اقتصاد وأعمال

بصراحة.. دكتور شكيب خليل:هل الحلّ الإقتصادي كاف لإنعاش أوضاع الجزائر؟

زكرياء حبيبي

بصراحة أجد نفسي اليوم مُلزما بالحديث بأكثر من الصراحة، وأقول ذلك لأنّني تابعت بتمعُّن كبير إقتراحات الدكتور شكيب خليل، ولِنقُل برنامجه للخروج من الأزمة التي تضرب الجزائر وتكاد تعصف بها، وبصراحة دائما أقول إن الدكتور شكيب خليل قد قدّم بالفعل حلولا ناجعة لإنعاش الاقتصاد الجزائري، لكنّ بالمقابل أسمح لنفسي أن أسأل الدكتور شكيب خليل، ما إن كان بمقدور هذه الإجراءات لوحدها أن تُخرجنا من الأزمة؟
هذا التساؤل البريء، لا أريد من ورائه إحراج الدكتور شكيب خليل، بل بالعكس من ذلك، أرجو من السيد شكيب خليل أن يلتفت بشكل أساسي إلى المُؤثرّات الأخرى التي بمقدورها أن تقلب الموازين رأسا على عقب، فهل يُعقل بأي حال من الأحوال أن تنجح إستراتيجية الدكتور شكيب خليل في تقويم الإقتصاد الوطني الجزائري، في وقت تتكالب فيه قوى الشّر عليها لتفتيتها وتدميرها؟
فآخر التقارير الإستخباراتية تُفيد بأن هنالك عملية كُبرى تُشرف عليها قوى الشر العالمي المُتصهينة، التي أنتجت مؤامرة “الربيع العربي”، ونفذتها بمُساعدة بيادقها في أوروبا وتركيا، وبعض بلدان الخليج، لنقل آلاف “الدّواعش” من سوريا والعراق، إلى ليبيا، ومنها إلى باقي دول شمال إفريقيا، وقد عمدت قوى الشر هذه إلى تفجير عدّة بالونات للتّعتيم على هذه العملية الإجرامية العالمية الجديدة، ولعلّ أهم بالون تعتيمي، يتمثل في اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني، فهذا الإعتراف ألهب الشارع العربي والإسلامي، وجعل جُلّ وسائل الإعلام العالمية تَخُصه بتغطيات أكثر من مُبالغ فيها، لتحقيق هدف أساسي ورئيسي هو التعتيم على عمليّات الترحيل الكُبرى للدواعش، إلى شمال إفريقيا، وأؤكّد هنا، أن مُهندسي هذه المُؤامرة الجديدة، يعلمون علم اليقين، أن قرار ترامب لا محلّ له من الإعراب في القدس الشريف، التي كانت وستظل فلسطينية عربية إسلامية ومسيحية، لكنهم وظفوها كما قُلنا لإشغال الرأي العام العربي والإسلامي، لإنجاح تمرير المؤامرة الجديدة، ومن هنا أعود من جديد لأهيب بالدكتور شكيب خليل أن يلتفت كذلك في مقارباته الهادفة إلى ضمان فعالية ونجاعة الإقتصاد الوطني، إلى أهمية وتأثير الوضع الأمني على اقتصاد البلاد، وأكثر من ذلك أتمنى أن يُخصص في برنامجه هذا، حيزا كبيرا لتحسيس الجزائريين بأهمية الأمن والإستقرار في تحريك عجلة التنمية الإقتصادية، وأقول ذلك لأن عشرات الآلاف من جنودنا البواسل، يرابطون على حدودنا مع ليبيا ومالي والنيجر وتونس والمغرب وموريتانيا، لمنع حدوث أي اختراق قد يؤثر على وضعنا الأمني، ومن ورائه على كل القطاعات الإقتصادية والإجتماعية وغيرها، والمُرابطة هذه تُكلّف خزينة الدولة مبالغ مالية جدّ طائلة، ومن هنا أود أن يتطرّق الدكتور شكيب خليل إلى هذه الجوانب المُؤثرة، التي بمقدورها أن تُدمّر أي مسعى أكاديمي لتقويم منظومتنا الإقتصادية، وإنني على يقين أن الدكتور شكيب خليل له ما يدلي به في هذا المجال، من مُنطلق أنه إبن جبهة التحرير الوطني، التي مكنته من منحة الدراسة في أمريكا، ومن مُنطلق أنه إبن عائلة قدّمت تضحيات كُبرى في سبيل استقلال الجزائر، ولعلّ هذه الحقائق هي ما جعلني اليوم أتوجه بشكل صريح ومُباشر إلى الدكتور شكيب خليل ليُطلعنا عمّا يتصوره من حلول لوضعنا في الجزائر، سواء تعلّق الأمن بالمجال الإقتصادي أو الأمني، وأكثر من ذلك كُلّه أنني فتحت هذه النافذة، لأنه بعد تصريحات السيد شكيب خليل التي أكد فيها أن “طريق الاستثمار في الجزائر لا يمُرّ عبر باريس”، أقامت الدوائر الحاقدة على الجزائر الدُّنيا ولم تُقعدها في باريس، وفي بعض الدّوائر المقاولة لفرنسا في الجزائر، بل وقرأت شخصيا في بعض هذه الوسائل الإعلامية المُقاولة، أنّ إجراءات الدكتور شكيب خليل، هي التي ستُعرقل مسار التطوير والتنمية، وأمام كلّ ذلك، يتوضّح أنه من الواجب أن نتحرّك جميعا دُونما مُراعاة الحّد والحُدُود، ولأن من يرسم لنا هذه الحُدود هو من يُخطّط لتدميرنا، ولا يُنتظر سوى أنّنا نحن -أي أحرار هذه البلاد-، من سيَخلط حسابات المتآمرين وكفى…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى