العالم

الأسد: قد نحتاج لعملية عسكرية برية روسية في سوريا

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه قد تصبح هناك حاجة لعملية عسكرية برية روسية في سوريا.

وقال الأسد في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء الجمعة 21 ابريل، إن “الدعم العسكري الروسي لا يقتصر على قاعدتهم في سوريا. في الواقع هم يعرفون احتياجات المعركة، الوضع متقلب”.

وتابع “ربما في المستقبل، إذا غير أعداؤنا وداعموهم وإرهابيوهم ووكلاؤهم استراتيجيتهم وأحضروا المزيد من الإرهابيين من سائر أنحاء العالم، وبات هناك جيوش كاملة من الإرهابيين، قد تصبح هناك حاجة لعملية عسكرية برية روسية”.

بيد أن الأسد قال “حتى هذه اللحظة، لا أعتقد أن هناك حاجة، ما تم القيام به جيد وكاف” مشيرا إلى ما يقدمه الإيرانيون على الأرض من خلال ضباطهم ومستشاريهم، مؤكدا أن الإيرانيين “لعبوا دورا مهما جدا”.

 

الأردن ليست دولة مستقلة وننظر إليها كأرض يدخل منها إرهابيون

أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، أن لدى بلاده معلومات حول وجود خطط لدى الأردن لإرسال قوات إلى جنوب سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وأضاف الأسد، في الحوار الذي أجري يوم 19 من الشهر الجاري ونشر نصه اليوم الجمعة: “لدينا تلك المعلومات، ليس فقط من خلال وسائل الإعلام، بل من مصادر مختلفة، فكما تعرف لدينا نفس القبائل ونفس العائلات تعيش على جانبي الحدود”.

وتابع الأسد موضحا: “يمكنهم رؤية التغيرات في الجو العام، أي تغير لوجستي، وبالتالي تستطيع معرفة أي خطط جديدة لهم على الأرض، لدينا مثل تلك المعلومات”.

وشدد الرئيس السوري، في الوقت ذاته، على أن الأردن وفي كل الأحوال “كان جزءا من المخطط الأمريكي منذ بداية الحرب في سوريا”، معتبرا أن “الأردن ليس بلدا مستقلا على أي حال، وكل ما يريده الأمريكيون منه سيحدث”.

وأضاف الأسد: “إذا أرادوا استخدام الجزء الشمالي من الأردن ضد سوريا، فإنهم سيستخدمونه، الأمر لا يتعلق بالأردن، ونحن لا نناقش الأردن كدولة، بل نناقشه كأرض في تلك الحالة، لأن الولايات المتحدة هي التي تحدد الخطط وتحدد اللاعبين، وهي التي تقرر كل شيء يدخل من الأردن إلى سوريا. العديد من الإرهابيين يدخلون من الأردن، ومن تركيا بالطبع، منذ اليوم الأول للحرب في سوريا”.

 

الأسد يكشف سبب عدم إسقاط الصواريخ الأمريكية

أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، أن جيش بلاده خسر أكثر من نصف قدراته في الدفاع الجوي جراء عمليات المسلحين، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمثل سبب عجزه عن اعتراض الصواريخ الأمريكية.

وردا على سؤال حول عدم إسقاط الصواريخ الأمريكية، التي استهدفت قاعدة الشعيرات، من قبل الجيش السوري، قال الأسد: “كثير من الناس يتساءلون عن دفاعاتنا الجوية والدفاعات الجوية الروسية وينظرون إليها بصفتها قوة مطلقة تستطيع إسقاط أي صاروخ. الأمر معقد تقنيا، لأن صواريخنا ينبغي أن ترى هدفها، وكي تتمكن من رؤية الهدف أنت بحاجة لرادار يستطيع أن يرى كل زاوية من زوايا البلاد، وهذا أمر مستحيل لأنك تتحدث عن أرض وتضاريس، وكما تعرف فإن صواريخ كروز تستخدم تلك التضاريس للاختباء من الرادار، وبالتالي فإن الأمر بحاجة إلى نظام مكثف يغطي كل زاوية كي يتمكن من إسقاط الصواريخ”.

وتابع الرئيس السوري تطرقه إلى هذا الموضوع: “ثانيا، ربما قلة من الناس تعرف أن الإرهابيين لجأوا منذ بداية الهجمات إلى تدمير الدفاعات الجوية السورية التي لا علاقة لها بما كانوا يسمّونه حينذاك ما سمي بالمظاهرات السلمية، ومعظم الدفاعات الجوية موجودة في المناطق المحيطة بالمدن، وبدأوا بمهاجمة الدفاعات الجوية التي تأثرت بشكل كبير خلال الأزمة. وبالتالي، ثمة عوامل عدة من شأنها أن تؤثر فيما يتعلق بإسقاط تلك الصواريخ”.

 

الإرهابيون دمروا أكثر من 50 بالمئة من قواتنا للدفاع الجوي

أما بخصوص خسائر قوات الدفاع الجوي السورية قبل الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات، فقال الأسد: “عدد كبير، فقد كان هدفهم (هدف المسلحين) الأول الدفاعات الجوية، لا نستطيع بالطبع إعطاء عدد دقيق لأن هذه معلومات عسكرية، لكن يمكنني أن أقول لك إننا فقدنا أكثر من خمسين بالمئة”.

وأضاف الرئيس السوري: “بالطبع، فإن الروس، ومن خلال دعمهم للجيش السوري، عوضوا جزءا من تلك الخسارة بأسلحة وأنظمة دفاع جوي نوعية، لكن هذا لا يكفي عندما تتحدث عن بلد بأكمله، الأمر يستغرق وقتا طويلا لاستعادة كل دفاعاتنا الجوية”.

وأكد الأسد أن المفاوضات مع الجانب الروسي فيما يتعلق بشراء الأسلحة، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي جديدة، تجري بصورة مستمرة، وأضاف: “فهذا هو الحال دائما، قبل الحرب وخلال الحرب، بالطبع، فقد بتنا نحتاج إلى المزيد من الأسلحة بعد الحرب بسبب الاستهلاك، وهذا جزء من العلاقة اليومية بين وزارتي الدفاع في روسيا وسوريا”.

وحول أنواع الأنظمة الروسية التي تلقى اهتماما من قبل دمشق قال الرئيس السوري: “نحن مهتمون عادة بالجيل الأحدث من أي نظام، لكن ذلك يعتمد على ما هو متوفر، وعلى سياسة الجهة التي تبيعه، وهي روسيا، وعلى الأسعار، وهناك العديد من المعايير، وذلك يعتمد بالطبع على المواصفات التي تبحث عنها والتي يمكن أن تكون مناسبة لنوعية الحرب التي تخوضها”.

وأشار الرئيس السوري إلى الدور الروسي الهام والإيجابي على المستوى العالمي من خلال مساهمتها في الحرب على الإرهاب في سوريا، مؤكدا أن روسيا عندما تدعم الجيش السوري، فإنها لا تحمي المواطنين السوريين والروس، بل وتحمي الأوروبيين والآخرين.

فقال الأسد في هذا الصدد: “في هذا الوضع، أعني في الحرب التي نخوضها، فإن روسيا تنظر إليها بوصفها أكثر من حرب سورية، وأكثر من حرب سورية وروسية. أعتقد أنها حرب كل بلد يريد حماية مواطنيه من الإرهابيين، وبالتالي، عندما تدعم روسيا جيشنا، فإنها لا تحمي المواطنين السوريين وحسب، بل تحمي أيضا المواطنين الروس، بل أعتقد أنها تحمي الأوروبيين والآخرين أيضاً. بالنسبة لهم، فإنهم لا يعتبرونها حربا تجارية كما يفعل الأمريكيون”.

 

مستعدون للتعاون مع التحالف الدولي لتحرير الرقة

من جهة أخرى، أعلن الرئيس السوري أن دمشق مستعدة دائما للتعاون مع أي بلد “بما في ذلك الغرب” لتحرير مدينة الرقة من قبضة تظيم “داعش” الإرهابي، مشيرا إلى أن بلاده على دراية بعدم امتلاك الغرب “الإرادة لمحاربة الإرهابيين”.

وقال الأسد، تعليقا على إمكانية التعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أو القوات الكردية لتحرير الرقة: “فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، فإننا نعلن دائما استعدادنا للتعاون مع أي بلد..لديه الإرادة لمحاربة الإرهاب”.

لكنه أشار، في الوقت ذاته، إلى أن الخبرة السابقة تدل على أن “الغرب يدعم الإرهابيين وأنه لا يمتلك الإرادة لمحاربتهم”.

كما أضاف الأسد أن الحكومة السورية لديها اتصالات مباشرة مع الأكراد، وكذلك السلطات الروسية.

 

الأسد: سنطرد الأمريكيين والأتراك بالقوة

كما شدد الأسد على أن كل قوات أجنبية منتشرة على سوريا من دون الموافقة من قبل سلطات البلاد، سواء أمريكية أو تركية أو أخرى، سيكون عليها مغادرة الأراضي السورية فورا بعد هزيمة الإرهاب، وإما سيتم طردها بالقوة.

وقال الرئيس السوري، ردا على سؤال حول مدى احتمال وقوع تصعيد عسكري بعد الضربة الصاروخية الأمريكية على قاعدة الشعيرات: “إنهم هاجموا القاعدة الجوية من المتوسط، وبالتالي فأنت تتحدث عن مئات الأميال، وأحيانا آلاف الأميال، وهذا خارج نطاق قدرة الجيش السوري على الوصول، إذا أردنا أن نكون واقعيين، يمكننا القول إننا لا نصل إلى سفنهم في المتوسط”.

وتابع الأسد: “لكن إذا تحدثت عن القوات على الأرض، مرة أخرى فالأمر شبيه بالوضع التركي، فعندما تهزم إرهابييهم، لأن الإرهابيين إرهابيوهم، عندها تستطيع أن تذهب وتحارب الآخرين، الذين يحتلون الأرض، وفي ذلك المجال، فإن الأمريكيين كالأتراك، كأي محتل آخر عليهم الخروج بإرادتهم أو بالقوة”.

ووصف الرئيس السوري العمليات، التي تنفذها كل من القوات التركية والأمريكية على أراضي سوريا، بـ”الغزو”، مشددا على أنها “كيان واحد” مع الإرهابيين و”لا فرق بينهم”.

وأضاف: “هناك سيد واحد يسيطر على كل هذه الفصائل، وبالتالي، فإن الأولوية الآن هي إلحاق الهزيمة بالإرهابيين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى