العالم

اتفاقيات بـ460 مليار دولار: ترامب جعل السعودية تدفع ثمن الحماية

انتهت القمة السعودية الأمريكية في قصر اليمامة بالرياض، السبت 20 مايو، بتوقيع حزمة واسعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات حيوية مختلفة، كالدفاع والطاقة والاستثمارات.

وفي ختام القمة وقع الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس دونالد ترامب، الذي وصل المملكة السبت في زيارة تستمر لمدة يومين، “الرؤية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية”.

كما وقعت اتفاقيات بين الرياض وواشنطن بمليارات الدولارات، تنوعت ما بين اتفاقية لتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية، واتفاقيات في مجالات الاستثمار والطاقة.

وأعلن البيت الأبيض توقيع اتفاقيات تعاون عسكري بقيمة 460 مليار دولار، منها 110 مليارات دولار لها أثر فوري، و350 مليار دولار على مدار 10 سنوات.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن العقود المبرمة توسع التعاون بين الجانبين في المجال الأمني وتساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، كما تعزز قدرة المملكة على المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة.

ومن الاتفاقيات الموقعة، اتفاقية بقيمة 6 مليارات دولار لتصنيع 150 مروحية هجومية من طراز “بلاك هوك” في المملكة. واتفاقية لتصنيع المنتجات عالية القيمة، ومذكرة تفاهم بين الشركة السعودية لتقنية المعلومات وشركة “أبل” الأمريكية.

ووقعت مجموعة “جنرال إلكتريك” وحدها حزمة من الصفقات بقيمة 15 مليار دولار تراوحت بين قطاعات الكهرباء والرعاية الصحية إلى صناعة النفط والغاز والتعدين، كما أبرم الجانبان اتفاقية في النقل الجوي لشراء طائرات مدنية من الولايات المتحدة.

وتم التوقيع على اتفاقية لتوليد الطاقة بين البلدين، بالإضافة إلى اتفاقيات في مجال خدمات النفط والغاز، وفي مجال الصناعات العسكرية، والاستثمار في البنية التقنية والتحتية، واتفاقية في الاستثمارات الصحية، والتعدين.

إلى جانب اتفاقية لإنشاء مصنع لـ”الإيثيلين” في الولايات المتحدة. وستساهم الاتفاقيات السعودية الأمريكية في توطين التقنية في المملكة، وفي توفير آلاف الوظائف وهو ما يتطابق مع الخطة الطموحة للمملكة “رؤية 2030″، الهادفة لتنويع موارد الدولة والابتعاد عن الاعتماد على النفط.

يذكر أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة والصين في الإنفاق العسكري، وتظهر البيانات أن الرياض تنفق بالمتوسط حوالي 70 مليار دولار سنويا على استيراد الأسلحة والمعدات العسكرية من الخارج.

كما تعد التجارة بين الرياض وواشنطن ركنا أساسيا في العلاقات، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الـ10 سنوات الماضية مستوى الـ 2 تريليون ريال (نحو 533 مليار دولار).

وفي عام 2016، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 142 مليار ريال (37.86 مليار)، ومثلت قيمة الصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة نحو 65.6 مليار ريال (17.5 مليار دولار)، فيما بلغت قيمة الواردات السعودية من الولايات المتحدة نحو 75.8 مليار ريال (20.2 مليار دولار).

على السعودية دفع المزيد

شكا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم تعامل السعودية بعدالة مع الولايات المتحدة، قائلا إن “واشنطن تخسر كما هائلا من المال للدفاع عن المملكة”

وأكد ترامب في مقابلة مع رويترز أمس أن إدارته تجري محادثات بشأن زيارة محتملة للسعودية في النصف الثاني من مايو المقبل.

ويمثل انتقاد ترامب للرياض عودة لتصريحات أدلى بها خلال حملته الانتخابية في 2016 حين اتهم المملكة بأنها لا تتحمل نصيبا عادلا من تكلفة مظلة الحماية الأمنية الأمريكية.

وقال ترامب في مؤتمر انتخابي في ويسكونسن قبل عام “لن يعبث أحد مع السعودية لأننا نرعاها.. إنها لا تدفع لنا ثمنا عادلا، نخسر الكثير من المال”.

 

واشنطن تبيع السعودية منظومات “THAAD” و”Patriot” لـ”مواجهة إيران”

أعلنت الولايات المتحدة أنها تخطط لبيع قطع من منظومات “THAAD” و”Patriot” المضادة للصواريخ للسلطات السعودية لمساعدتها في “مواجهة التهديدات النابعة من إيران”.

ونشرت الخارجية الأمريكية على موقعها الرسمي بيانا قالت فيه إن الجانبين وقعا، اليوم السبت، في إطار زيارة يقوم بها رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، إلى المملكة مجموعة من الصفقات الدفاعية تبلغ قيمتها الإجمالية 110 مليارات دولار.

وأوضحت الوزارة في البيان أن هذه الصفقات تشمل بيع كمية من المعدات العسكرية وضمان بعض الخدمات الدفاعية للرياض، مشددا على أن الغرض من ذلك “ضمان الأمن طويل الأمد للسعودية ومنطقة الخليج في مواجهة النفوذ الإيراني السلبي والتهديدات المرتبطة بإيران”.

وأضافت الخارجية الأمريكية أن إبرام هذه الصفقات “يعزز قدرات المملكة على ضمان أمنها ومواصلة الإسهام في العمليات ضد الإرهاب في المنطقة بأسرها، مما يخفف من الأعباء على القوات المسلحة للولايات المتحدة”.

وأشار البيان إلى أن قائمة الأسلحة، التي سيجري بيعها للسعودية، تشمل منظومات من طرازي “THAAD” و”Patriot”، موضحا أنها “ستساعد السعودية في الدفاع عن نفسها والمنطقة من الهجمات الصاروخية والجوية”.

وبالإضافة إلى هذه المنظومات، تنوي الولايات المتحدة أن تبيع للسعودية قطعا من المناطيد والدبابات والمدفعية والرادارات المضادة لقذائف الهاون، وعربات المشاة المصفحة والمروحيات لضمان أمنها البري والتصدي للإرهاب، بينما يشمل قطاع “الأمن البحري والساحلي” في إطار الصفقات المبرمة عددا من السفن والمروحيات وزوارق الدورية والأسلحة المتخصصة لهذه المعدات.

كما تنص هذه الوثائق على قيام الولايات المتحدة بتحديث قوام القوات الجوية للمملكة من خلال توريد طائرات نقل واستطلاع وطائرات هجومية خفيفة ومنظومات توجيه.

وتضم هذه القائمة أيضا تحديث أنظمة القيادة والتحكم في جميع فروع القوات المسلحة السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى