العالم

بريطانيا “تطلّق” الاتحاد الأوروبي بعد 43 سنة من العضوية

وليد أشرف

أظهرت النتائج النهائية لاستفتاء بريطانيا، التي أعلنت الجمعة 24 جوان، فوز معسكر “الخروج” من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 51,9%، مقابل 48,1 من الأصوات لصالح البقاء.

وجاءت النتائج بواقع تصويت 17,410,742 شخصا لصالح الخروج، فيما صوت 16,141,241 شخصا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيستقيل من منصبه بحلول أكتوبر، بعد أن أيد البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أمس الخميس 23 جوان.

وصرح كاميرون أن رئيس حكومة جديد يجب أن يقرر موعد بدء عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف كاميرون للصحفيين أمام مقر إقامته في داونينج ستريت “لا أعتقد أنه سيكون من الملائم لي أن أمسك بدفة قيادة البلاد إلى وجهتها المقبلة.”

وهنأ كاميرون من صوت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة على ضرورة احترام رأي البريطانيين.

وكان الاستفتاء الذي أجري الخميس شهد إقبالا كبيرا على التصويت من قبل البريطانيين، كما عكست النتائج التي أعلنت تنافسا حادا بين مؤيدي ومعارضي بقاء بريطانيا في الاتحاد.

ودعا حزب “الشين فين” الواجهة السياسية لـ “الجيش الجمهوري الأيرلندي” إلى استفتاء حول أيرلندا موحدة، بحسب وسائل الإعلام.

وقال الحزب: ” الاستفتاء حول الاتحاد الأوروبي له عواقب هائلة على طبيعة الدولة البريطانية”، علما أن إيرلندا الشمالية (التابعة لبريطانيا) وويلز وأسكتلندا صوتت على بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد.

من جهتها أعلنت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستارغن، أن أسكتلندا: “ترى مستقبلها داخل الاتحاد الأوروبي” بعد أن صوت البريطانيون للخروج.

ومن الجدير بالذكر أنه لم تجر استطلاعات لآراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع، نظرا للفارق الطفيف في نسبة مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي ومعارضيه.

وطرحت بطاقة الاستفتاء السؤال التالي: “هل على المملكة المتحدة البقاء عضوا في الاتحاد الأوروبي أم الانسحاب منه”.

ويحق التصويت لجميع المواطنين البريطانيين البالغين 18 عاما في يوم الاستحقاق، والمسجلين في اللوائح الانتخابية.

كما يجوز التصويت لمواطني الجمهورية الأيرلندية ومجموعة الكومنولث المقيمين في المملكة المتحدة ومواطني جبل طارق، فيما يبلغ عدد الناخبين الإجمالي 46,5 مليون نسمة، كما لا يحق لمواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في المملكة المتحدة التصويت، باستثناء الأيرلنديين والمالطيين والقبارصة.

كذلك يحق للبريطانيين المقيمين في الخارج منذ أقل من 15 عاما الإدلاء بأصواتهم، فيما رفضت المحكمة العليا في مايو طعنا قضائيا للسماح بمشاركة المغتربين لأكثر من تلك الفترة في الاستفتاء.

وتابعت معظم العواصم الأوروبية والمفوضية الأوروبية، الاستفتاء الذي قاد بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد، وفتح الباب أمام تصدعه بعد خمسين عاما على البناء الأوروبي الشاق.

 

وول ستريت تفتح على هبوط حاد بعد التصويت لصالح خروج بريطانيا

 

فتحت الأسهم الأمريكية على هبوط حاد الجمعة 24 جوان بعدما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي مما أثار اضطرابا لم تشهده الأسواق منذ الأزمة المالية في عام 2008.

واتجه المستثمرون إلى الأصول التي تمثل ملاذا آمنا مثل الذهب وسندات الخزانة الأمريكية في الوقت الذي عزفوا فيه عن شراء الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والنفط.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 243.04 نقطة أو ما يعادل 1.35 % إلى 17768.03 نقطة.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 34.25 نقطة أو ما يعادل 1.62 %إلى 2079.07 نقطة.

ونزل مؤشر ناسداك المجمع بواقع 192.73 نقطة أو ما يوازي 3.93% ليصل إلى 4717.31 نقطة.

 

هيئة تنظيمية: الخروج من الاتحاد الأوروبي له تداعيات كبيرة على بريطانيا

 

قالت هيئة مراقبة السلوك المالي البريطانية الجمعة 24 جوان إن تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي ستكون له تداعيات “كبيرة” على البلاد وإنها تراقب الأسواق التي اهتزت بسبب القرار.

والجزء الأكبر من قوانين القطاع المالي في بريطانيا كتبه الاتحاد الأوروبي وسيكون على المملكة المتحدة الآن التفاوض على شروط تجارية جديدة مع بقية الدول الأعضاء في الاتحاد.

وقالت الهيئة في بيان “هذا القانون سيظل قابلا للتطبيق لحين إجراء أي تغييرات .. وهو أمر سيكون متروكا للحكومة والبرلمان.”

ولن يتم إدخال تعديلات كبيرة على أسواق الأوراق المالية في الاتحاد الأوروبي قبل 2018 لكن الهيئة قالت إن على الشركات أن تواصل الخطط لتطبيق تشريع لم يدخل حيز التنفيذ بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى