اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

البكالوريا الجزائرية في زمن الحصار الرقمي!

بقلم فريد فرح

في الجزائر، تاريخ الباكالوريا هو في صورة التاريخ نفسه. البكالوريا ابتكرت من قبل نابليون في فرنسا، قبل أزيد من قرنين من الزمان، في الوقت الذي لم تكن فيسبوك وتويتر موجودة، كان ينظم هذا الامتحان… أيضا في غياب الشبكات الاجتماعية، لأن الحكومة الجزائرية اختارت قطع الإنترنت من أجل وقف الاحتيال عبر الإنترنت من طرف المرشحين. لقد قررت الحكومة قطع الشبكات الاجتماعية للقضاء على أي محاولة لنشر مواضيع الامتحانات البكالوريا على الفيسبوك أو تويتر. والأسوأ من ذلك، فإن سوء إدارة تطبيق عملية التصفية دفعت الجهات الفاعلة في عملية الرقابة الأكبر للقطاع للحد تماما من نشاط الإنترنت خلال الاختبارات. وأصبح الاتصال بطيئًا جدًا لمدة خمسة أيام ، وأحيانًا يتعذر الوصول إليه، لملايين المستخدمين. فضيحة حقيقية في بلد مهووس بهجمات على الحقوق الرقمية للمواطنين.

الرقابة الرقمية لا تتورع في الدخول بطريقة غير شرعية في محاولة للرد على استخدام الوسائل المشروعة وهي الإنترنت لارتكاب عمل غير قانوني من الغش خلال الامتحان.

علينا أن ندرك اليوم أن الغش في الامتحانات له تأثير شامل أكبر بكثير مما كانت عليه في الماضي، دون أن تصبح تهديدا على الشبكة وأن تبرر قطع شبكة الإنترنت بالكامل على السكان. لقد فسر عدة مراقبين العمل الحكومي كطريقة لإظهار للجمهور أنه يمتلك القوة الرقمية للبلاد. وقد اعتبر مستخدمو الإنترنت أن هذا الانقطاع للإنترنت غير عادل وغير قانوني على المستوى التجاري. يمكن أن يؤدي هذا الانقطاع التام الناتج عن التعتيم الذي قامت به الحكومة إلى تشويه سمعة الفاعلين في مجال الإنترنت وإلحاق الأذى المالي بالشركات النشطة في هذا القطاع مثل مشغلي الاتصالات ومزودي الخدمات الرقمية عبر الإنترنت.

إذا أصبح تأمين سير اختبارات البكالوريا والحد من استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات من قبل المترشحين، أكثر فأكثر منهجية، فإن توقيف الويب أظهر عدم كفاءته في محاربة “الاحتيال 2.0”. وبالتالي، فإن قصة إغلاق شبكة الإنترنت جاءت لتذكيرنا بأن الحكومة ليس لديها إستراتيجية رقمية لحماية الإنترنت من أي استخدام غير قانوني في العالم الحقيقي. من الضروري أيضًا التذكير بأن الأمم المتحدة أعلنت في يوليو 2016 أن أي قيود على الوصول إلى الإنترنت تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى