اقتصاد وأعمال

تجاهل المستثمرين لعرض “بيوفارم”: بن خالفة يدعو لاجتماع طارئ لإنقاذ العملية

نسرين لعراش

فشلت شركة بيوفارم، في جمع أزيد من 8.5% من المبلغ المستهدف رفعه من البورصة بعد نهاية الأسبوع الأول من انطلاق العرض العمومي للادخار الذي أطلقته الشركة الأحد 13 مارس الجاري.

وكشفت مصادر من بورصة الجزائر، إن “بيوفارم” لم تتمكن سوى من جمع 500 مليون دج من مجموع 6.25 مليار دج الذي تستهدف عملية طرح 20 % من رأس المال عن طريق البورصة، بسبب عزوف المستثمرين المؤسساتيين عن الإقبال بقوة على العملية، وبسبب الوضعية المزرية التي تعيشها بورصة الجزائر.

وتستمر عملية الاكتتاب إلى غاية 23 مارس الجاري.

وأضاف مصدر “الجزائر اليوم”، أن وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة، دعا جميع المتعاملين في البورصة ووسطاء عمليات البورصة والشركات المدرجة ورؤساء البنوك والمؤسسات المالية إلى اجتماع طارئ الاثنين 21 مارس، لبحث أسباب الخلل ومحاولة انقاد العملية التي تعتبر بمثابة ضربة موجعة للجهود التي يبذلها شخصيا لتحريك بورصة الجزائر التي تعتبر الأكثر تخلفا في القارة الإفريقية.

ويخشى عبد الرحمان بن خالفة من فشل العملية مما سيكون له بالغ الأثر السلبي على جهود تطوير السوق المالية وخاصة في ظل الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر.

وتستهدف “بيوفارم” فتح رأسمالها بـ20% من خلال عرض عمومي للادخار يشمل بيع 5.104.375 سهم بقيمة إجمالية قدرها 6.252.859.375 دج.

وقدر سعر السهم بقيمة 1.225 دج بالنسبة للجمهور العام و1.102,5 دج بالنسبة للأجراء.

وفشلت الحكومة في تطوير البورصة والسوق المالية عموما، حيث يتم إدراج مؤسسة أو مؤسستين كل 3 سنوات، وهي وتيرة هزيلة جدا، بالمقارنة مع بورصات المنطقة التي تعرف دخول مؤسسة كل 15 يوما.

وقال مختصون في عمليات البورصة، إن رفع عدة ملايين من الدولارات في بورصة الدار البيضاء يتم خلال عدة ساعات، في حين فشلت “بيوفارم” في رفع 5 مليون دولار طيلة أسبوع كامل وبإشراك المستثمرين المؤسساتيين، وهو ما يكشف عن أن خطاب الإصلاحات الذي يتغني به وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة، هو مجرد صيحة في واد.

الاجتماع الذي دعا إليه وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة، هو دعوة لدر الرماد في العيون، لأنه – بن خالفة – سيطالب من المستثمرين المؤسساتيين إنقاذ ماء وجه العملية، في حال الفشل سيكون العبأ الأكبر على بنك الجزائر الخارجي المشرف على العملية، وسيضطر لوضع 5 مليار دج إضافية على الطاولة مما يمثل ضغطا إضافية على السيولة البنكية بعد عمليات التجفيف التي عرفها القطاع في السابق.

وستكون “بيوفارم” الأولى من القطاع الصيدلاني الخاص التي تقوم بفتح رأسمالها عن طريق البورصة بعد تجربة ناهزت 16 عاما لمجمع صيدال، والثالثة من القطاع الخاص بعد أليانس للتأمينات ومؤسسة رويبة للمشروبات. وتوجد بالبورصة أيضا سلسلة الأوراسي الفندقية.

وتقدر القيمة الإجمالية للبورصة الجزائرية بحوالي 15 مليار دج ما يجعلها الأكثر تخلفا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قياسا بحجم الاقتصاد الجزائري والناتج الداخلي الخام للبلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى