ثقافة

الجزائريون يتصالحون مع المتاحف

وليد أشرف

عرف  معرض الجزائر حفريات ما قبل التاريخ, المقام حاليا بمتحف الباردو إقبالا كبيرا خلال فترة عطلة الربيع، ميزه التوافد الكبير للعائلات والأطفال على أجنحة المعرض الأول من نوعه في الجزائر، والذي تم افتتاحه يوم 16 مارس المنصرم للجمهور العريض.

وتقول الأستاذة فايزة رياش، محافظة التراث بمتحف الباردو ومحافظة معرض ” الجزائر في ما قبل التاريخ أبحاث واكتشافات حديثة”، إن عدد الزوار تضاعف كثيرا حيث سجل متحف الباردو أكثر من 1000 زائر خلال فترة العطلة الربيعية، أي بمعدل 100 زائر يوميا، معظمهم من العائلات التي تصطحب أطفالها معها، زيادة على الزيارات المدرسية  أو تلك التي نظمتها بعض الجمعيات المنتشرة عبر الوطن و من مختلف الولايات، مثل زيارة أطفال الكشافة الإسلامية لبريان ومدارس خاصة من بني يزغن بغرداية وجمعيات أخرى من الجزائر العاصمة.

وأضافت الأستاذة رياش محافظة المعرض أن هذا التوافد، يعتبر تصالحا بين الجزائريين و المتاحف التي هجروها منذ مدة طويلة, خاصة و أن إدارة متحف الباردو خصصت جناحا خاصا للأطفال يتعرف الأطفال من خلاله أكثر على مرحلة ما قبل التاريخ، كما تم برمجة ورشات بيداغوجية وترفيهية في مجال ما قبل التاريخ ، و التي تساهم في تنمية الحس التاريخي و شغف البحث و التعلق بالوطن لدى الطفل الجزائري، و كذا تحسيسهم بأهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي. و هذا في إطار سياسة الدولة  الرامية لتعليم الأطفال مبادئ الانتماء للوطن.

وأضافت المتحدثة أن هذه الورشات ليست الأولى من نوعها حيث, بدأت هذه المبادرة منذ سنة 2010، و لكن كان الإقبال قليل عليها و هو السبب الذي جعل متحف الباردو يفكر في إخراج هذه الورشات إلى الشارع  في إطار تظاهرة المتحف في الشارع التي ساهمت كثيرا في تقريب المتاحف من المواطن الجزائري, حيث يتلقى المتحف يوميا طلبات من العائلات و الجمعيات للمشاركة في هذه الورشات.

وتقول الأستاذة فايزة رياش محافظة معرض , أن فكرة إقامة المعرض جاءت بهدف عرض ما تزخر به الجزائر من تراث يعود إلى أكثر من مليونين سنة ، وهذا لأن المتحف هو نافذة للتعرف على حضارات الشعوب، و كذا لإبراز الأبحاث و عمليات المسح الأثرية في عصور ما قبل التاريخ، و التي قام ﺑﻬا باحثون جزائريون ﺑﻬدف اكتشاف البقايا الأثرية، جمعها دراستها و نشر نتائج أبحاثها من أجل قراءة علمية للإنسان البدائي و بيئته. موضحة أن المعرض يقام بالتعاون مع باحثي مخبر ماقبل التاريخ بمعهد الآثار والباحث سحنوني محمد و يهدف  إلى التعريف ﺑﻬذه الأبحاث و الاكتشافات و  إبراز العمل الهام الذي قام به هؤلاء ” الباحثين” الذين يقومون بعمليات مسح و اكتشافات هامة غيرت الجدول الزمني لعصور ما قبل التاريخ في الجزائر.

و تعتبر الجزائر مهدا لظهور و ازدهار أقدم حضارات ما قبل التاريخ في شمال إفريقيا و هذا بفضل أعمال البحث و التنقيب، حيث أستطاع علماء الآثار تأكيد و إثراء هذه الأبحاث بنتائج علمية و التي تم التعرف من خلالها على أقدم حضارات أولى الشعوب التي كانت تعيش في الجزائر.

في هذا المعرض يمكن نتعرف على أقدم موقع و الذي يعود للعصر الحجري القديم الأسفل و بالتحديد -الثقافة الألدوانية من خلال صناعة حجرية على الحصى تتمثل في”الشوبر والشوبينغ تول” وكذا بقايا عظمية حيوانية، تم اكتشافها بموقع عين الحنش بسطيف الذي يؤرخ بـ 1.8 مليون سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى