تغيير تصورنا لذواتنا: معــــارك !
بقلم نور الدين بوكروح
ترجمة ساعي عايدة
لابد أن نتجنب الدخول في معارك، ومن باب أولى ألاّ نجر الآخرين إليها، عندما لا نعرف من نواجه، و لا السلاح الذي يجب إستعماله، و لا كم سيستغرق الأمر من وقت.لأن أيّ معركةً، على العموم،هي عدوٌّ معروفٌ، رهانٌ واضح، فرقٌ منتظمة و نتائجٌ متأملة. هي ليست خروج هرج مرج، مسيرةٌ هائمة في الميادين، خطبٌ لا تنتهي، أو سباقٌ مجنون نحو الولائم و الغنائم.
و بالرغم من هذا، فقد اقتحمنا معاركاً منذ عقدين من الزمن،منذ دخلنا “معركة الإنتاج و التسيير” دون أن نرى من سنواجه، و بأيّسلاح سنحارب، فنفوز في نهاية المطاف بها،وننتقل إلى فتوحات أخرى للاشتراكية.من المؤكد أن جرس المعركة دقّ، و أعاد الدق لآجال محددة، لكنّا لم نسمع الكثير من صدامات المعارك في ميدان الشرف، و لم نرى القتال العنيف و الاشتباك الشرس الذي سيخرج منه منتصرون، خاسرون و أسرى.
نحن نواصل على نفس المنهج، هناك من يسيّر بشكل سيء، من يسرق، من تقريبا لا ينتج أي شيء، من ينادي باليقظة…في حين أننّا في الخفاء، نصوب السلاح نحو أقدامنا و نطلق رصاصة لم تقتل لحسن (أو سوء) الحظ أحدا، حتى نحدّد أيٌّ من المسيّر، العامل أو النصوص القانونية هو من يجب أن نتهمه بالخيانة.
وإذا لم ينتج شيءٌ بعدُ عن هذه الحرب السخيفة، فأكيد لأننا لم نستوعب بعد أنها يجب أن تكون ضد عدو واحد هو ” ذواتنا”، و في ساحة أخرى هي ساحة : التسيب، الفساد، التسويق السياسيالكاذب، الامتيازات، المحاباة، الرداءة… لكن هي أيضا، ولنصارح أنفسنا، بسبب البترول، هذا الذهب الأسود الذي يقودنا إلى الضياع تحت إيقاع شعار ” نحو حياة أفضل …في الآخرة ! “.
جريدة “المجاهد”7 سبتمبر1981