اقتصاد وأعمالملحق الصحة

الدعوة لإنشاء وكالة وطنية للتغذية والسلامة الغذائية بالجزائر

ريم بن محمد

دعت جمعيات حماية المستهلك وبياطرة وأخصائيون في التغذية، الخميس 20 أكتوبر، بالجزائر، إلى ضرورة إنشاء وكالة وطنية للتغذية والسلامة الغذائية هدفها مراقبة مختلف الأغذية المستهلكة من طرف المواطن، ولعب دور جهاز إنذار لتفادي التسممات الغذائية الجماعية.

وجاءت الدعوة ضمن جملة من التوصيات التي بها فاعلون في مجال التغذية والسلامة الغذائية خلال يوم دراسي خصص للسلامة الصحية للأغذية ذات الأصل الحيواني نظم من قبل المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه بمناسبة اليوم العالمي للتغذية المصادف لـ 16 أكتوبر من كل سنة.

وقال رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي، إنه “بغرض إستهلاك أغذية آمنة ومراقبة من قبل المخابر وكذا البياطرة لا بد من إنشاء هيئة مستقلة تحت اسم الوكالة الوطنية للتغذية والسلامة الغذائية كما هو معمول به في الدول المتقدمة من شأنها تدارك النقائص المسجلة في هذا المجال”.

وأضاف الدكتور زبدي، أنه يجب على الوكالة أن تضم ممثلين عن السلطات العمومية والهيئات الرسمية المكلفة بالمراقبة كالدرك الوطني والشرطة وممثلين عن جمعيات حماية المستهلك والجمعيات المهنية في مجال التغذية والفلاحين يكون لها دور تنظيمي واستشاري ورقابي من أجل تأمين مختلف المنتجات والأغذية والتحقق من مطابقتها للمعايير الصحية.

ومعروف أن 70% من المنتجات الغذائية التي يستهلكها الجزائريون سنويا لا تخضع لأي مراقبة صحية ولا بيطرية على الإطلاق لكونها مواد مستوردة، في حين لا تملك الجزائر مخابر حقيقية للمراقبة.

 

استعمال أدوية بيطرية بدون مراقبة

أشار الأستاذ في المدرسة الوطنية للبيطرة محمدي دحمان، إلى التجاوزات المسجلة بخصوص الاستعمال العشوائي لبعض الأدوية البيطرية من قبل المربين دون اللجوء لأهل الاختصاص ودون الحصول على رخصة استعمالها ما يمكن أن يشكل خطرا على المواشي وكذا على مستهلكي اللحوم مؤيدا في نفس الوقت فكرة إنشاء الوكالة الوطنية للتغذية والسلامة الغذائية.

وقال محمدي، إن الدور الرقابي يجب أن تلعبه هذه الوكالة في الميدان مقترحا أن تقوم مصالحها بدوريات تفتيش عشوائية لأماكن تربية المواشي وكذا الأسواق حيث تباع كذلك أدوية موجهة للمواشي دون مراعاة بعض القواعد العلمية والصحية في استعمالها.

وأكدت مفتشة بيطرية مشاركة على “ضرورة التعجيل” بإنشاء وكالة وطنية للتغذية والسلامة الغذائية لتفادي المخاطر التي يمكن أن تهدد صحة المستهلك مشيرة لما تم تسجيله مؤخرا من تعفن لحوم بعض أضاحي العيد.

ودعا الطبيب والمفتش البيطري إيدير كمال إلى ضرورة توحيد جهود مختلف أجهزة الرقابة سواء التابعة لوزارة الصحة أو الفلاحة وكذا وزارة التجارة في إطار هيئة واحدة، مقترحا أن تكون الهيئة تحت إشراف الوزير الأول ومقسمة إلى مصلحتين تعمل الأولى في مجال الإحصاء في حين تتكفل الثانية بالجانب النوعي ومراقبة المطابقة لتوفير غذاء  صحي سواء المحلي أو المستورد أو الموجه للتصدير.

 

من أدخل المكملات البيطرية للجزائر؟

وبخصوص تعفن لحوم بعض أضاحي العيد بسبب الإفراط في استعمال بعض الأدوية والمكملات في الأعلاف، قال مصطفى زبدي إنه يجب التحرك للتعرف كيف يمكن تداول هذا النوع من الأدوية في السوق ودون أي مراقبة” داعيا السلطات إلى “تعزيز المراقبة وتنظيم سوق المواشي لتفادي أخطار يمكن أن تهدد حياة المواطن”.

للإشارة لم تتحرك أي جهة لكشف المافيا التي أدخلت كميات هائلة من المكملات البيطرية  والتي استعملت في تسمين الأضاحي مسببة خسائر كبيرة خلال العيد الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى