أراء وتحاليلالجزائر

   تصور حول إصلاح المنظومة التربوية

د.محمد أرزقي فراد

المقصود بمفهوم “الإصلاح التربوي” هو التغيير من أجل التحسين، ويجب أن يرتكز على المحاور التالية:

  • البعد السياسي:أعني به الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والحداثة.
  • البعد المعرفي: يشمل العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية، والفكر النقدي العقلاني.
  • البعد التربوي: يتمثل في علوم التربية وعلم النفس، وهي علوم تهتم بالوسائل التربوية الكفيلة بإيصال المعرفة إلى عقول الناشئة بأدوات العصر، والنظر في البرامج والحجم الساعي اليومي والأسبوعي للدروس.

إن الحديث عن إصلاح المنظومة التربوية في غياب إصلاح المنظومة السياسية، هو أمر غير سليم لن يحقق الهدف المنشود. كما أن إصلاح المنظومة التربوية هو قضية المجتمع بكل أطيافه الثقافية والسياسية والاجتماعية. ويقتضي الإصلاح  تجاوز الصراع الإيديولوجي، قصد الوصول إلى “أرضية تربوية” تكون بمثابة عقد اجتماعيّ يحترمه الجميع. لذلك فمن الضروري أن يفتح نقاش واسع حول إصلاح المنظومة التربوية. وعليه ليس من المعقول أن تنفرد السلطة التنفيذية بقضية إصلاح المدرسة، لأن هذه المقاربة ستكرس وجهة نظر السلطة على حساب “توافق المجتمع” المطلوب في المجال التربوي.

وأرى أن “البعد السياسي” في الإصلاح التربوي له أهمية قصوى، لأنه يرسم معالم المجتمع الذي نرغب في بنائه، فتكريس الاستبداد في المنظومة التربوية ينجب “رعايا” تملأهم ذهنية القطيع على أساس ” أعتقد ولا تنتقد”. أما تكريس الديمقراطية في المنظومة التربوية فسينجب “مواطنين” يساهمون بفعالية في تسيير الشأن العام على قاعدة  “انتقد ثم اعتقد”.

هذا ولا أتصور إصلاحا تربويا دون تكريس فهم صحيح للإسلام، أو دون احترام الأديان الأخرى. كما لا أتصوّر إصلاحا تربويا معاديا لمكوّنات الشخصية الوطنية كالتاريخ والدين واللغة. ومن الخطأ أن نتصوّر إمكانية نقل “تجربة بلد” إلى بلد آخر بحذافيرها دون مراعاة الخصوصية الثقافية والشخصية الوطنية، وعليه أرى أنه من الضروري أن يرتكز الإصلاح التربوي على العناصر الأربعة التالية:

  • إعطاء الريادة للغة العربية في المنظومة التربوية.
  • تدريس الأمازيغية ثقافة ولغة.
  • رسم سياسة خاصة باللغات الأجنبية، باعتبارها أدوات ضرورية للحصول على المعارف والتكنولوجية.
  • إحلال التوازن بين العلوم التجريبية، والعلوم الإنسانية بكيفية تحقق التكامل بين المعارف المتنوّعة الضرورية لبناء شخصية المواطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى