أراء وتحاليل

ثنائية السلطة والمعارضة وكيف تحولت إلى أحادية؟؟

بقلم الكاتب:الصادق سلايمية
بقلم الكاتب:الصادق سلايمية

بقلم الكاتب الصحفي الصادق سلايمية

الرباعية المنطقية المحددة للأعلمية وغير الأعلمية

يعطي القرآن الكريم أكبر الأهمية للأعلمية لا سيما في الدين، أقصى مجالات العناية لأنها تتعلق بالجانب الروحي للإنسان وتلويث هذه الروح بالأجهلية يفضي إلى تتفيه الدين وتشويهه وتقديمه للآخرين ممسوخا منفرا لا يمكن أن يحقق رغبة الإنسان في التمسك بالكمال ولذلك لم يرد في كتاب الله أن نبيا أوحى الله إليه وكان قبل الوحي مشركا أو منحرفا لأن

تهيئة النبي وهو الذي يمثل الأعلمية بالدين في زمانه ينبغي أن لا يتصادم مع نفس تلوثت بالشرك والانحراف .

فكل الأنبياء قد هيئهم الله ليكونوا حملة دينه وهم كلهم من سلسلة واحدة (إن الله اصطفى آدما ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين *ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) هكذا بصريح العبارة يصرح الله أن الأنبياء مصطفون بعضهم من بعض بما يعني أن النبي صلى الله عليه وآله لا يمكن عقلا ولا شرعا أن يكون أبواه أو أحدهما مشركا لأن النبي يجب أن يترعرع في أرحام طاهرة ومن نطفة طاهرة والمشرك نجس كما ذكر القرآن الكريم ولا يليق بمقام النبوة أن تنحدر من الأنجاس فالنبي قد يكون له أولاد غير مسلمين مثل إبن نوح ولكنه لا يمكن أبدا أن ينتسب لأبوين غير مسلمين وما نقرأه في السنة من أن النبي محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد بكى عند قبر والديه وأنه استغفر لهما فلم يقبل الله منه ذلك هو إساءة إلى النبي وطعن في نبوته ذاتها فالنبي حاشاه أن يتقلب في أرحام نجسة قال تعالى *إنما المشركون نجس *

على ضوء هذا نفهم أن كمال الأعلمية في النبوة تسبقه كمالات النشأة ليكون مهيئا بعد ذلك لاستيعاب الوحي الأعلى من صاحب الكمال المطلق وهو الله .

1/ارتباط الكامل بالكامل:

على مستوى النبوة يرتبط النبي الكامل بالملاك الكامل وهو جبريل في مسألة الوحي وبالكامل ذاته وهو الله كما جرى في ليلة الإسراء والمعراج وإذا تعلق الأمر بخليفة النبي فيرتبط الكامل وهو الولي بالنبي الكامل ليفرغ ويصب فيه الكمالات التي هي فيه ولذلك نجد في تفاسير السنة نفسها فيما يتعلق بأية المباهلة (وأنفسنا وأنفسكم) أن النبي مثله علي بن أبي طالب في هذه الآية وترجمها النبي عمليا في المباهلة حتى يفهم الناس أن نفس النبي التي تحدثت عنها الآية الكريمة هي نفسها نفس علي بن أبي طالب بما يعني أن كمال النبوة في كمال الولاية ينطلق من قاعدة ارتباط الكامل بالكامل كون النبوة في مهمتها تعني التلقين وأما الإمامة والولاية بعد النبي فتعني بعد التلقين التدوين والتمكين وتمثله أعلمية كاملة حتى لا يشوب الدين تحريف وتزييف .

2/ارتباط الناقص بالكامل:

وهذا هو الأصل في أن يتعلم الجاهل من العالم وأن ترتبط الأمة بعد النبي بالكاملين من الأئمة الذين أورثهم الله الإحاطة بهذا الدين *وجعلنا في ذريته النبؤة والكتاب* وهذه الآية تتحدث عن ولدي إبراهيم إسماعيل وإسحاق حيث جعل فيهم الله النبوة وجعل فيهم الكتاب وهو الذي تتركه النبوة وحيا للولي أو الإمام وحديث العترة المروي في صحيح مسلم يتحدث عن هذا الأمر وهو أن العترة الطاهرة هي عدل الكتاب.

وبطبيعة الأمة التي تعتبر ناقصة بالقياس إلى أعلمية أوليائها فإنها من الواجب أن تقتدي بهم بعد الرسول فإذا لم تفعل فقد تصل إلى الأمر الثالث المذموم بل الخطير عليها وعلى الدين وهو

3/ارتباط الناقص بالناقص:

وهو ما ينبثق عنه الانحراف عن الدين بالكلية لأن الناقص دائما إلى نقصان ونحن نرى هذا لو نراجع تراثنا بناء على ارتباط الناقص بالناقص الذي كانت له حصة الأسد في المسلمين نجد من الأعاجيب والخرافات والضلالات مالا يقبله عقل ولا دين فمثلا في صحيح البخاري وبالضبط في باب بدء الوحي نجد روايات تقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد هم أن يلقي بنفسه من شواهق الجبال لما انقطع الوحي عنه أي القيام بعملية انتحارية والعياذ بالله وهذا من تركة ارتباط الناقص بالناقص الذي حشا كتبنا وتراثنا بمثل هذا النقصان ولو رحنا نأتي بنماذج من هذه الخزعبلات من كتب الأحاديث ومن تفاسير القوم لما كفانا المقام للحديث عن هذه الرباعية بالذات.

4/ارتباط الكامل بالناقص:

هذا ما أردته السقيفة للأسف الشديد حين راحوا يرغمون الكامل على مبايعة الناقص ويأتون بأكثر من أربعة آلاف عسكري فيطوقون بيته ويهددونه بالحرق إن لم يبايع وهذا أمر واضح وثابت في كتب التاريخ وحين نرغم الكامل على أن يقتدي بالناقص فمعناه أن يتخلى عن كماله وهذا محال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى