الجزائر

تبون: المشعوذون المهاجمون لـ”جامع الجزائر” يستهدفون كل شيء جميل في البلاد

عبد الوهاب بوكروح

رد عبد المجيد تبون، وزير السكن والعمران والمدينة بحزم على الجهات التي تروج لفكرة إنجاز جامع الجزائر على ارض هشة والتي ذهبت قبل أيام إلى القول إن منارة الجامع التي ترتفع لأزيد من 265 م ستنهار مع أول هزة أرضية في العاصمة.

وقال عبد المجيد تبون الذي زار السبت 14 نوفمبر المشروع بحضور كبار العلماء والمختصين في علم الزلازل والمراقبة التقنية للبناء وهيئات الرقابة المختصة، إن الجامع سينجز وفق الشروط والمعايير التي وافق عليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عند إطلاق المشروع.

وأكد تبون في رد على سؤال “الجزائر اليوم”: ” لن يخفض ارتفاع منارة الجامع بواحد ملمتر مهما يقال من مشعوذين لهم مصالح شخصية”.

وأستطرد وزير السكن أن الجزائر عندما قررت تشييد ثالث اكبر مسجد في العالم وفرت كل وسال الرقابة التقنية والدراسات العلمية التي لم يسبق للبلاد أن وفرتها لمشروع بهذا الحجم، مضيفا أن الهيئات المختصة في الدراسات عملت بكل حرية واستقلالية وهي التي حددت مكان إقامة المشروع بعدما تبين لها أن المنطقة مناسبة جدا بفضل درجة ثباتها التي تصنيف في الدرجة الثانية مباشرة بعد الأرضيات الصخرية.

وقال تبون في وقت سابق، إن ما يتم ترويجه إعلاميا حول وجود مشاكل تقنية تتعلق بالأرضية تهدد سلامة المشروع، عار من الصحة تماما، مضيفا أن الحديث عن عدم استجابة المشروع لمعايير السلامة والأمن تقف وراءها أطراف مغرضة لم يسمها الوزير.

ودعا وزير السكون وسائل الإعلام للتحقيق بكل حرية في هوية الجهات التي تستهدف مشروع “جامع الجزائر”.

ومنذ الإعلان الرسمي عن إطلاق المشروع، أعلنت العديد من الأطراف حربا شرسة ضد المشروع من أساسه تحت مبررات وذرائع عديدة منها الحديث عن عدم صلاحية الأرضية تارة، ومرة قربه من مصب وادي الحراش، وتارة أخرى الحديث عن الجدوى الاجتماعية والاقتصادية للمشروع الذي تفضل الأطراف المناوئة له أن تقام مكانه أو بالمبلغ المخصص لانجازه(حوالي 1.5 مليار دولار) مستشفيات أو جامعات.

 

لا تعديلات على مشروع “جامع الجزائر”

أعلن وزير السكن والعمران في مناسبات عديدة أنه حريص على تنفيذ المشروع في الوقت المحدد ووفق المخطط الذي صادق عليه الرئيس وتم تكليف الشركة الصينية “شاينا ستايت كونستراكشن” بإنجازه.

وأكد كل من محمد شريف الرئيس المدير العام لمجمع المراقبة التقنية للبناء، بلعزوقي محمد مدير عام المركز الوطني لدراسات الزلازل، وعبد الحميد أفرا مدير المركز الوطني للدراسات والبحث المدمج في السكن، أن الدراسات الخاصة بمشروع الجامع أنجزت من طرف فريق علمي دولي مشهود له في أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان ولا مجال للتشكيك فيه ولا في النتاج العملية التي توصل إليها والتي على أساسها تم تصميم الجامع وجميع مرافقه من القاعة الرئيسية للصلاة التي تتسع لـ30 ألف مصلي أو المنارة التي ترتفع لـ265 م أو مختلف المرافق الملحقة.

وقال أفرا عبد الحميد، لقد تم دراسة المشروع من قبل خبراء عالميين وتقييم المشروع من لجنة دولية من خبراء مشهود لهم في العالم وهو ما يمكن الوقوف عليه من الدراسات العلمية المنشورة ، ثم أن التقنية المستعملة سجلت بحد ذاتها نجاحا بالنسبة لوضع الخرسانة وصبها تحت الأرض على عمق ٥٠ متر.

وتم المزج في تصميم المشروع من طرف مجموعة  KSP Juergen Engel المعمارية، بين النمط التقليدي للعمارة الإسلامية في طابعها المغاربي والتقنية الحديثة مع مراعاة الجوانب العلمية والدينية والسياحية والاقتصادية.

وظهرت فكرة “جامع الجزائر” للوجود سنة 1963، وكانت تتمثل في بناء مسجد كبير يليق بـ15 قرنا من الإسلام في الجزائر

ويعتقد المهندسان الألمانيان، يورغن إنغل وميكائيل تسيمرمان، الذين صمما مشروع المكتبة الوطنية الصينية وناطحات السحاب في كل من هامبورغ الألمانية ومدينة كولن وبرلين وفرانكفورت، أن “جامع الجزائر” هو مشروع بناء مثير وتحدي كبير، لأنه مشروع ضخم بكل المقاييس من حيث كونه من أعلى الأبنية الدينية في العالم الإسلامي، وواحدا من المشاريع الحضارية المدمجة التي تؤدي الوظيفة الدينية وكذا الوظائف الأكاديمية والاقتصادية في الآن ذاته.

وأضاف عبد الحميد أفرا، أن المشروع اكبر من يكون مجرد مسجد للصلاة بل هو جامع يجمع ومشروع مهيكل يعبر عن الجزائر المستقلة ببعدها الثقافي والعلمي والسياحي والاقتصادي.

مضيفا في تصريحات لـ”الجزائر اليوم”، أن المشروع سيمكن الجزائري من الفخر بمعلم رفيع جدا على غرار الأمم الكبرى.

 

لا داعي لتسييس مشروع “جامع الجزائر”

قال عبد المجيد تبون، إنه لا داعي لتسييس المشروع، مضيفا أنه ضد سياسية تكسير كل شيء جميل في الجزائر، موضحا أن المشروع تقنيا وعلميا سليم بشهادة العلماء الوطنيين والأجانب ومن له رأي معاكس فل يثبته علميا مع نظرائه العلماء وليس بالشعوذة.

وأضاف بلعزوقي محمد، أن الدراسات الخاصة بالأرضية كانت دراسات من جميع المصالح المختصة وفق المعايير الوطنية والتي أصبحت اكثر تشددا بعد زلزال بومرداس، مضيفا أن

أرضية المسجد مصنفة في الدرجة الثانية بعد الأرضية الصخرية ما يعني أن مقاومتها قريبة من مقاومة الأرض الصخرية.

وأوضح أنه لأول مرة تستعمل الجزائر تقنية العوازل وممتص الصدمات في بناء منشأة في البلاد، مشيرا إلى أن هذه التقنية المستعملة في الدول الأكثر تطورا تسمح بخفض قوة الزلزال 4 مرات فمثلا عندما يكون الزلزال قوته 5 درجات لا يصل إلى جسم البناء سوى ربع هذه الشدة.

وبخصوص المنارة التي سترتفع إلى 265 م، أكد فريق التقنيين المشرفين على المشروع ومدير وكالة الإشراف على انجاز وتسيير جامع الجزائر أن التقنية المستخدمة عالمية وتم تصميمها وتنفيذها بشكل يضمن سلامة المنارة لغاية 10 قرون، وأن ما تم الترويج له بأنها ستشرع في الانحراف مثل برج بيزا، هو مجرد شعوذة علمية لا أساس علمي له.

وأضاف مدير الوكالة أن 60% من الخرسانة المسلحة الإجمالية الخاصة بالمنارة تم صبها في الدعامة الرئيسية تحت الأرض على عمق 72 م وهو ما يجعلها من بين اقوي الدعامات للبنايات المرتفعة في العالم.

المنارة ترتفع شامخة إلى 265م مكونة من 39 طابقا تضم مراكز أبحاث ومعارض وقاعات دراسات ومتحفا لتاريخ الإسلام يتوزع على 15 مستوى، حيث ستكون واحدة من بين أعلى المنارات في العالم الإسلامي وبخصوصية فريدة وهي أنها ستكون مفتوحة للعموم ويوجد في نهايتها منصة للاستمتاع بروعة المشهد من ارتفاع يقارب 300 م فوق سطح الأرض على خليج الجزائر.

وقال وزير السكن أن ناطحات سحاب في الصين لم تتجاوز دعاماتها تحت الأرض 50 متر على عكس منارة الجامع التي وصلت إلى 72 متر من الخرسانة المسلحة وبحديد قطره 32 مم، وكل هذا في إطار دراسات قامت على أساس صلاحية المعلم لمدة 10 قرون على الأقل.

وأضاف مدير الوكالة، أن أساسات المنارة تبقى صالحة ومقاومة للتشققات حتى في حال زلزال قوي بفضل التقنية المستعملة، أما قاعة الصلاة فلا يخشى عليها إطلاقا بفضل تقنية العوازل ضد الزلازل القوية وهناك أيضا ممصات الصدمات، أما العمارات الأخرى فكلها مؤمنة بتقنيات مقاومة الزلازل الحديثة والتي وضعت على أساس الدراسة الخاصة بالمشروع والتي لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ 1962.

وتم بناء الجامع على أرضية مصنفة في الدرجة أس2(S2) على سلم مصنف من اس1(S1) إلى أس 4 (S4) وتعني أس واحد الأرضيات الصخرية بمعني انه أرضية الجامع قريبة من مقاومة الأرضيات الصخرية وهو أحسن رد على المشعوذين الذين يستهدفون المشروع والذين وصفهم الوزير بأنهم لا يحبون رؤية أي شيء جميل في الجزائر.

وبخصوص المنارة، أكد محمد الشريف أن الارتفاع مناسب جدا ويمكن الذهاب إلى مستوى أعلى، بناء على جودة الأرضية التي أقيمت عليها المنارة والمشروع عموما، وبالنتيجة لن تسجل المنارة أي انحراف مطلقا.

وأجريت الدراسات على التربة في موقع المنارة حتى عمق 90 متر بالنسبة للجانب الجيو- تقني إنما بالنسبة للجامع عموما فتم حفر ودراسة أزيد من 5300 متر طولي مما سمح بالتأكد أنه لا يوجد خط زلزالي يمر عبر أرضية المشروع.

وتقرر بناء “جامع الجزائر” بحي المحمدية بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة في مركز خليج الجزائر الشهير “ وهو ما أثار حفيظة المعارضين لإقامة مشروع حضاري وثقافي وديني واقتصادي ضخم يتكون من 12 عمارة تتربع على مساحة 20 هكتارا، منها قاعة الصلاة التي تسع 40 ألف مصل، ودار القرآن التي تتسع لـ 300 مقعد لفائدة طلاب دراسات الماجستير والدكتوراه، ومركز ثقافي إسلامي ومكتبة تضم ألفي مقعد ومليون كتاب وقاعة محاضرات بـ500 مقعد، ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي ومراكز بحث.

ويمثل موقع المحمدية ضربة موجعة للرافضين لتحول لا فيجري إلى المحمدية وهنا مربط الفرص.

 

مواد جزائرية لـ”جامع الجزائر”

طالب وزير السكن من مسؤولي جامع الجزائر بوضع دفتر شروط دقيق وشفاف لاختيار الشركات الجزائرية التي ستزود الجامع بالمواد اللازمة للأعمال النهائية من رخام وغيره، مضيفا أنه زار مصانع جزائرية ووقف على مدى جودة المنتج الوطني في المجال مضيفا أن البيت تم بانجازه بالرخام الجزائري وخاصة رخام منطقة فلفلة بسكيكدة الذي أكتشفه الرومان.

وأضاف تبون أن الأمر لا علاقة له بتراجع أسعار النفط، بقدر ما يمثل رغبة ونية سياسية لتشجيع الإنتاج الوطني ورفع معدلات الإدماج في انجاز المشروع.

وكشف الوزير عن لقاء يجمع دائرته الوزارية وكل من وزارتي الشؤون الدينية والأوقاف والثقافة يوم 10 ديسمبر، للفصل في شكل ولون الأرضيات والجدران والرسوم والنقوش والكتابات والمواد التي ستستعمل في الأعمال النهائية وكل ذلك في إطار الشفافية المطلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى