الجزائرالرئيسيةسلايدر

تصريحات شكيب خليل تُزلزل أويحيى وجماعته

حبيبي زكرياء

“صمت دهرا ونطق كُفرا”، هذا المثل ينطبق بحق على الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي” صديق شهاب، الذي تحامل بشكل هستيري وخطير على الدكتور شكيب خليل، يوم الأربعاء 3 يناير، على قناة “دزاير نيوز” مُتهما إياه بأنه “يعمل على وضع البلاد في أحضان القوى العظمى”، وأن “أغلب قرارات شكيب خليل لما كان وزيرا للطاقة والمناجم كانت غير صائبة”.

ولم يقدم شهاب صديق، أية أدلة على اتهاماته الموجهة وزير الطاقة والمناجم الاسبق، بل إن صديق شهاب الذي كال هذه الإتهامات لشكيب خليل، لم نسجل له أي انتقاد لشكيب خليل قبل انتقاد الأخير لسياسة حكومة أحمد أويحيى، وبخاصة فيما يتعلق بالتمويل غير التقليدي، الذي رأى شكيب خليل، أنه سيضاعف وتيرة التضخم، ويعصف بالقدرة الشرائية للطبقة الهشة.

ولا يعرف ما إذا كان صديق شهاب، في تصريحاته هذه يدافع عن أويحيى بصفته أمينا عاما للأرندي، أو بصفته وزيرا أول، على اعتبار أن شكيب خليل انتقد أداء حكومة أويحيى، ولم ينتقد الأمين العام للأرندي، وهذا الأمر يدفع للتساؤل بجدية عن سرّ خرجة شهاب هذه؟ لأنه كان من الأجدر أن يتكفل أويحيى بالرّد على شكيب خليل، لا أن يُحرك شهاب ويدفع به لمواجهة شكيب خليل، وبرأيي أن عجز أويحيى عن الرّد، جعله يلجأ إلى استعمال شهاب، برغم درايته أنه لن يقوى على مقارعة شكيب خليل، فهدف أويحيى الأساسي يكمن في تشويه صورة شكيب خليل بالحق أو بالباطل، وعلى لسان أحد أتباعه، الذي كبر شأنه بفعل اعتماد سياسة “الكوطة” في اختيار نواب البرلمان عندما وُلد حزب الأرندي سنة 1997 بـ”شلاغمه” أي بشواربه.

بالعودة إلى اتهام شهاب لشكيب خليل بأنه يعمل على وضع البلاد في أحضان القوى العظمى، يكفي أن نذكره بأن شكيب خليل وعلى منبر القناة نفسها أي “دزاير نيوز”، صرّح بأن “طريق الاستثمار في الجزائر لا يمرّ عبر باريس”، وما هو متعارف عليه عالميا، أن “فرنسا قوة عظمى”، وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي لست أدري ما ذا كان يقصد شهاب بـ”القوى العظمى”؟، وبرأيي أنه كان يعني كل الدول الأخرى التي تحاول مُنافسة فرنسا في السوق الجزائرية، ففرنسا وبفضل مُقاولة أبنائها من “الجزائريين” وحزبها في الجزائر، هيمنت في وقت مضى على كل مراكز القرار في الجزائر، وأصبحت تقريبا وصية عليها في كل معاملاتها الاقتصادية والمالية وغيرها، وهو ما جعل العديد من الدول تنفر من الاستثمار في الجزائر، إلى غاية وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، وتدميره لهياكل حزب فرنسا في الجزائر، الذي حاول بكل الطرق عرقلة البرنامج الإصلاحي للرئيس بوتفليقة، بل وشن حملات تشويه كبيرة ضدّه وضد أفراد عائلته وحتى رجالاته الذين كانوا ينفذون هذه الإصلاحات، وعلى رأسهم الدكتور شكيب خليل، الذي يُعد من خيرة الخبراء الدوليين في مجال الطاقة وعالم المال والأعمال.

خلاصة القول أن صديق شهاب ومن ورائه أحمد أويحيى، ومعهم الكثيرون من أحباب باريس، يعملون المستحيل اليوم، حتى لا تنجح الجزائر في تنويع اقتصادها، تحقيق اكتفائها الذاتي، حتى تبقى أبد الدهر تحت رحمة فرنسا، التي تُكرم خدمَها من الجزائريين في شتى مراكز المسؤولية، إما بمنحهم جنسيتها أو تمكينهم من بطاقة الإقامة بها، إضافة إلى ضمان ممتلكاتهم وأموالهم المُهربة من الجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى