أراء وتحاليلاقتصاد وأعمال

تجميد الإنتاج: لا تنتظروا المعجزة من قرار السعودية بشأن أسعار النفط

مندوش بغدادد.بغداد مندوش*

قررت العربية السعودية، اللاعب الرئيسي في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، قررت مؤخرا بالتشاور مع روسيا، وقطر وفنزويلا، تجميد الإنتاج عند مستويات جانفي 2016.

ولكن عندما نعرف أن إنتاج أوبك بلغ مستويات قياسية في جانفي 2016 عند 32.5 مليون برميل، في مقابل طلب عالمي مستقر بسبب انكماش اقتصاديات الصين والبرازيل والهند، وهم كبار المستوردين للنفط، من جهة، ومن ناحية ثانية، هناك عرض فائض بـ2 مليون برميل في اليوم، فلا يمكن أن ننتظر المعجزة من قرار السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا.

لا يمكن أن يعطي قرار المنتجين الأربعة إشارة جيدة لأسعار النفط، لأن الأسباب الهيكلية لانهيار الأسعار لا تزال قائمة، وأهمها فائض العرض ومستويات المخزون العالمي الذي بلغ مستويات تاريخية وخاصة في الولايات المتحدة والصين والهند وأوروبا، بالإضافة إلى دولار قوي.

المفارقة، أن هذه العوامل الثلاثة، التي كانت وراء انخفاض أسعار النفط لا تزال قائمة مجتمعة.

إن مبادرة الجزائر وفنزويلا، وهما من أكبر الدول المتضررة من انهيار أسعار النفط، لم تعطي النتائج المرجوة منها في الوقت المناسب، فيما مقابل ما نلحظه من سلوك سعودي في الدفاع عن إستراتيجيتها الرامية لإبقاء أسعار النط ي مستويات منخفضة جدا بهدف الحفاظ على حصتها السوقية على حساب الأسعار العادلة، فضلا عن إيران التي عادت للسوق بعد رفع العقوبات الدولية عليها بفضل الاتفاق النووي مع القوى العالمية، والتي لا ترغب هي الأخرى في خفض إنتاجها، بل تتوجه نحو رفع إنتاجها في 2016.

في المقابل، أكبر منتج للنفط في العالم منذ نوفمبر 2015 هو الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعلها تنتقل إلى مرحلة ضبط السوق العالمية بناء على ما تراه يخدم مصالحها الإستراتيجية على المدين المتوسط والطويل، وخاصة أن مشترياتها من النفط السعودي الموجه للاحتياطات، بأسعار أقل سرية أقل من سعر السوق، بناء على اتفاق يعود لقرابة القرن بين النظام السعودي والولايات المتحدة.

وبالخلاصة، بناء على المعطيات الموضوعية المشار إليها سابقا وخاصة المواقف والسياسات السعودية والأمريكية الراهنة وحساباتهما الإستراتيجية، يقود إلى التأكيد على أن تحسن محسوس في أسعار النفط في القريب العاجل وعودتها إلى مستويات فوق 40 دولارا لن يكون غدا.

 

* خبير طاقوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى