اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

التعرف على الهوية:المسح الضوئي لقرنية العين لتعويض اسم المستخدم وكلمة السر

فريد فارح

ستكون عملية التعرف على الهوية على الانترنت بواسطة اسم مستخدم وكلمة قريبا شيئا من الماضي، لأن العين البشرية هي التي ستعوض ذلك.

بدأ مفعول التكنولوجيات الرقمية يظهر أكثر فأكثر على الحياة اليومية، حيث أن المسارات الرقمية الجديدة قد أظهرت ضعف درجة الأمان لطريقة التعرف على الانترنت باستخدام الثنائية “مستخدم/كلمة سر.

وكانت عمليات السرقة الواسعة للبريد الالكتروني والهويات الرقمية والصور وأيضا الاستخدام غير المشروع لهويات على شبكات التواصل الاجتماعي، مثالا على هذا الضعف في نسبة الأمان.

وهذا اما يمكن أن يحدث عندما يكون اسم المستخدم وكلمة السر “المرور” بين أيدي غير آمنة حيث تكررت هذه الهجمات بفعل تطور أدوات الهجوم التي تستهدف عملية إغفال الهوية “openSSL”.

هذه الأدوات المتطورة تسمح للمتسللين بخداع الخوادم الخاصة بإغفال الهوية، والوصول إلى  المعلومات الشخصية المشفرة.

وبعبارة أخرى كلمة السر وعند إرسالها نحو الخادم المسؤول عن المصادقة، يمكن له أن يمر عبر خادم أو خوادم أخرى، حسب توافر الطرق بين مختلف المسارات، وهو ما يسهل عملية اعتراضه من طرف قراصنة الواب “الهاكرز” أو من طرف أعوان وكالة التجسس الأمريكية “NSA”.

فكلمة السر مثلما هو معلوم تكون مشفرة “مغفلة” طيلة المسار، لكن منذ أن تم إطلاق أداوت الهجوم هذه، التي كسف عنها إدوارد سنودن، صارت عملية تفكيك كلمة المرور بمثابة لعبة أطفال بالنسبة لـ “الهاكرز”.

ومنذ ذلك الحين صار خبراء الرقمية يطالبون باعتماد سريع لتكنولوجيا التعرف على الخط التي تعتمد على المسح الضوئي البيومتري لقرنية العين.

 

نظرة بالعين تكفي

من الآن فصاعدا، كلمة السر من اجدل الدخول لحساب بنكي او جهاز نقال، صارت أيامها معدودة، وستصبح البيومترية هي البديل لهذه العملية.

المصادقة البيومترية تعتبر محورا جديدا لعملية التأمين الرقمي، حيث أن هذا النظام متعارف عليه جزئيا منذ سنوات، لكن مبادرة نشره وتعميمه ودمقطرته قد حانت، ليس من طرف حكومات، ولكن من طرف مصنعي الأجهزة النقالة الذكية.

تاريخيا كانت شركة أبل هي التي دمجت معدات للاتصالات بداعم للتحقق من الهوية البيومترية، ويتعلق الأمر بقارئ البصمات الرقمية الذي تم إدماجه في هاتف أي فون 5 أس لأول مرة.

ولحق مصنعو اجهزة نقالة بهذا التوجه الجديد، وحققت شركة سامسونغ المنافس المباشر لـ “أبل” قفزة نوعية في هذا المجال الاستراتيجي، وتمكنت المؤسسة من اكتساب مسار التحقق من الهوية للمستخدم بواسطة المسح الضوئي لقرنية العين، والذي هو خاص وفريد لكل شخص.

وكانت هذه الخاصية، قد أصيفت كمزايا جديدة في هاتف غالاكسي “نوث 7” الذي تم سحبه مؤخرا من الأسواق.

وسيتم تعميم تكنولوجيا الأجهزة والبرمجيات اللازمة لعملية المسح الضوئي  لقرنية العين البشرية، لباقي علامات الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، حيث تم تسهيل هذا المسار، بواسطة قارئ لأشعة ما فوق الحمراء يتم إدماجه في الجهاز ويتخذ شكل قرنية العين الخاصة بالمستخدم، من اجل المصادقة على هويته.

ويتمك هذا بمقارنة المعطيات بالبيانات المشفرة المخزنة في الجهاز.

وكان مبدأ عمل المساح الضوئي للقرنية الذي تضمنه جهاز غالاكسي نوث 7 لسامسونغ، يقوم على 3 محاور أساسية: تخزين وتشفير المخططات الهندسية لقرنية عين المستخدم، وبعدها فتح الجهاز الخاص بالمستخدم أو التحقق من هويته من اجل إجراء عملية الدفع الالكتروني.

وحسب خبراء في البيومتري، فإن غالبية الأجهزة النقالة ستكون مجهزة بماسح ضوئي لقرنية العين بحلول عام 2018، وحتى منتجو البرمجيات صاروا يهتمون عن قرب بهذه التكنولوجيا، على غرار مايكروسوفت التي تعمل حاليا على حلول التعرف على مستخدمي الحاسوب والهاتف الذكي الذي يعمل بنظام ويندوز 10.

وستعتمد على نظام المصادقة البيومترية التي تحمل تسمية “Hello”، التي تشتمل إضافة للمسح الضوئي لقرنية العين، رقمنة البصمات الرقمية وتعريف الدافع.

هذا الإجراء يمكن أن يتم استخدامه من اجل إقامة علميات اتصال مؤمنة لمواقع الانترنت أو من اجل الاتصال عن بعد لحساب مستخدم في شبكة خاصة بمؤسسة ما.

وحسب دراسة للمؤسسة الأمريكية للاستشارة المتخصصة “Acuity Market Intelligence”، فإن جوازات السفر البيومترية سيتم تعويضها سنة 2022، بنظام رقمي للتعرف على الهوية، يقوم على أساس وظائف بيومترية على الهاتف الذكي، وسيكون نفس الإجراء لبطاقات الهوية ورخص السياقة.

وبحلول سنة 2030، فإن بطاقات الهوية الجديدة الحالية ستكون بلا معنى، حيث تتوقع ذات المؤسسة انه بحلول سنة 2018 أو 2020، كل الهواتف الذكية ستشتمل على الوظائف المتعلقة بالتكنولوجيا البيومترية.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى