بين الفكر والسياسة

الثورات العربية (4) : العهد الجديد المنشود

بقلم نورالدين بوكروح

ترجمة: عبد القادر أنيس    

الثورات العربية شكلت فرصة سانحة لأولئك الذين كانوا في البلدان التي اندلعت فيها أو خارجها يترصدونها منذ عقود إن لم نقل لقرون و كلهم أمل أن تحدث يوما ما قفزة نوعية  تفتح  افاق جديدة أمام المجتمعات العربية-الاسلامية المتأخرة فكريا و تاريخيا.

ما حصل للعرب في الفترة الأخيرة في عدد من بلدانهم لا هو ربيع ولا هو شتاء ولا هو شيء آخر يمكن أن يُعبَّر عنه بخصوصيات فصل من الفصول. إنهم فقط وجدوا أنفسهم على المحك، في  لحظة مأساوية ومثيرة في نفس الوقت، منحت لهم فرصة الفصل في الخيارات الكبرى التي لم يحسموها من قبل، منذ أن استرجعوا استقلالهم و قرروا مصيرهم .

ما لم يفعله المفكرون الحداثيون، العلماء التنوريون أو الساسة في القرن الماضي، قرن النهضة، كادت شعوب الثورات العربية أن تفعله باقتطاعه من لحمها حيا. هذا ما فعلته قبلها و بنجاح الأمم  التي تتنعم اليوم بالديمقراطية ، النمو، العلم و السلم.

الفصل الأول للثورات العربية كان انتفاضة الشعوب في العديد من البلدان في وقت واحد، الفصل الثاني كان سقوط الأنظمة الطاغية، الفصل الثالث كان الانتخابات الحرة و فوز التيار الإسلاموي فيها، اما الرابع فهو الخلاصة التي نعيش تفاصيلها اليوم.

لم يكن الجديد، رغم تفاجؤ العالم به، في وصول الاسلاموية إلى الحكم. فهي في الحكم منذ زمن طويل في ممالك الخليج و إيران . الجديد هو أنه كان يُمارس في إطار حكم مطلق، لا يقبل المعارضة ، بينما أصبح مع التجربة التركية و المغربية و التونسية و المصرية  يمارس في مجال مفتوح، في مناخ حرية التعبير، مع أحزاب منافسة ووسائل إعلام حرة.

من وجهة النظر هذه، فإن انتصار الإسلامويين في انتخابات تونس والمغرب ومصر كان شيئا جيدا. شعوب هذه البلدان وجدت نفسها لأول مرة أمام اختبار منشود، مرهوب أو مؤجل منذ زمن الاستقلال و حسمته حسب تصورها و مستوى نضجها  مهما كانت المرارات التي يمكن تجرُّعها.

إنه الامتحان الأكبر الذي اجتازه الإسلامويون والذي تمكنوا من التملص منه طويلا لهذا السبب أو ذاك. كان عليهم  فقء الدُّمَّل مرة واحدة وإلى الأبد ومواجهة المشاكل، حيثما وُجدت، بدل مواصلة تسويفها أو الاضطرار إلى القيام بها والفأس على الرأس.

الظرف كان مثاليا لتجاوز الرهان الإسلاموي بإعطاء الأحزاب التي تتبنى الإسلام السياسي فرصة ابراز ما هي قادرة عليه. كان عليهم إما أن يبرهنوا أنهم محترِمون للقوانين الجمهورية و لن يزجوا ببلدانهم في طرق مغامِرة جريا وراء الأوهام، وأن يوفوا بعهدهم بجلب العدالة والرخاء، حينئذ سوف يحكمون مادامت هذه هي رغبة التصويت الشعبي. أو ان يفشلوا في تحسين حياة مواطنيهم و يخلوا بالحريات المكتسبة ، فمصيرهم هو الطرد من الساحة السياسية.

إن لم يكن بثورة جديدة – و هو ما حدث في مصر- فبانتخاب في غير صالحهم كما وقع في تونس.

لقد مرت البلدان المعنية ب”الربيع” بفترات عدم استقرار، توترات، وحتى عنف، و لازالت، لكن إذا توجب المرور من هنا للنهوض بدول و مجتمعات عربية و أمازغية حديثة، ، فمن مصلحة الشعوب أن تدفع هذه الضريبة رغم ثقلها.،لان امتحان الإسلام السياسي، سواء كانت عواقبه إيجابية أم سلبية، سوف يحرر الذهنية المسلمة، وبهذا التحرر فقط يبدأ تاريخ الجهود الحقيقية لأقلمة الإسلام مع العالم الحديث.

الحكومات الاسلاموية التي فشلت و خيبت آمال شعوبها عملت في الحقيقة على محو الإسلام السياسي من عقول الناس بوصفه علاجا قادرا على حل كل مشاكل المسلمين. فعجزهم عن إطلاق ديناميكية تنموية كما فعل “حزب العدالة والتنمية” في تركيا وبنجاح منذ عدة سنوات ، أثبت أنهم لم يحسنوا الاقتداء بهذا النمودج.

يجب إدراك الحقيقة في ما يتعلق بهذا الأخير. إن ما فعله التيار الإسلامي في تركيا لا يرجع إلى كونه حزب إسلامي، بل لأنه  نشأ و عمل في إطار دولة ديمقراطية وعلمانية، واقتصاد ليبرالي محض.

إذا كانت إشادة الأحزاب الإسلاموية العربية بـ”حزب العدالة والتنمية” التركي صادقة، فما كان عليها إلا استلهام مساره. فلو أعادوا في بلدانهم بعث الانجازات الاجتماعية والاقتصادية، وأظهروا تسامحه واحترامه للآخرين، لكان يمكن للإسلام السياسي أن يتطلع إلى السلطة في أي بلد من العالم. و لو تمت هذه التحولات، فلن تجد من يشكك في شرعيته و مصدقتيه لأنه كان سيصير حركة سياسية تتماشى و النمط الديمقراطي المعاصر.

انه من التعسف أن نقارن الأحزاب الإسلاموية مع أحزاب الديمقراطية المسيحية الغربية، لأننا لم نر أيّاً من زعمائها يعد بالتطبيق الحرفي لتعاليم العهد القديم أو الجديد فيما لو وصل إلى السلطة، ولا ينوي توحيد الكنيسة مع الدولة. إنهم ديمقراطيون تماما وليس لهم من المسيحية سوى استلهام أخلاقي سطحي.الأمريكيون، من جهتهم، مشهورون بالمكانة التي يولونها للدين في حياتهم، لكن قوانينهم يشرعها “الكونغرس” وليست مملاة من الكهنة والقساوسة حاملي الإنجيل.

إن الشعوب التي قدمت تضحيات من أجل استعادة حريتها كان عليها أن تدرك جيدا الأسباب التي دفعتها الى القيام بدلك وماذا كان يجب أن تفعل بهذه الحرية : كان يتعين عليها أن تختار أيَّ عالم تريد أن تعيش فيه : عالم استبداد الأشخاص، رجال مرسلين من العناية الإلهية، أو عالم ينبثق عن السير الحسن لمؤسسات ديمقراطية متينة وشفافة عبر مساهمة كل فرد لخير الجميع، والاعتماد على النفس بدل انتظار المدد الأرضي أو السماوي. كان يتوجب عليها ان تحدد هل تريد أن تظل عامة ورعية خاضعة لهداية عشوائية لراع محمود أو مشؤوم، أم أن تتحول إلى قوة فاعلة في مصيرها.

كان يتوجب عليها أيضا، في حالة بعضها، أن تصفي مسألة تعايشها مع أولئك الذين يتقاسمون معها الأوطان وينتمون إلى معتقدات وولاءات أخرى، مثل المسيحيين والشيعة. إلا إذا فضلت الحرب الأهلية وتفكيك البلاد كما فعل الإسلامويون في السودان و فلسطين وافغانستان والهند قبل انفصال باكستان و طائفة “بوكو حرام” في نيجريا. لكن الشعوب العربية التي قامت بثورات لم تحسم  للأسف خيارتها و لم تحدد رغباتها من البداية.

لم تكن مرحلة ما بعد الثورات لتتوقف عند تولي السلطة للأحزاب التي فازت في الانتخابات. ما كان ذلك في الواقع إلا بداية عهد جديد قد يشهد إقرار حياة سياسية جديدة ستوضح مع الوقت الأفكار والأشياء. ومع الوقت يتم استخلاص دروس، وظهور أحزاب جديدة، وعقد تحالفات تفرضها المصلحة المشتركة، وربما بروز مجتمع مدني وهيئة ناخبة تَرشُد بفضل نتائج انتخاباتها، كما سوف تتخلص العقول المسحورة مما مسها من سحر.

 

 

الشجاعة التي أثارت مئات الآلاف من الأشخاص وحرية التفكير والتعبير التي انتزعت لم تتلاش في مصر و تونس بعد وصول التيارات الدينية إلى السلطة. وسائل الإعلام التي تحررت لم تطأطئ رأسها، الشبيبة المتواصلة لم تقبل بالقيود الجديدة، النساء لن يقبلن بوضعية القاصرات. إذا كان هذا ممكنا سابقا فلم يعد ممكنا مستقبلا. أولئك الذين وجدوا الشجاعة في أنفسهم للتمرد على الاستبداد المزمن سيجدون الشجاعة للثورة على الاستبداد الديني أو الدولة الشمولية. لن يقبلوا أن الأب الذي قتلوه يتم تعويضه بزوج للأم يفرض عليهم نفسه.

الأحزاب الأخرى وقفت بالمرصاد في وجه الحكومات الاسلاموية و لم تتنازل  عن أي شيء يهدد مكتسبات الديمقراطية، مبررتا للرأي العام أنها بديل موثوق فيه وكفء كما رأيناه في تونس.

من المنطق ان في كل حياة سياسية متحررة من الخوف  ستهتم الجماهير بالحوار السياسي، وتصدق ما ترى، وتشكل أحكامها الخاصة و تساهم في بث مزيد من العقلانية في أوساط الجماهير.و يسفر هذا كله عن أن الدين إيمان والسياسة  فن الإدارة، وأن الله لا شأن له بأفعال الساسة، وأنه لم يكلف أحدا وأن من يتحدثون باسمه لا يعبرون إلا عن أنفسهم. هذه هي الديناميكية الفكرية والسياسية التي كان على الشعوب العربية ان تقتحمها، بما فيها تلك التي لم تمسسها الثورة.

هذه الشعوب تابعت بانتباه و لم يكن عليها ان تضيع هذه التجربة الجديدة التي تعنيها وتقع على عاتقها بنفس الدرجة. بتلك الطريقة، يمكن ان  يتحول المواطنون العرب مثل غيرهم من مواطني البلاد الأخرى. من حقهم أن يؤمنوا، وأن يصلوا ويصوموا و يحجبوا نساءهم، بشرط أن يحترموا قواعد اللعبة الديمقراطية، والمجال العام وحريات الآخرين، والأقليات العرقية و/أو الدينية، والأجانب والمعاهدات الدولية.

الجمهورية عبارة عن جمعية، عن عقد اجتماعي، عن تفاعل بين الحقوق والواجبات. إنها إطار حياة مرن، متكيف، مصمم لامتصاص صدمات التغيرات والتحولات والتقدم وحتى كوارث الطبيعة والتاريخ. هنا لا تأتي الحلول من لدن العناية الإلهية، بل من العمل والمساهمة اليومية لكل واحد في المجهود المشترك.

لقد صادقت الثورات على يقظة الوعي العربي المسلم ضمن الأحجام التي عبرت عنها الانتخابات. الشعوب التي قامت بها لم تدخل إلى الديمقراطية دفعة واحدة، بل إلى عهد جديد يمكن أن يوصلها إلى الديمقراطية. هذا العهد الجديد بدايته المواجهة بين حراس الثقافة الثيوقراطية وحراس الدولة الديمقراطية، وقد يتأكد مع تحديد معالم حياة دستورية تأخذ القيم الإسلامية بعين الاعتبار ولكن أيضا بتنوع المعتقدات، والآراء السياسية والعرقية.

هذا العهد الجديد عبارة عن عصر، عن فسحة من الوقت خلالها يجب تجميع الشروط الضرورية، الواحدة بعد الأخرى، لإقامة حياة وطنية مسالمة ومتمدنة، مبنية على اسس حقيقية لا عن مجرد نضج وهمي.

كل تجربة جارية في العالم العربي-الإسلامي ستكون مصدر إلهام، كل تجربة تفضي إلى بر الأمان سوف تتحول إلى سابقة، وكل سابقة ستجنح للتحول إلى قيمة، والكل يقدم للمسلم تصورا جديدا عن العالم.

هذا التحول سيقود إلى ممارسة إسلام مستنير، متسامح، كما عرفه أسلافهم. المهم أن الطريق صار سالكا، حتى و ان عرف العديد من العثرات، ان تم تجاوزها قد نتخذ لنا مكانا في المحور، وأن ننظر بعيدا أمامنا، فوق أكتاف المستبدين والعلماء الظلاميين لأن بينهم مستنيرين أمثال الشيخ ابن باديس أو الإبراهيمي في الجزائر.

سيكون هذا على المدى البعيد المكسب الأكبر لهذه الثورات، عندما تكون قد صالحت الرجل العربي مع الحداثة، وباقي الكون. الوعد المنتظر من هذا المكسب هو أهم من الإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية. وهذا ما يجب، حاليا، أن نعده ضمن مكسبنا التاريخي.

العهد الجديد سيفرض نفسه، فسير التاريخ يمليه ومثال المسلمين من غير العرب كما في تركيا وماليزيا وإندونيسيا التي قطعت شوطا كبيرا في طريق الحداثة والديمقراطية يبرهن عليه.

سوف ينبثق عن هذا التلاقي ثلاثة تحولات: تحول التيار العصراني، وتحول التيار الإسلاموي وتحول الوعي الشعبي. لقد بدأت هذه التحولات منذ قرن، خاصة في الجمهوريات، لكنها عُرقِلت من طرف الاستبداد الذي كان يهمه الجمود عند هؤلاء وأولئك.

لقد اعتنق التيار التحديثي في نهاية القرن التاسع عشر إيديولوجيات انتهت إلى إبعاده عن غالبية الشعب، وعن مصالحه وقيمه: الماركسية، العلمانية (إيران الفهوية وتركيا الكمالية)، البعثية، الليبرالية… هذه الأيديولوجيات التي خدمت قضية التحرير والكفاح ضد الاستعمار تم تحويلها فيما بعد إلى أحزاب وحيدة وأحزاب مطية تستخدم كواجهة للاستبداد.

الجمهورية والتعددية السياسية لم تكن سوى خدعة، كانتا تخفيان أنظمة تسلطية ضارية، كانت تسير منطقيا نحو إقامة ممالك أسرية. كما أن الإسلام السياسي الجذري، باعتباره مسخا مشوها للثقافة الثيوقراطية، قد راكم على مر السنين خيبات ومكبوتات الشعوب وانتهى إلى تنصيب نفسه بديلا لفشل النخب الحداثية المدنية والعسكرية.

ولهذا، وعندما قلبت الثورات العربية موازين القوى لصالح الشعوب، سارعت هذه الأخيرة إلى صب فوائدها في جراب التيار الإسلامي المنعوت بالمعتدل، باعتباره، حسب رأيها، لم يكن طرفا في قرن من الإدارة التحديثية ذات النتائج غير المقنعة.

فبنظرته التي اعتبرها مختلفة للسياسة وللشؤون الدولية، واعتماد خطابه الجديد ووجوهه الجديدة، كان يعتقد أنه سيحدث التغيير بصورة مثالية. و بعدما تولت الأحزاب الإسلاموية المسؤولية وواجهت الحقائق الداخلية والخارجية، وجدت نفسها مجبرة على اتخاذ صورة أحزاب حكم أو تتلاشى كفاعلة سياسية.

الشعوب التي استرجعت كرامتها وحريتها، ستستعيد الثقة في نفسها وتدخل أكثر فأكثر في الحياة السياسية، مُطوِّرة بهذه الطريقة حسها النقدي ومفهومها للواقع. “الأغلبية الصامتة”، تلك التي لا تصوت وتتشكى فيما بعد من اختيار الآخرين، ستفهم أهمية صندوق التصويت في حياتها الخاصة وسيكون عليها أن تنخرط في انتقاء الأحزاب والأشخاص الذين سيديرون البلاد.

وعندما يقوم كل طرف بهذه الجهود وينجز هذه التحولات، فإن القوى التي تنشط المجتمع سينتهي بها المطاف إلى التلاقي في تسويات ويقبل بعضها البعض ضمن لعبة التداول.

لو لم يتحقق ما سبق فالخطر الأكثر فداحة من العودة إلى القرون الوسطى، يحوم فوق الشعوب العربية هو خطر الفوضى. إذا تواصلت القلاقل أكثر مما يمكن احتماله، وراحت الحكومات تتعاقب كأنها في حلبة عروض الفروسية (الروديو) حيث يتناوب الفرسان على صهوات الخيول الحرونة لكي يُلقَى بهم مباشرة على الأرض، هنا الخطر على الثورة.

لقد تم كسر الديناميكية الاقتصادية في تونس ومصر ولن يكون بالوسع تعويضها بديناميكية جديدة في القريب العاجل. سيتطلب الأمر من أجل ذلك وقتا أطول. لكن، إذا تعرض الموقف الاجتماعي والقيم والمعاملات إلى هزات عنيفة، فستتأثر بذلك الاستثمارات المحلية والأجنبية، وهو ما يعرض للخطر عودة هذه القطاعات إلى حيويتها مثل السياحة، ويزيد في مفاقمة الوضع، فما نعرفه عن الإسلام السياسي هو نفاد صبره لإحداث التغيير في الأخلاق والمعاملات.

انتظرت الشعوب أكثر من السلطات الأخيرة ما لم تكن تفعله مع السابقين. فالأوائل ليسوا مدينين بشيء لها بينما الأخيرون مدينون لها بكل شيء. فحرية التظاهر أو الدخول في الإضراب قد فرضت نفسها، ووسائل الإعلام فتحت للجميع، وبرزت مطالب هائلة للوجود، مرعدة مزبدة. كان المرزوقي في أيام رئاسته لتونس قد لوّح بخطر “الانتحار الجماعي” إذا لم يستعد الاقتصاد عافيته بسرعة ولم يعد الناس إلى نشاطاتهم.

إننا، في تونس، إزاء الحكومة الثالثة أو الرابعة منذ رحيل بن علي، بينما في ليبيا لا تريد الجماعات المسلحة التخلي عن سلاحها وتطالب بالمشاركة في الهيئات القيادية. في هذا البلد، لم يكن موجودا سوى القذافي وكتابه الأخضر العبثي، وحيث يجب أن يبنى كل شيء من العدم.

المسلمون يعيشون في عام 1437، بينما الرزنامة العالمية تسجل 2016. ولنفهم صعوبة تأقلمهم مع الديمقراطية، يجب إعادتهم إلى العصر الذي كانت فيه البلدان الأوربية تخرج من العصر المسيحي لتدخل الأزمنة الحديثة في شكل دول قومية، هناك في مكان ما في عصر سافونارول (1452-1498) الذي كان قد أسس في فلورانسه دولة ثيوقراطية قبل أن ينتهي مشنوقا ثم محروقا بسبب تزمته.

ولا يجب أن نحكم على الشعوب التي تحررت بمقارنتها فقط بالبلدان الأوربية، بل بمقارنتها بالشعوب العربية أو غيرها، التي لم تثر على الاستبداد. في نظر هذه الأخيرة، فهي قد خطت خطوات عملاقة للحاق بالألفية الثالثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى