بقلم فريد فارح
كيف سيكون تطور التكنولوجيات وعلوم الاتصالات في العقد المقبل؟ هل ستكون هناك مفاجآت فيما يتعلق بمعالجة وتأمين التخزين والحكامة الإعلامية الرقمية؟.
ويتوقع الملاحظون لتطور مجتمع المعلومات الرقمية زلزالا تكنولوجيا آخر بعد ذلك الذي أحدثه التدفق العالي النقال، وسيكون الانترنت أيضا مركز هذا الزلزال.
الهوائي الذكي، الكلاود الجيل الخامس “5 جي” والثنائية “NFV-SDN”، الذكاء الاصطناعي، السيارة الذاتية والأشياء المتصلة، كلها ستكون مظاهر هذا الزلزال.
وستتضاعف سرعة الانترنت سواء عبر الثابت (خطية) أو النقالة بمقدار 10 مرات في أواخر عام 2025، وبمعدل التدفق وحجم المعلومات المنقولة سيطبعها مفهوم “الوقت الحقيقي” الذي سيسمح للمستخدم من الإطلاع على حياته الرقمية عوض تصفح مواقع أو تطبيقات أخرى.
للتذكير النطاق العريض للانترنت الذي كان في حدود 9600 بايت في الثانية في 1992 انتقل اليوم إلى 1 جيغابايت في الثانية مع الجيل الرابع 4 جي، وسيتجاوز 2 جيغابايت في الثانية بفضل الجيل الخامس في 2025.
وفي غضون ذلك تتوقع شركة المعدات الاتصالية سيسك وان تتضاعف حركة البيانات النقالة بسبع مرات في الشهر (49 إكزا أوكتي) أي 587 إكزا أوكتي في السنة علما وأن ( 1 إكزا أوكتي يساوي 1000 بيتا أوكتي، و 1 بيتا أوكتي يساوي 1 مليون جيغا أوكتي)، ويمثل 1 إكزا أوكتي ما يعادل 250 مليون قرص “دي.في.دي”.
وتطور عدد المستخدمين للنقال والأجهزة الذكية واستخدام الفيديو النقال وتطوير شبكات الجيل الخامس “5 جي” السبب في الارتفاع الاستثنائي لاستهلاك البيانات بحلول سنة 2025.
وفي أقل من 10 سنوات سيكون هناك عدد السكان الذين يتوفرون على هاتف نقال (5.5 مليار) يفوق الذين لديهم كهرباء في بيوتهم (5.3 مليار)، والمياه (3.5 مليار) أو سيارة (2.8 مليار).
وفيما يخص صناعة الهواتف النقالة فإنها ستعرف تطورا رهيبا مع تعميم استخدام الأشياء المتصلة، والتغيرات على الانترنت ستعرف هي تحولات استثنائية، عندما تصبح كل مساحة قابلة لان تكون شاشة عرض وغوغل سيشير إلى 8000 مليار صفحة واب.
وبحلول 2025 الترجمة العالمية على الخط ستكون منتشرة وبكل اللغات وعبر كافة الأجهزة المتصلة، في حين أن سنة 2030 ستكون الرقاقات المزروعة في المخ حقيقة.
وفي خضم هذا هناك سؤال وجب طرحه ، أين سنكون نحن من كل هذا ؟
