اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

إعطاء مفهوم جديد لصناعة الاتصالات مع المتعاملين الافتراضيين

بقلم فريد فارح 

خلال العشريتين الأخيرتين، عرفت الاتصالات النقالة عمليات تصنيع واسعة، وسمح ظهور فرص تكنولوجية وتنظيمية بخلق منافسة حادة منا بين الفاعلين في السوق،  وساهم أيضا بظهور متعاملين بمواصفات جديدة وتنوعت معها العروض المقدمة للمستهلكين.

ويعتبر دخول متعاملي شبكة افتراضيين (MVNO) لسوق الاتصالات النقالة بمثابة مثال حي على التقلبات الكبيرة التي يعرفها القطاع.

ومتعامل MVNO وبالإنجليزية معناه Mobile Virtual Network Operator، هي مؤسسة تقدم خدمات في الاتصالات النقالة دون ان تمتلك منشآت للشبكة الخلوية ولا ترخيص باستغلال نطاق الترددات للإشارة.

وتقوم المؤسسة بكراء قدرات الشبكة لدى متعامل تقليدي المعروف بـ MNO ) Mobile Network Operator)، وهي بذلك تابعة لمزودها بالشبكة لكنها تتوفر على مواردها الخاصة بها من اجل أن تكون عملية في سوق النقال.

وحاليا نماذج متعددة من المتعاملين الافتراضيين يمكن ملاحظتهم، ومنهم مزودو خدمات النفاذ SP MVNO، وهم المتعاملون الافتراضيان الأكثر انتشارا في العالم، حيث يقومون بشراء دقائق من المكالمات لدى المتعامل التقليدي ويقومون بإعادة بيعها لزبائنهم باستعمال اسم العلامة الخاص بهم.

ويتوفر هذا النوع من المتعالمين أيضا على طرق الفوترة ودعائم الزبائن دون أن يكون له اي نشاط لتوجيه المكالمات (التحويل).

ومقابل هذا النوع هناك متعامل افتراضي كلي Full MVNO، وهم الأكثر إنتاجية في قطاع الاتصالات النقالة، حيث إضافة لإعادة بيع دقائق المكالمات او أحجام من الانترنت النقال، هذا النوع من المتعالمين يتوفر على قدرات للشبكة وسجل اسمي لتحديد الزبائن يتضمن البيانات الشخصية للمستخدمين ولشرائح سيم الخاصة بهم.

ويتمتع هذا النوع بحرية اكبر مقارنة بسابقيه، حيث يمكن لهم اختيار التسعيرة وتطوير الخدمات وتحويل المكالمات الصوتية وتوجيه البيانات.

وتسبب تعدد المتعاملين الافتراضيين في تنويع ميادين النشاط التي تشتغل فيها مؤسسة للاتصالات، وأيضا هذا النوع من المتعاملين أضاف الماء لطاحونة المتعاملين التقليدين كما يقول المثل، من اجل أن يقوموا بتقديم خدمات جد متخصصة وعلى وجه الخصوص استهداف قطاعات جديدة من السوق لم تستغل من قبل.

وعرف العديد منم الاقتصاديين هذا التنوع الذي نشا بأنه نوع من دخول مؤسسة في داخل أخرى، ويرى هؤلاء بان جمع الموارد البشرية للمتعالمين الافتراضيين  في النقال مع تلك الموارد الفعلية (الطبيعية) للمتعالمين التقليديين ستجشع على المنافسة وتسهل تسويق خدماتهم للاتصالات المشتركة بأسعار غير قابلة للمجاراة.

وأيضا يمكن للمتعامل الافتراضي أن يكون له إسهام في توسيع تشكيلة الخدمات المقدمة من طرف المتعاملين التقليديين، ويزيد من مرونة التسعيرة، واستهداف أقسام جديدة من السوق وإدخال خدمات ذات قيمة مضافة.

خفض التكاليف التشغيلية

وبالمقابل فإن التكاليف التشغيلية لمتعالمين افتراضيين ستكون منخفضة مقارنة بتلك التي تكون للمتعالمين التقليديين، بفضل غياب أي تكاليف للرخصة يدفعها هذا المتعامل.

وهذه الأريحية من حيث نقص التكاليف مدعومة أيضا بعدم لجوء المتعامل لمنشآت الشبكة وقنوات التوزيع، ويكتفي المتعامل بضمان خدمات نقالة بنسب تسعيرة منخفضة، وهذه الوضعية منحت تقدما وتطورا في المنافسة داخل صناعة الاتصالات وأيضا مت تعلق بقطاع الضبط لهذا القطاع.

ومنذ 1999 دخل العديد من متعاملي MVNO النشاط في العالم، وكان دول اوربا الشمالية بمثابة الحجر الأساس لهذا النوع من المتعالمين، وكان المتعامل النرويجي SENSE، أول متعامل افتراضي في تاريخ الاتصالات النقالة وتم إطلاقه عام 1997، وتم في هذا الإطار دراسة وإعداد عدة عمليات تنظيمية في بلدان عدة، وأجبرت عدة هيئات للضبط المتعاملين التقليديين، على فتح شبكاتهم لمتعالمين افتراضيين (بلدان شمال أوربا ألمانيا واسبانيا)، وقامت بلدان أخرى باتخاذ إجراءات خاصة فيما يتعلق بكلفة الدخول وطريقة التشغيل (الدانمرك ايرلندا).

بالمقابل بلدان مثل فرنسا وبريطانيا قرروا عدم التدخل وترك المفاوضات تتم ما بين المتعاملين الافتراضيين والتقليديين بطريقة ودية عفوية، وفي الجزائر إطلاق هذا النوع من المؤسسات يبقى خاضعا لاعتماد القانون الجديد للاتصالات الالكترونية من طرف المجلس الشعبي الوطني القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى