اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

الجيل الرابع “4 جي” والبيانات النقالة في الجزائر: عرض حال

فريد فارح 

يجري الحديث اليوم عبر العالم، عن البيئة أو المحيط العام للبيانات النقالة التي يمكن أن يستهلك المستخدمون بموجبها أي محتوى دون دفع أي تكاليف إضافية على علاقة بمكان إيواء هذه البيانات.

في الجزائر، تميزت السنة التكنولوجية الأخيرة بتعزيز مئات الشبكة للمتعاملين في مجال الهاتف النقال، وستبقى 2016 سنة التشغيل التاريخي لأول شبكات نقالة ذكية.

وما زالت قضية التحول نحو تكنولوجيا “LTE 4G” تشكل جزءا هاما من سياسة الاتصال للمتعالمين في الهاتف النقال.

وبرأيينا، فتحول مستخدمي البيانات النقالة من الجيل الثالث نحو “4 جي” سيدفع المتعاملين لتغيير إستراتيجيتهم بالاعتماد على مفهوم (تجارب العملاء  “الزبائن”) وبعبارة أخرى إمكانية حصول المتعامل على المعلومات الصادرة عن شبكاتهم من اجل تحسين الخدمات المقدمة للزبائن.

وإذا كانت تقنية “3 جي” قد عرفت بروز عدة محطات قاعدية عبر عدة مدن من البلاد، فإن الـ “4 جي” ما زالت بعيدة عن إنتاج حقل كهرومغناطيسي كثيف، وازدهار هذه التكنولوجيا يعتمد على نموذج جديد منم الانتشار والمنشآت الخاصة بالإشارة ( الراديو) للشبكة، وخاصة نجاح سياسة دمقرطة وتعميم انتشار الهواتف الذكية في الجزائر.

 

لكن اليوم تعمل العديد من العوامل على كبح إقلاع البيانات النقالة في الجزائر، فمن ناحية سرعة التدفق، وبالنظر إلى كون جل البيانات المستهلكة من طرف مستخدمي الانترنت النقال تأتي من خوادم تقع في خارج البلاد، ما يعني أن نطاقا عريضا غير خاضع لنظام التفريع سيضر كثيرا بأداء الجيل الرابع فيما يخص مستوى التدفق.

وبالفعل، فاستمرار احتكار اتصالات الجزائر لهذه النطاق سيقلص راحة المستخدمين في الحصول على اتصال بالانترنت تفوق سرعة التدفق فيه 40 مرة تلك التي يوفرها نظام “أ.دي.أس.أل” قاعدي، وغداة إطلاق التسويق التجاري للجيل الرابع كان اهتمام المستخدمين منصبا على تسعيرة 1 ميغا أوكتي، وحجم الانترنت الشهري المقترح من طرف المتعاملين.

ويجب الانتظار إذن على غاية نشر سلطة الضبط للبريد والمواصلات للإحصائيات السنوية، لتأكيد أو نفي حماس وهوس مستخدمي الانترنت النقال تجاه البيانات النقالة الصادرة من شبكات الـ 3 جي و 4 جي.

وفي الشق المتعلق بنوعية الخدمة فإن عوامل نجاح الانترنت النقال في الجزائر تعتمد على الأداء التكنولوجي واستراتجيات الاستخدام والنموذج الاقتصادي كذلك.

وبعبارة أخرى فإن سرعة الانترنت للجيل الرابع لا تشكل المعيار الوحيد لتقييم نوعية الخدمة للبيانات المستهلكة من طرف المستخدمين.

وتم إطلاق تكنولوجيا (LTE) في الجزائر بهدف جعله بوابة العبور نحو عالم جديد هو عالم البيانات النقالة الفائقة السرعة، وبهذه التكنولوجيا فان وقت الإجابة لعملية اتصال بالانترنت سيتم تقليصه ويفتح الباب أمام نموذج جديد من استخدام الانترنت الذي يحتاج إلى بيئة خاصة.

البيئة المحلية لتخزين البيانات

إن البيئة العامة المحيطة بالبيانات النقالة في الجزائر لن يتأتى ولن ترى النور، إلا بتشكيل يحفز المنافسة العادلة ويتضمن خلق القيمة المضافة والولوج للسوق والابتكار التكنولوجي.

وخلق بيئة للبيانات النقالة سيجنب تقنية الجيل الرابع من ان تتحول إلى مضادة للاقتصاد بالنسبة للبلاد، ومكن اجل هذا من الضروري رفع تحديين كبيرين يكون للحكومة دور اساسي تلعبه.

الاول اطلاق تفكير حول انشاء مؤسسات بمواصفات جديدة تنشط في سلسلة تسيير تدفق حركة البيانات، وهذه المؤسسات يجب عليها ان تدرج التكنولوجيات الافتراضية من اجل خلق بيئة محلية لتخزين البيانات، وسيكون التخزين المحلي بمثابة اتلحمض النووي للبيئة المحيطة بالبيانات النقالة كون سيساهم بشكل كبير في تقليص تكاليف الاستهلاك.

إذن فإنشاء مؤسسات متخصصة في توريد خدمات التخزين للبيانات سيخفض سعر الـ “ميغا اوكتي” المستهلك من طرف مستخدمي الانترنت النقال.

واليوم عبر العالم لا يمكن الحديث عن بيئة للبيانات النقالة إلا عندما يستطيع  المستخدم استهلاك ميع انواع المحتويات بدون اي تكلفة اضافية  على علاقة بالإيواء الخاص بالبيانات.

واضافة لهذا فتعدد تكنولوجيا بث البيانات في الشبكات النقالة مقل الـ 3 جي أو الت 4 جي سيرفع من مستوى الادراك بتأثيرها الاقتصادي، وعلى سبيل المثال فان المزودين بالمحتويات سيكون لزاما عليهم التوجه نحو تطوير التطبيقات علاقة بتزايد وحاجيات الزبون.

أن التنامي الرهيب للبيانات من طرف المستخدمين ستجعل من الاداء لشبكة المتعامل، كرافد لنمو سوق البيانات النقالة، وفي هذا السياق، المتعامل سيكون في موضع ناقل كم جد هائل من البيانات فيما بين مراكز التخزين للبيانات والمستخدمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى