اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

“الأنباء الكاذبة”…..تحدي القرن الـ 21

عبد القادر زهار

إن سرعة انتشار الأنباء الكاذبة والسهولة التي بواسطتها يعتمها مستخدمو الإنترنت وبدون تردد ويقومون بنشرها بفضل شبكات التواصل، صارت تشكل مشكلا حقيقيا.

ودهب بعض الخبراء على اعتبار هذه المعضلة بمثابة التحدي الذي يواجه اقرن الـ 21 كون الأمور لا تتجه نحو التحسن، لأن التكنولوجيات لا تستطيع تحسين الطبيعة البشرية كثيرا، وهذا حسب تأكيد خبراء في دراسة قام بها مركز الأبحاث PEW، وحملت عنوان “مستقبل الحقيقة والأنباء الكاذبة على الخط”.

والحل لا يكمن في الرقابة ولا في الحد من حرية التعبير ولكن في التعلم من اجل الحكم الجيد بحسب اعتقاد خبراء آخرين.

وصرح تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل مؤخرا بالقول “أعتقد أن المشكل الكبير هو الإشهار الخاص بالحكومات الخارجية. أعتقد أيضا أن هذا ل يشكل سوى 1 بالمائة من القضية. المشكل الأكبر هو أن بعض هذه الأدوات تستعمل من اجل تفرقة الناس وتضليلهم ونشر معلومات كاذبة بغدد كبير من أجل التأثير على تفكيرهم”.

والتلميح هنا كان واضحا وهو أن الشبكات الاجتماعية هي المشكل الأكبر لبث الأنباء الكاذبة.

وصارت قضية الأنباء الكاذبة أمرا مقلقا للكثير من الخبراء الذين يعتقدون بان هذه الظاهرة غير مطمئنة على مستقبل الأخبار والمعلومات.

ووفق مدير معهد الصحافة الأمريكية توم روسنيال فغن “نشر الأخبار الخاطئة ليس مشكل في قنوات المياه يمكن إصلاحه ولكن هو ظروف اجتماعية على غرار الجريمة التي يجب مراقبتها بشكل دائم وتصحيحها”.

وطرح سؤال من PRC على الخبراء مفاده “خلال العشر سنوات المقبلة هل ستظهر أساليب موثوقة لتعطيل وحجب الكتابات الخاطئة والسماح للمعلومات الأكثر دقة من أن تسود في بيئة الأخبار العالمية؟ أو هل نوعية وصحة المعلومات على الخط ستتدهور بسبب نشر أفكار أقل مصداقية وأحيانا خطيرة وتزعزع الاستقرار الاجتماعي؟

وطلب من المستجوبين المفاضلة بين  خيارين الأول هو انه في غضون العشر سنوات المقبلة بيئة الأخبار هل ستتحسن أم لا بيئة بفعل تغييرات ستقلص من نشر الأكاذيب والأخبار الكاذبة الأخرى على الخط.

ومن أصل 1116 شخص أجابوا على التساؤل الوارد في سبر الآراء هذا غير العلمي، 51 بالمائة منهم فضلوا الخيار القائل بان بيئة الأخبار سوف لن تتحسن، و49 بالمائة كان جوابهم عكس ذلك.

مسؤولية القراء

وذكر فئة الـ 51 بالمائة الأولى التي أجابت على التساؤلات، سببين رئيسين، الأول هو أن بيئة الأنباء الكاذبة يهاجم بعض الغرائز في الإنسان هي الأعمق فيه”، منها الرغبة في الحصول على إجابات لتعزيز القناعات، ام السبب الثاني فهو وتيرة التغيرات التكنولوجية سيقوم بزيادة هذا التوجه البشري.

وأشار كريستيان هويتيما الذي كان من بين المجيبين على سبر الآراء، والرئيس السابق لمجلس هندسة الانترنت، إلى أن نوعية المعلومة سوف لن تتحسن في السنوات المقبلة وهذا راجع لكون التكنولوجيا لا تستطيع تحسين الطبيعة البشرية بالشكل الكافي”.

وفي فئة المتشائمين دائما قال بوب فرانكستون الذي يعتبر أحد أعلام الانترنت ومبتكري البرمجيات، “لطالما اعتقدت أن كتاب كفاحي لهتلر يمكن ان يجابه بالكم الكافي من المعلومات، والىن أظن أن الناس لهم توجه نح والبحث عن التأكيد لأحكامهم المسبقة  والشفافية الراديكالية لن تأتي بالضوء”.

أما نسبة 49 بالمائة التي صنفت في خانة المتفائلين، فترى ان التكنولوجيا يمكن ان تساعد على حل هذه المشاكل وبان أساليب مبتكرة ستظهر لاحقا لخلق وترويج الاعتماد على مصادر  المعلومة الموثوقة”.

ولاحظ هؤلاء أن “الأخبار الكاذبة والكتاب السيئون كانوا موجودين دائما لكن المطاف انتهى بهم مهمشين من طرف الناس والعمليات الذكية”.

وفي هذه الفئة يرى جيم واران احد أعلام الانترنت ومدافع عن الحكومات المفتوحة، بان الأخبار الكاذبة والمغلطة كانت دائما جزءا من الثقافات”

أما ستيفين ميلر الباحث في جامعة سنغافورة للإدارة والتسيير، فيعتقد انه إذا كان بالإمكان العصور على مصادر موثوقة دوما فهذا لا يمثل أي مشكل.

وأضاف “هناك كل هذه الخيارات والناس بإمكانه اختيار العيش في عوالم يمكن لهم فيها أن يتجاهلوا المصادر الموصوفة بالموثوقة، أو تجاهل تعدد المصادر والتركيز فقط على ما يريدون تصديقه…إذن المسؤولية تقع على الشخص الذي يبحث عن الأخبار والذي يحاول الحصول على المعلومة حوا ماذا يجري حوله، نحن بحاجة لشخص يتحمل مسؤولية الحصول على مصادر موثوقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى