اتصالاقتصاد وأعمالتكنولوجياجازيملحق TIC

استخدام البطاقة البيومترية:حتمية القيام بحملات للتواصل مع المستخدمين

بقلم فريد فارح

لقد شهد العالم تعميم نشر وثائق الهوية الرقمية البيومترية المزودة بمعالج دقيق، وقام نحو 120 بلدا باستبدال بطاقات الهوية الكلاسيكية للمواطنين بأخرى رقمية المعروفة تكنولوجيا بـ “eID”، وفي الجزائر تم توزيع أكثر من 5 ملايين من هذه البطاقات.

وحسب التقرير العالمي لصناعة بطاقات الهوية الالكترونية الذي صدر فيمارس 2017، وتم نشره من طرف Acuity Market Intelligence، فإن أكثر من 3.6 مليار بطاقة هوية بيومترية مزودة بشريحة سيتم اصدراها بحلول سنة 2021، وفي الجزائر تم تجاوز رقم 5 ملايين بطاقة بيومترية خلال الربع الرابع من السنة الماضية.

هذه العملية التي جاءت في إطار رقمنة الإدارة العمومية، ولذلك فإصدار البطاقة البيومترية الجزائرية الجديدة يسمح برقمنة 30 مليون بطاقة تعريف وطنية قديمة، ويمكن اعتبارها على انها أهم عملية في تاريخ البلاد الرقمي.

وهذه البطاقة مزودة بعدة استخدامات سواء بالنسبة للعالم الافتراضي الرقمي او العالم الحقيقي، وهي توفر لحامليها وسيلة لتحديد الهوية ذات مستوى امان جد عالي وموثوق يعتمد على التصديق البيومتري.

والبطاقة لها شكل بطاقة دفع بنكية وتحتوي على دارات إلكترونية هي من نفس العائلة المستعملة في شرائح سيم المسوقة من طرف متعاملي الهاتف النقال.

وتحتوي البطاقة على فضاء للتخزين مقسم غلى عدة اجزاء يمكن تخزين البيانات فيها من اجل ضمان مستوى حماية مقبول وتوسيع استخدامها إلى تطبيقات اخرى ملحقة، والتمكن من تحديد هوية صاحبها ومختلف التصديقات الاكترونية.

ويحتوى قلب البطاقة على شريحة مدمجة بها معالج دقيق، وذاكرة قراءة تستعمل خصوصا للتوقيع الالكتروني والتشفير، وذاكرة عشوائية وأخرى لتخزين التطبيقات الملحقة.

وتم فصل البيانات الشخصية المستخدمة لتحديد حامل البطاقة، بواسطة جدار الحماية، من تلك المتعلقة بالتطبيقات المساعدة (الولوج إلى الجامعات والخدمات الإدارية والمصرفية والمعاملات الإلكترونية).

تطبيقات متعددة الأبعاد

ويتم استخدام البطاقة في كل مرة تكون فيها الحاجة لتحديد الهوية، وبعبارة اوضح عند كل طلب للتصديق يتم تسجيله من طرف المعالج الدقيق الصادرة عادة عن القارئ البيومتري، تقوم البطاقة بإرسال بيانات الهوية وكافة المعلومات الخاصة بالتطبيقات الملحقة، إلى نظام مؤمن يقوم بتسيير قاعدة البيانات للهويات الرقمية.

وبالعودة إلى التطبيقات الملحقة، فهده الاخيرة لها اهمية كبيرة لإنجاح القفزة الرقمية في الجزائر.

والبطاقة يمكن أن تتوفر على تطبيق او عدة تطبيقات متعددة الأبعاد، حسب سعة التخزين المتاحة في الشريحة.

وعلى سبيل المثال البطاقة يمكن ان تلعب دور الرابط ما بين الإدارات العمومية والهويا تالرقمية للأشخاص.

ويعني هذا ان البيانات البيومترية يمكن أن تقوم بخلق رابط ما بين رقم التحقق البنكية لزبون ما، وتلك التي تكون خلال عملية دفع الكتروني او أي معاملة مالية تتطلب عملية تحقق من المستخدم.

كما ان تطبيقات اخرى ستسمح باستخدام التصديق البيومتري لحاجات التصديق ومراقبة الدخول عند تأمين مختلف الخدمات المرتبطة بها، وعلى سبيل المثال في المواصلات العامة (النقل)، والخدمات الصحية وحتى الترفيه.

كما ان حامل البطاقة لن يكون مطالبا بتقديم وثائق عديدة عند شراء شريحة سيم مثلا لدى متعامل هاتف نقال، وعند فتح حساب بنكي او عند التسجيل للحصول على اترام في النقال، وأيضا في عدة خدمات ادارية أخرى.

وإضافة لصناعة البطاقة البيومترية الرقمية، فإنه يجب أن تكون هناك عملية شرح وافية لحاملي البطاقة الحاليين والمستقبليين، ونقاش  موسع يشرك جميع الفاعلين وخاصة الهيئات الرسمية من اجل تمكين اصاب البطاقة حاليا ومستقبلا من اغتنام وفهم الرهانات الأمنية لاستخدام بطاقاتهم الرقمية، وأيضا مزاياها والمسؤولية المترتبة عنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى