أننا لا ندعي الكمال فذلك كله لله سبحانه وتعالى، فنحن بشر والبشر يصيب ويخطأ وما العصمة إلا للأنبياء. سنجتهد بشرف وسنترك الحكم للقارئ الذي هو تاج رأسنا، القارئ الذي أمنا دائما بذكائه وقدرته على التفريق بين الغث والسمين والجيد والرديء لأنه في الأخير لا يصح إلا الصحيح، سنحترم عقل القارئ.

سنحترم ثوابت هذه الأمة من أمازيغية وإسلام وعربية، كما سنحترم التعدد والتنوع والاختلاف، وسندافع عن ذلك بالنفس والنفيس.

لن نلبس نظارات سوداء، سنقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، سنقول الحق ولن نخشى في الله لومة لائم. سنكون أنصارا للحق ومدافعين عنه ولن نراوغ أبدا.

“الجزائر اليوم” ستستمر بحول العلي القدير، في العمل والانطلاق نحو المستقبل بقوة وبثقة في ظل احترام الأعراف والقوانين والنظم.

اليوم تزامن احتفالنا بالذكرى الثانية لتأسيس “الجزائر اليوم” مع وجود مسعى إيجابي من الناشرين في تأسيس تنظيم للدفاع عن مصالح المؤسسات الإعلامية الالكترونية والعمل على المساهمة مع الحكومة في إيجاد مناخ مساعد لبروز هذا النوع الجديد من الإعلام الذي بات يمثل فرصة ليس فقط لإسماع صوت الجزائر في العالم، بل قد يكون نموذج اقل كلفة اقتصاديا للتكفل بالعشرات بل المئات من الشباب الخريج سنويا من معاهد الإعلام في الجامعات الجزائرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى