بين الفكر والسياسة

 الإيمان يحرك الجبال ؟

بقلم :نور الدين بوكروح

ترجمة : بوكروح وليد

يُطلعُنَا إنجيلَا ماثيو و مارك، على عبارة مجازية وَرَدَت عن المسيح عليه السلام في مناسبتين على الأقل؛ كما نجدها بصيغة أو بأُخرى في جميع الثقافات البشرية التي عرف تاريخها فكرًا دينيًا : ” الإيمان يحرك الجبال! “. و توجد ذاتُ الاستعارة أيضا في عُمق الثقافة الصينية، عَبرَ أساطيرَ مثل “جَبَل يو غونغ ” و غيرها. من جهته يَنسُبُ الأدبُ الغربي عبارةَ أخرى مشابهة إلى رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) : “إذا لم يأتي الجبلُ لمحمد فَعَلى محمد أن يذهبَ إلى الجبل“.

نعم، في الأساطير و الحكايات يُمكنُ للإيمان فعلا أن يُحَرّكَ الجبال. الإسلامَ ،الذي وُلدَ بين جبال مكة ثم ترعرع في المدينة المنوّرة، تَمَكَّنَ في ظرف قصير من توسيع حدوده الأولى لتَبلُغَ جبال سيناء و زغرس و تورس و الأطلس المغربي و جرجرة و البرانس و حائط الصين و القوقاز و كلمنجارو إلخ. فعلا لم يذهب الرسول (صلى الله عليه و سلم) إلى كل هذه الجبال في حياته، لكنها أَتَتَ إليه بعد مماته حينَ اعتنقَ أهلُها الدّينَ الذي جاءَ به.

و لم يكتفي الإسلام بتحريك الجبال فَحَسب، بل حملَ العالَمَ على ظهره و مشى به لمسافة طويلة، طيلة سبعة قرون من الزمن. حتّى جاءَ اليومٌ الذي تَمَلَّكَهُ فيه التعبُ من كل هذا الوقت و الجهد، فَخَلَدَ إلى السبات و استسلمَ لنوم “أهل الكهف”، أو بالأحرى لنَوم مَن يُقابلون هؤلاء في أساطير المسيحية: “نيَّام أفسس السبعة” ( Les sept dormants d’Ephèse)، الذين ناموا تحت حكم الإغريق و استيقظوا تحت الرومان، حاسبين أنهم لم يلبثوا سوى ليلة واحدة.

هذه القصص الدينية تُعَبّرُ على أحسن وجه عّما يقع للإسلاميين في عصرنا. يَحسَبونَ أن جفونهم لم تغمض للحظة بينما الحقيقة أنهم دخلوا منذ عهد ابن خلدون في غيبوبة عميقة لم يُفيقوا منها إلا في أَوج القَرن العشرين. و حين تفتحت أعينهم بعد السبات الطويل لم يَجدوا إلا ذكريات “الليلة السابقة”، و آخرَ ما عَرَفَتهُ و تَوَقَّفَت عندَهُ عقولُهم، فاندهشوا عندما لم يجدوا  أبا الحسن الأشعري أو ابن تيمية في الواقع الذي استيقظوا فيه. نظروا من حولهم و لم يتعرفوا على العالم الذي يحيط بهم و الذي تَشَكَّلَ في غيابهم و دونهم، عندما كانوا يغطون في النوم. عالَمٌ اكتشفوا أنَّهُم لا يمتلكون شفرةَ الدخول إليه و لا الإرشادات التي يمكن أن تَدُلَّهُم على كيفية تشغيله. عالم لا يُدركون أسرار تكوينه، و لا يفقَهونَ كيفَ رُكّبَ و لا كيف يعمل. و من ثَمَّ، و أمام المأزق الذي وصلوا إليه، استنتج الإسلاميون أن هذا العالمَ الجديد ليس سوى بدعة من صنع الشيطان، فقالوا لأنفسهم أنَّ الحذر و الأمان يقتضيان العودةُ إلى الكهف الذي ناموا فيه.

هذا هو منبعُ سوء التفاهم الذي أدَّى إلى انفصال الإسلام عن باقي العالم المعاصر. برنارد لويس،Bernard Lewis  المفكر الأمريكي الذي لا يمكن أن نشتبه فيه بمساندة الإسلام، و الذي ألهمت أفكارُهُ (مع سامويل هانتينغتونSamuel Huntington ) فريقَ المحافظين الجُدُد الذين قادوا الولايات المتحدة تحت إدارة بوش الإبن؛ كَتَبَ سنةَ 2002 في كتابه ” الإسلام، الغرب و الحداثة” ما يلي: ” ساندَ الواقع طيلة قرون النظرةَ التي حملها المسلمون للعالم و لأنفسهم. كان الإسلام يمثل أكبر قوة عسكرية في العالم، و كانت جيوشه تغزو في الوقت نفسه أوربا و إفريقيا و الصين. كذلك كان أكبرَ قوة اقتصادية حيث يُسَيطرُ على تجارة عدد كبير من المنتجات، بفضل شبكات واسعة في أوربا و آسيا و أفريقيا. كما كانَ يفتخرُ في ميدان الفنون و العلوم بمستوى لم تبلغه أي حضارة أخرى من ذي قبل. ثم انقلبت عليه الموازين فجأة… و لم يشعر المسلمون ببروز النهضة الأوروبية و الإصلاح البروتستنتي و الثورة التكنولوجية، فَمَرَّت عليهم هذه الأحداث مرور الكرام دون أن ينتبهوا لذلك. ثم أبرزت المواجهةُ العسكرية حقيقةَ اختلال التوازن الجديد القوى: فحسمَ الإبداعُ و الحركيةُ الأوربيتين المعركةَ بينَ المعسكرين”.

ثم ذاتَ يوم من القرن التاسع عشر، جاءَ فيلسوف المذهب الحيوي الألماني نيتشه (Nietzsche) ، متأبطا كتابه “المسيح الدجال”، ليُعلنَ أَنَّ “الأيمانَ لا يُحرّكُ الجبال، بل يضع جبالا أينما لا توجد” (الجبال هنا بمعنى الصعاب أو الحواجز العقلية). ما أراده نيتشه بقوله هذا هو إنكارُ ما جاء به المسيحُ من تعاليم : “ضعوا ثقتكم بالرب فإني في الحقيقة أقول لكم : لو قال أحدٌ لهذا الجبل تنحّ و الق بنفسك في البحر، و لو لم يشك بحدوث ذلك في قلبه، لرأى الجبل يفعلُ كما أراد “.

و جاءت بعد ذلك المواثيق البابوية (اتفاقياتٌ حَدَّدَت العلاقات بين الفاتيكان و الدول الأوروبية Concordats). و وَصَلَ الوقت الذي يُفُصلَ فيه الدين عن الدولة، فحَرَمَ الكنيسةَ من الحصول على رخصة وضع الجبال على الأراضي المسيحية، مجبرا إياها  على التقاعد منذ ذلك الحين، حيث لم نَعُد نراها أو نسمع بها في غير المناسبات الدينية أو الأعمال الخيرية.  و حلَّت محلّها دولةٌ معاصرةٌ تَزَوَّدَت بمُعدّات ردم ضخمة أصبحت تُسقطُ بها الجبالَ دونَ الحاجة إلى الإيمان، لكن في نفس الوقت دون الحاجة لاقتلاعه من قُلوب و مُمارسات الناس. كُلُّ ما في الأمر أنها أَلحَقَت به منابعَ جديدة و مصادر إضافية للقوة الاجتماعية : حرية الاختيار، الطموح للسعادة، حرية الفكر، الإبداع و العقلانية، روح المنافسة، المعرفة العلمية، النظام الاجتماعي، التطور التكنولوجي.

أَمام وسائل الرفع و النقل الجديدة هذه لَم تَعُد هنالك حاجةٌ إلى معجزات الإيمان لتحريك الجبال، كما لم يَعُد هنالك دورٌ ليَلعَبَهُ الكهنةُ أو الأنبياء. فمُعظم القوى التي كانت تُنسَبُ في السابق للإله وَحدَهُ، تَمكَّنت مَخابر الإنسان اليومَ من صياغتها: التجول في الفضاء الكوني، سبر أعماق أصغر الكائنات، الخوض في ما لا نرى، التواصل بسرعة الضوء، خلق الحياة… و هكذا مَكَّنَ نظامُ القيم الجديد من تحفيز المجتمعات الإنسانية و إحلال السلام فيها، بينما كان السابقُ يَكبَحُ طاقاتها و ازدهارها بسبب الحروب الدينية و الحواجز الفكرية التي وضعها و شَجَّعَها رجالُ الدين. لم يَعُد الغَربُ يَأمُرُ بالمعروف فقط بل صار يُحَقّقُهُ على أرض الواقع، بتواضع و يوما بعد يوم، عبر التطور الذي يصل إليه في المجال تلو الآخر، و الحلول التي يبتكرها للمشكلة تلو الأخرى.

و ما هو المعروف في الحقيقة؟  إنه التعليم، التربية، الرقي الاجتماعي، الصحة العمومية، أمن الأشخاص و الأملاك، تساوي الجميع أمام القانون و الضرائب، حرية التعبير و الإبداع… إنه ببساطة كلُّ ما نادت و صَبَت إليه جميع الأديان على مرّ التاريخ، لكن بتعبير مختلف. اليَومَ عُوّضَ قانون القصاص بالعين بالعدالة الحديثة، و أُلغيت العقوباتُ الجسدية، و لم يعد في وسع القوي أن يسحق الضعيف، أو الغني أن يستعبدَ الفقير، أو الحاكم أن يَستَبّدَ المحكوم. أما العبودية فَحدّث و لا حرج، لقد اختفت للأبد. بتعبير آخر، أصبح كُلُّ ما طَمَحَت إليه الديانات دون أن تتمكن من الوصول إليه، حقيقةً معاشةً نراها في العالم المتقدم.

إن لم يَعُد كلامُ نيتشه ينطبقُ اليوم على المسيحية، فإنه يَقَعُ على مقاس الإسلاموية المعاصرة تماما. فَقَد تَمَكَّنَت هذه الأخيرة في أقل من عشريتين، من وضع عدد هائل من الجبال حيثما لم يكن هناك مرتفع واحد. فقد وضعت مثلا بين غزة و رام الله جبلا، و رَفَعَت آخرا بين جنوب لبنان الذي يحكمه حزب الله، و باقيه الذي تتقاسمهُ ثمانية عشرة طائفةً يعترفُ بها الدستور، و ثالثا بين سودان الترابي و البشير في الشمال، و جنوبه المسيحي، ثم آخرا بينَ المجاهدين و الطالبان في أفغانستان.

بل استيقظت الإسلامويةُ بشهية فرعونية لتشييد الجبال. ففي الجزائر مثلاً وَضَعَت بالأمس القريب جبلًا من الأشلاء، بينها و بين المسلمين غير الإسلاميين. و اليوم يَصلُ إلى آذاننا من ليبيا دَويُّ آلات البناء، الذي يعطي نظرةً عن وتيرة أشغال تشييد الجبال الجارية فيها، و عن النشاط المستَمرّ للورشات هناك. كما تَقبَعُ مخططاتُ مشاريع أُخرى  على طاولتها في انتظار بداية الأشغال: الصومال، العراق، سوريا، اليمن، نيجيريا، باكستان…

يُشَيّدُ الإسلاميون المعاصرون الجبال هنا و هناك لحماية “الشريعة لاند”، التي يزرعونها كما كُنَّا نَحن الجزائريون في وقت ما، نَزرَعُ القُرى الاشتراكية. لكن “شريعة لاند” التي أسستها حركة حماس في غزة مثلا، لم تُقمها للرَّد على الدولة التي وَعَدَ بها “بالفور” اليهودَ في 1917، بل لعَزل نفسها عن الفلسطينيين غير الإسلاميين، الذين يتمركزون بالجهة المقابلة لها، في “فتح لاند”. هذه كانت طريقتها لحل المشكل الذي أدّى إلى خمسة حروب عربية إسرائيلية، كما كانت السبب في اختفاء الملف الفلسطيني من أجندة السياسة الدولية.

الإسلاموية لم تَعُد تُضاعفُ مساحات أرضها مثلما كان الإسلامُ يفعل في السابق، فهي اليوم تضيّعُ الأراضى من الأمم التي تنشأ فيها. الجبل الوحيد الذي فكرت يومًا في خلعه هو ذاك الذي كانت تقف فيه تماثيل بوذا في أفغانستان و التي انهال عليها الطالبان بالمدفعية الثقيلة، لأنهم اعتقدوا أن هذا هو كلُّ ما بقي لهم  ليفعلوه حتى يكتملَ رضا الله عنهم. من بقي يَذكُرُ في وقتنا هذا أن أفغانستان كانت في يوم ما مملكةً مسالمةً و مستقرة؟

إذا كان الإسلام قد وَسَّعَ من أُفُق المسلمين في زمن ازدهاره فإن الإسلاموية عادت لتضيقها. فالإسلام انفَتَحَ أمام الفرس و قدامى المصريين و البربر و السلافيين  (Slaves) و الهنود و الأتراك و المغول و الأفريقيين و الأوروبيين. أما الإسلاموية فتقوقعت حول نفسها و انغلقت عليها، و فرقت بين الشعوب في البلدان التي ظَهَرَت فيها. الإسلام طَوَّرَ شتَّى العلوم الدقيقة و الإنسانية و الطبيعية، بينما لا تعترف الإسلاموية إلّا بالعلم الديني.

و الإسلامُ طوَّر الفن و الهندسة و الموسيقى كما لم تفعل أي حضارة أخرى قبله، و ذلك بشهادة برنارد لويس نفسه، أما الإسلاموية فحرَّمَت كل صغيرة و كبيرة: السينما و المسرح، الموسيقى، الحدائق العامة… أنها تُريدُ منا أن نجلس على الأرض، و نأكل بأصابعنا، و ننظف أسناننا بالسواك، و أن لا نلبس غير العباءات و النعال، ربما لنتخلص من عناء تلميع الحذاء كل صباح. هذه هي “جاهلية القرن العشرين” الحقيقية، عكس ما أرادَهُ تعبير سيد قطب عندما استعمل هذه العبارة.

كَتَبَ ابن خلدون (1332-1406) في عهده صفحات رائعة عن مسار خروج العالم الإسلامي من الحضارة، لكن للأسف، لم يتمكن أحدٌ من معاصريه من فهم ما كان يكتبه. فقد كان هؤلاء وقتها يغطون في سبات “أهل الكهف” العميق، و تَوَجَّبَ انتظار القرن التاسع عشر ليَكتشفَ الغربُ عمله، ثم منتصف القرن العشرين ليَبدأَ مفكرو المسلمين في الاهتمام به. لقد كان الرّجُلُ آخرَ العُقول العظيمة التي عرفتها الحضارة الإسلامية، و الشاهدَ الأخير الذي حَظَرَ متَحَسّرًا دُخولَها في عصر الانحطاط.

في الشعر العربي يقال: “يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله به عدوه“. يمكن أن نسقط هذا القول على الإسلاموية المعاصرة التي تفعل بالمسلمين ما لا يفعله ألدُّ أعدائهم : دَفعُ العالم أجمع ليتحالف ضدهم،  بَعثُ الفتنة بين الأخ و أخيه، تقسيم الأمم و الشعوب، تجهيل العقول، تقليص البصيرة، طرد العقلانية من الحياة الخاصة و العامة.

الذين تابعوا أولى خطوات التيار الإسلامي الذي فاز بالانتخابات في تونس و مصر بعد ثورات الربيع العربي، يتذكرون كيف خصَّصَ المجلسُ التأسيسي التونسي الجديد جلساته الأولى لمناقشة نظامه الداخلي، و كيف استهلَّ عَمَلَهُ بإدخال مواد جديدة فيه تخص رفع الجلسات في أوقات الصلاة، و الأماكن المخصصة لها. و ربما يتذكرون أيضا اللقطة المذهلة التي تخللت إحدى جلسات المجلس المصري المنتخب حين وقف أحد النواب، مرتديا بذلةً و ربطة عنق، ملتحيا بلحية بيضاء و علامة السجود تتوسط جبينه، و وَضَعَ كفّهُ على أذنه ليقيم الأذان، مقلدا بلالا يَومَ أَذَّنَ لدخول المسلمين إلى مكة. لم ينفع تدخل الرئيس ليذكره بعدم لياقة مبادرته الورعة، إذ لم يبالي بلالُ القرن الواحد و العشرين به إطلاقا، و واصل تَخَالُهُ يُعلنُ الشروقَ الجديد للإسلام في مصر.

كذلك تفاجئ العالم برئيس المجلس الانتقالي يُعلنُ في أوّل خطاب بعد تحرير ليبيا، العودةَ إلى تعدد الزوجات، كما لو كان هذا هو كلُّ ما حاربَ و قُتلَ من أجله آلافُ من سقطوا في المعركة. و كما لو لم يَنتَظر مَن لم تَقتُلهم الثورة إلا هذه المكافئة. لن يُمكنَ أَبَدًا للإسلام أو المسلمين التَّقَدُّمُ بالإسلاموية بسبب هذه العقليات بالذات. عقلياتٌ سيَثقُلُ حَمَلَتُها على مستقبل شعوبهم ثقلَ الجبال على الظهور.

يقول ميثاق الإخوان المسلمين، الذي وضعه حسن البنا تحت عنوان “عقيدتنا”، في بنده الخامس : ” أعتقد أن من واجب المسلم إحياء مجد الإسلام بإنهاض شعوبه وإعادة تشريعه.و أن راية الإسلام يجب أن تسود البشر. و أن من مهمة كل مسلم تربية العالم على قواعد الإسلام، وأتعهد بان أجاهد في سبيل أداء هذه الرسالة ما حييت، وأضحى في سبيلها بكل ما أملك “.

” تَسودَ البشر، تُربّي العالَم…” فقط ؟! هذا يشبه الخرافات المرضية التي عودنا أحمدي نجاد إطلاقَها حين  كان يتوعد إسرائيل بمحوها من الخارطة. إسرائيل التي كانت في الوقت ذاته، و رغم إنكارها ذلك، تحوز على مئات القنابل النووية منذ السبعينيات، و تَشُنُّ صامتةً الهجمات الإلكترونية القاتلة على برامجه النووية، و تغتالُ علماء الذرة الذين يطورونها في عقر داره بطهران، و تستعد لضرب منشئاته في كل لحظة في حال ما قررت ذلك.

هذا ما وَعَدَ به في الماضي عبد الناصر و صدام أيضا، أمامَ قُطعان الجماهير الحاشدة قَبل أن يذوقا الذل و الهوان و الهزيمة، الأَوَّلُ في حرب 1967 و الثاني عند سقوط العراق بعد حرب الخليج. هذا و يَجدُرُ التذكير هنا أن صدام لم يكن حتى يمتلكُ أسلحةَ الدمار الشامل التي كان يُهَدّدُ بها إسرائيل. غريبةٌ هي مُيولُ حكام العرب و المسلمين هذه، و التي تجعلهم يبوحون لعدوهم بما يَنوُون فعله، و يتوعدونه بما لا يستطيعون تنفيذه. تحسبهم يَعمَلونَ ضدَّ مصالحهم حَين يستفزُّون العالم أجمع، و يدفعونه ليَتَّحدَ ضدهم و يُلحقَ بهم شر الهزائم. هل سبق و أن سمع أَحَدُنا قائدا إسرائيليا يعلنُ نواياهُ الحربية في مهرجانات شعبية؟ لا، فاليهود لا يتكلمون و إنما ينفذون، بينما جماعتنا يُعلنون و يَصرُخون دون أن يفعلوا شيءً. افهموا لماذا!

صدر بتاريخ :18 مارس 2012

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى