الجزائر

السيناريو السعودي لإنهاك الدول النفطية يعجل التقارب الجزائري-الإيراني

عادل عبد الصمد

ساهم الانهيار المتواصل لأسعار النفط ساهم في تسريع وتيرة “التقارب الاقتصادي” بين الجزائر وطهران، والذي ظهر مؤخرا خلال قمة الدول المصدرة للغاز التي احتضنتها العاصمة الايرانية الشهر الفائت، وتأتي الزيارة التي يقوم بها غدا، النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، إلى الجزائر في سياق التقارب بين البلدين.

يحل غدا بالجزائر، النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، في زيارة تدوم يومين يلتقي خلالها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال، وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، بان المسؤول الإيراني سيبحث مع كبار المسؤولين الجزائريين سبل تعزيز التعاون الثنائي، كما سيناقش التطورات الإقليمية والدولية، كما سيجتمع جهانجيري مع رئيس المجلس الشعبي الوطني و مجلس الأمة.

ويتضمن جدول أعمال جهانجيري خلال هذه الزيارة المشاركة في افتتاح الاجتماع الاقتصادي بين البلدين و كذلك تشكيل اللجنة العليا للتعاون المشترك. والتي سبقها اليوم اجتماع لجنة المتابعة بين الجزائر وإيران، والذي خصص لبحث إمكانية دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل انخفاض أسعار البترول وكذا زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين .

و  يرمي هذا الاجتماع إلى الارتقاء بمستوى العلاقات السياسية التاريخية بين الجزائر وطهران بالنظر إلى التحولات الجديدة الحاصلة حاليا، وبهذا الخصوص أوضح سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر رضا عامري للقناة الإذاعية الأولى، أنه في ظل المعطيات الجديدة ومواكبة للمتطلبات الجيو سياسية والاقتصادية خاصة بعد تدهور أسعار البترول أصبح لزاما تقاسم رؤية مشتركة ورسم سياسات جديدة للتعاون مبرزا سعي إيران للخروج من مرحلة العقوبات الغربية وكذا رغبة الجزائر في التخلص من التبعية للبترول .

وقال رضا عامري في السياق ذاته إن التعاون الاقتصادي والتجاري مع الجزائر يتم  في إطار القوانين الموجودة في هذا البلد حيث أعلنت الشركات الإيرانية عن استعدادها للتعاون. وقال سفير جمهورية إيران، بان بلاده ليس لديها أي تحفظ على القاعدة 49/51 التي تعتمدها الجزائر في الاستثمارات الأجنبية، مضيفا بان السوق البترولية العالمية تفرض موقفا مشتركا بين الجزائر وإيران مؤكدا سعي بلده مع بعض الدول الشقيقة والصديقة للرفع من أسعار البترول في القريب العاجل.

وكانت طهران قد أبدت رغبتها في تطوير العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، وذالك خلال الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال الشهر الماضي إلى طهران لحضور قمة الدول المصدرة للغاز، حيث أكد سلال، بان إيران والجزائر ترتبطان بأواصر تاریخیة کبیرة، وبان العلاقات بین البلدین مبنیة علی حسن النوایا والتفاهم علی الصعید السیاسی والتی ینبغی أن تتجسد علی الصعید الاقتصادی أيضا. مضيفا أن الجزائر تتفق مع إيران حول العدید من القضایا الإقليمية سیما حول الأزمات فی لیبیا وسوریا والعراق .

من جانبه أكد الرئیس الإيراني حسن روحانی، أن العلاقات الاقتصادیة بین البلدین لیست بالمستوی المقبول نظرا للإمكانيات المناسبة المتاحة، ویتعین علی القطاعات الخاصة والحكومیة أن تسعی إلي تطویر العلاقات الاقتصادیة بین طهران والجزائر فی مرحلة ما بعد الحظر الذي كان مفروضا على بلاده، کما وصف الرئیس الإيراني المجالات الزراعیة والمناجم والتكنولوجیا والعلوم والسیاحة والثقافة بالمجالات التی یمکن أن تسهم فی تطویر التعاون المشترك. وأضاف روحانی أن زیارة سلال لطهران وعقد اللجنة الاقتصادیة المشتركة بین البلدین فی الجزائر، تسهم بالتأكید فی إيجاد تحرك جدید فی تعزیز العلاقات الثنائیة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى