إهمال وجبة الفطور يؤدي إلى تخزين الدهون في الجسم

سارة عوض

يعتبر الصباح أفضل أوقات اليوم التي يحتاج فيها الجسم إلى التغذية السليمة، لهذا يوصي جميع خبراء التغذية بعدم إهمال وجبة فطور الصباح وضرورة أن تكون غنية بالعناصر الغذائية الأساسية ومتكاملة بالفيتامينات والمعادن الهامة، بل هناك من يعتبرها الوجبة الأهم مقارنة بالوجبات الأخرى.

وحذرت مجلة إن ستايل الألمانية من إهمال وجبة الفطور نظرا لأن خطر البدانة يرتفع لدى الأشخاص الذين يهملونها بمعدل أربع مرات ونصف عن الأشخاص الذين يتناولونها. وذلك وفقا لبيانات السجل الوطني للتحكم في وزن الجسم الأميركي.

وتوصي المجلة المعنية بالصحة والجمال بتخصيص وقت كاف لتناول وجبة الفطور قبل الذهاب إلى العمل من أجل إمداد الجسم بالطاقة اللازمة.

وأشارت إلى ضرورة أن يكون الفطور غنيا بالكربوهيدرات، حيث أنه يمنح المرء الإحساس بالشبع لمدة طويلة من ناحية ويحارب الإجهاد من ناحية أخرى، كما تساعد الكربوهيدرات على رفع درجة التركيز نظرا لأن المخ يستمد طاقته من الكربوهيدرات فقط تقريبا.

وقد أثبتت الدراسات الحديثة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، أن عملية الحرق الغذائي في الجسم تنخفض أثناء ساعات النوم بشكل كبير لتصل إلى 40 سعرة حرارية فقط في الساعة، مما يؤكد أهمية وجبة الفطور في حث عملية الحرق والتسريع منها بالشكل الذي يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية والتخلص من الدهون بشكل أفضل. وعند إهمال وجبة الفطور فإن الجسم بطبيعة الحال سيقوم بالاحتفاظ بمعدل حرق منخفض حتى وقت الغداء بغرض الحفاظ على الطاقة الموجودة به مسبقا، مما يتسبب له في الشعور بالإرهاق والتعب نتيجة القيام بأي مجهود بدني ولو بسيط.

ونشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، مؤخرا، نتائج دراسة طبية تؤكد حدوث العديد من الأضرار الصحية نتيجة إهمال وجبة الفطور، إضافة إلى أن ذلك قد يكون سببا مباشرا في الإصابة بالسمنة على عكس المتوقع.

وفي دراسة أخرى شملت ألفي شخص، أثبتت أن إهمال وجبة الفطور يكسب الفرد 12 كيلوغراما من الوزن كل عام، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

وفسرت الدراسة أن إلغاء وجبة الفطور يزيد الرغبة في تناول وجبة خفيفة التي غالبا ما تكون غير صحية، خاصة بالنسبة إلى الموظفين، إذ اعترف 37 بالمئة من العينة التي شملتها الدراسة أنهم يتجاهلون وجبة الفطور في بعض الأحيان خلال أسبوع العمل.

وأوضحت الدراسة أن 45 بالمئة من الذين يهملون هذه الوجبة يشعرون بالجوع منتصف الصباح، و30 بالمئة يشكون من التعب ونقص في الطاقة و14 بالمئة يشعرون بالغضب. وأرجع 12 بالمئة من العينة أنهم يهملون وجبة الفطور بسبب النسيان أو الانهماك بالأعمال المنزلية.

وخلصت الدراسة إلى تأكيد أهمية تناول الفطور باعتباره المفتاح الأساسي للتأثير على الخيارات الغذائية الخاصة بالإنسان خلال باقي اليوم، وبالتالي يسبب إهمالها خفض مستوى السكر في الدم، مما يدفع إلى اللجوء إلى وجبة خفيفة لتوفير الإشباع الفوري.

ويحصل الأشخاص الذين يهملون وجبة الفطور على 252 سعرة حرارية إضافية يوميا بمعدل 91980 سعرة حرارية إضافية كل عام، مع مرور الوقت، إذا لم تتم ممارسة الأنشطة الرياضية، وبالتالي فإن ذلك قد يكسبه 12 كيلوغراما من الوزن كل عام.

ولا تنحصر فوائد الفطور على الوزن وفقا للدراسة، إذ تساعد هذه الوجبة على تحسين المزاج والطاقة والتركيز والحفاظ على حياة صحية تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط.

وبينت الدراسة التي نشرت بدورية البدانة أن تناول الفطور الغني بالبروتين يقلل الإشارات المتحكمة بالرغبة في الطعام وسلوك الأكل المنطلق من الرغبة في الإثابة.

وقالت هيذر لايدي، الباحثة وأستاذ التغذية بجامعة ميزوري، إن الجميع يعرف أهمية تناول الفطور لكن الكثيرين لا يعطونه الأولوية. وهذه الدراسة تقدم دليلا إضافيا على أن وجبة الفطور في حد ذاتها استراتيجية قيّمة لضبط الشهية.

وأضافت لايدي أن الدراسة استهدفت المراهقين الذين يهملون هذه الوجبة وذلك لسببين أحدهما أن عدم الفطور مرتبط بقوة بتناول أطعمة جاهزة غير صحية والإفراط في تناول الطعام خاصة في الليل واكتساب الأوزان والبدانة، وثانيهما أن 60 بالمئة تقريبا من المراهقين يتجنبون الأكل صباحا بشكل يومي.

وأجريت الدراسة على ثلاث مجموعات، حيث امتنعت الأولى عن تناول وجبة الفطور، في ما تناولت الثانية فطورا بقيمة 500 سعرة حرارية من الغلال واللبن، وتناولت الثالثة فطورا بمحتوى بروتيني أعلى كالفطائر البلجيكية بمحلى مركز ولبن زبادي. وبيّن الباحثون انخفاض نشاط الدماغ المرتبط بالتحفيز على الطعام وارتفاع نسبة بروتين الفطور لتغيرات أكبر للشهية والشبع.

ويؤكد د. أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية بجامعة حلوان، على أهمية وجبة الفطور التي تعتبر من الوجبات الضرورية لتوفير الطاقة التي يحتاجها الجسم في الفترات الأولى من اليوم. ويقول إنه من الضروري أن يحتوي الفطور على البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية.