اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

الأمن الإلكتروني (السيبراني) وعصر  التشغيل الآلي

بقلم فريد فارح

لقد مر 50 عاما على الرسالة الأولى التي تم إرسالها بواسطة الـ”أبرانات”، وهو الشبكة الأولى المؤسسة للانترنت.

وفي تلك الحقبة لم تكن هناك الحاجة تقريبا لمراقبة نشاط مشبوه، وكانت الثقة سائدة في محال النت، ولم يكن هناك أي قلق أو انشغال فيما يتعلق بقرصنة البيانات، التي لم تكن مرئية على الشبكة.

وخلال العشريات الأربع الأخيرة فقد غزت التكنولوجيات عالم النت وحولته على آلة حقيقة للاقتصاد الرقمي، وصارت البيانات المخزنة في الحواسيب من طرف مستخدمي الانترنت محل إطماع سواء من طرف القراصنة (الهاكرز) أو من طرف وكالات  حكومية.

هذا السيل من المعلومات هو في الحقيقة محل أطماع من طرف مجموع الفاعلين في الاقتصاد الفعلي الحقيقي على غرار وكالات التسويق والشركات المتخصصة في الإشهار الرقمي، وأيضا وكالات الاستخبارات التي تهتم أكثر بملف الجوسسة الموجهة لعامة السكان.

ويحصي المختصون في الأمن الرقمي أكثر من 300 ألف عينة لفيروسات وبرامج ضارة في اليوم، ما يشكل تهديدا مستمرا للكائن البشري لم يتم التخلص منه بعد.

هذا التهديد يتعلق بسرقة بيانات الاستهلاك على غرار الاسم والعنوان الالكتروني والمنزلي وتاريخ الميلاد ومعلومات الهوية لبطاقات الائتمان والصحة.

هذه الهفوات الأمنية تفاقمت أكثر بفعل غياب التشفير خلال عملية نقل هذه البيانات على الشبكة، وأكثر من 70 بالمائة من الاجهزة لا تستعمل التشفير خلال تمحميل التحديثات للبرمجيات ولا تتخذ أي احتياطات لتفادي اعتراض البيانات من طرف قراصنة المعلوماتية.

ولهذا السبب فقد بدأت تظهر محدودية الإنسان في مراقبة الانترنت، واقترح خبراء في هذا المجال بديلا هو الآلة الذكية للقيام بهذا العمل المضني.

واليوم صارت الحواسيب أسرع وتستخدم برمجيات خالية من أي عيب.

إذن التحول نحو التأمين الرقمي من خلال تشغيل آلي للعملية يبدو انه اكثر فعالية من التدخل البشري فيها.

لذلك فجعل مراقبة وأمن النت يتم بالتشغيل الآلي مجال ما زال بحاجة على التجريب والخبرة في أقرب الآجال.

ومستقبلا سيكون لكل مستخدم انترنت مفتاح التشفير الخاص به، وطريقة استخدام جهازه سيمليها برنامج معلوماتي آلي، وحتى تطوير التطبيقات من المرجح ان يتم تأطيره بطريقة آلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى