اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

الجزائر خسرت 30 مليار دولار من احتياطاتها الخارجية في 2016

نسرين لعراش

سجلت احتياطات الجزائر من النقد الأجنبي تراجعا حادا خلال 2016 بلغ 30 مليار دولار.

وأعلن محافظ بنك الجزائر محمد لوكال الأحد 29 جانفي، أن احتياطي الصرف للجزائر بلغ 1. 114 مليار دولار نهاية ديسمبر 2016 مقابل 9. 121 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2016.

وأفاد محافظ البنك المركزي، أن احتياطيات الصرف الجزائرية بلغت 129 مليار دولار بنهاية جوان 2016 مقابل 1. 144 مليار دولار في نهاية 2015.

وأشار لوكال، خلال عرضه للحصيلة الاقتصادية والمالية للبلاد إلى غاية نهاية شهر سبتمبر 2016 إلى هشاشة الوضع الاقتصادي والمالي للجزائر خلال سنة 2015 والأشهر الـ 9 الأولى من 2016 وهذا في سياق ضعف الانتعاش الاقتصادي واستمرار تباطؤ النمو العالمي وانخفاض أسعار النفط والتقلب الحاد لأسعار الصرف الدولية في ظل الارتفاع القوي لقيمة الدولار الأمريكي مقابل اليورو.

وتأثر الاقتصاد الوطني بحدة من انهيار أسعار النفط ابتداء من شهر جوان 2014 خصوصا على مستوى المالية العامة والحسابات الخارجية والسيولة البنكية، في حين واصل الناتج المحلي الداخلي الخام نموه مدفوعا بقوة الإنفاق العمومي مما تسبب في توسع عرف عجز الميزانية والحساب الجاري الخارجي، مما تسبب في تآكل موارد صندوق ضبط الإيرادات وانخفاض ملحوظ في احتياطي الصرف في حين حافظ النشاط الاقتصادي على وتيرة السنة السابقة مدعوما أساسا بإبقاء النفقات العمومية عند مستوى مرتفع.

وبحسب أرقام البنك المركزي فقد نما إجمالي الناتج الداخلي الخام بنسبة 3.7% عند نهاية السداسي الأول من 2016 مع استمرار نفس التوجهات التي عرفتها سنة 2015 من خلال تواصل النمو خارج المحروقات بنسبة 4.5% وسجل قطاع المحروقات نموا بنسبة 1.6%.

وفي حال استمر تآكل احتياطات البلاد من النقد الاجنبي بهذه الوتيرة، فإنها ستنخفض إلى 84 مليار دولار بنهاية 2017 و54 مليار بهاية 2018 و24 مليار دولار بنهاية 2019 وهي الأرقام التي تخالف تماما توقعات الوزير الاول عبد المالك سلال الذي يتحدث عن مستوى إحتياطات فوق 110 مليار دولار بنهاية 2019.

 

تقلبات أسعار الصرف كبدت الجزائر 4.3 مليار دولار في 2016

وتراجعت تراجعت طوال سنة 2016 بمبلغ 29.9 مليار دولار منها 25.6 مليار دولار تم استهلاكه في تدفقات الخارجية و4.3 مليار دولار خصص لـتقييم سلبي ناجم عن التحويل إلى الدولار لجزء من احتياطي الصرف الموجود في عملات أخرى.

وبلغت قيمة الدين الخارجي 3.3 مليار دولار ما يعادل 1.87% من إجمالي الناتج الداخلي الخام في 2015.

وسجل الدينار الجزائري تراجعا مقابل أهم العملات الأجنبية حيث أنخفض بنسبة 2.94 %  مقابل الدولار و بـ 4.64 % مقابل اليورو خلال السداسي الأول من 2016.

وسمحت مرونة الدينار وتدخلات بنك الجزائر على مستوى السوق البينية للصرف لسعر الصرف الدينار بأداء دوره إلى حد كبير كممتص للصدمات الخارجية، ولكنها وضعية لا يمكنها لوحدها الاستمرار في امتصاص ضعف أسعار النفط بصفة مستدامة.

واعتبارا من الثلاثي الثاني من 2016 عرف سعر الصرف للدينار مقابل الدولار الأمريكي استقرارا واضحا حيث بلغ سعر الدينار في شهر ماي 110.6 دينارا للدولار و 110.5 دينار للدولار في نهاية ديسمبر 2016 وذلك على الرغم من قوة الدولار الأمريكي في الأسواق الدولية. وسجل الدينار تحسنا مقابل الاورو حيث انتقل من 124.1 دينار في أفريل إلى 116.3 دينار في ديسمبر.

 

تراجع سيولة البنوك

بلغت سيولة البنوك 1.833 مليار دج نهاية ديسمبر 2015 لتصل إلى 992 مليار دج نهاية سبتمبر 2016. وأمام هذا الوضع قام بنك الجزائر بتقليص عمليات امتصاص السيولة تدريجيا ثم التوقف عنها تماما في الثلاثي الثالث من 2016 كما قام بتخفيض معدل الاحتياطات الإجبارية من 12 إلى 8 %.

بالموازاة مع ذلك تواصل تدني الوضعية المالية الصافية تجاه النظام البنكي بنهاية سبتمبر 2016 حيث انتقلت وضعية الدولة من دائن صاف بـ1.992 مليار دينار إلى مدين صاف تجاه النظام البنكي المحلي بـ2.000 مليار دج وذلك تحت تأثير اللجوء المعتبر لموارد صندوق ضبط الإيرادات (3.686 مليار دج بنهاية ديسمبر 2016)، وتبعا لذلك قامت الخزينة بإعادة شراء القروض غير الناجعة للبنوك العمومية لدى المؤسسات العمومية بقيمة 305 مليار دج من خلال إصدار سندات أساسا موازاة مع اكتتاب البنوك العمومية في القرض الوطني للنمو بقيمة 158.7 مليار دج.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى