أراء وتحاليل

ثنائية السلطة والمعارضة وكيف تحولت إلى أحادية؟؟

بقلم الكاتب:الصادق سلايمية
بقلم الكاتب:الصادق سلايمية

تتمة الكلام عن التنصيب بالشورى المزعوم

قلت في آخر الحلقة السابقة لماذا لم يتهموا الخليفة الأول  بالهذيان والهجر كما اتهموا النبي صلى الله عليه وآله في ما يروونه في المصادر الصحيحة ومنها رزية الخميس بالبخاري الذي هو أصح كتاب بعد القرآن عند السنة؟وكيف يدعون الآن أنهم فريق للسنة والجماعة وهم لم يعملوا بالسنة النبوية سواء في وصية النبي التي رفضوها واتهموه بأن الوجع غلبه فقالوا حسبنا كتاب الله، ” وهي مقولة تدل على استغنائهم عن السنة بالزعم الذي يقول إن الكتاب وهو القرآن قد حوى كل شيء بين دفتيه،واتخذوا قرارا بمعاقبة كل من يتحدث عن تدوين السنة ودخل بعض الصحابة السجن لأجل هذا الغرض في الصدر الأول من الإسلام لأنهم جلسوا يحدثون ويروون عن النبي الكريم”أو بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله حيث لم تكن السنة ذات حضور تدويني إلا بعد حوالي قرنين من الزمان.

إذا كان النبي كما يقول فريق السنة الذي حارب السنة كما أوضحت أكثر من قرنين لم يوص  لأحد بولاية فكيف قبلوا بوصية الخليفة الأول بأن يستخلف عليهم عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عنه وقد قال له بعض الأنصار وحتى بعض القرشيين أتستخلف علينا فظا غليظا؟ فقال لهم إنني استخلفت عليكم خيركم ولا أدري كيف يكون الخير لا يعلم حتى بعض أبجديات الوضوء والتيمم في الدين كما يروون هم في صحاحهم حيث لم يكن يدري آية التيمم وأمر الذي استفتاه هل يصلي وهو جنب في غياب الماء ام لا فأمره بألا يصلي حتى يجد الماء فذكره أحد الصحابة كما سأوضحه في الرواية المعروضة بأنه خالف الشرع والسنة في هذا الباب راجعوا

صحيح البخاري، ج1 ص129 حديث رقم: 331: ”عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ. فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِى سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتَ فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا ». فَضَرَبَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَفَّيْهِ الأَرْضَ، وَنَفَخَ فِيهِمَا ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ“. وانظر كذلك: صحيح مسلم، ص184 حديث رقم: 706 / باب التيمم.

ولاحظوا يا أهل العلم البتر الواضح في رواية البخاري حيث تقول الرواية كما تشاهدون ان رجلا سأل الخليفة عن أنه جنب ويبتر البخاري “بذكاء عجيب” لصالح السلطة طبعا قول عمر الواضح لذاك الرجل لا تصلي وهو وارد في صحيح مسلم والبخاري لا يذكره ويذكر كلام عمار بن ياسر رضوان الله عنهما مباشرة لعمر رضوان الله تعالى عنه كيف كان هو جنبا فتذكر الآية الكريمة الدالة على التيمم ولكنه لم يشهد تفسيرها العملي كيف يتيمم عن طريق النبي فراح فتمرغ في التراب تطبيقا للآية “فتيمموا صعيدا طيبا”أما عمر فلم يصل أصلا لأنه لا يذكر الآية الكريمة مثلما لم يذكر الآيات الكثيرة الدالة على ان النبي سيتوفى فيروون عنه أنه شهر سيفه وقال من يقول بموت النبي فسأضرب رأسه بحد السيف حتى ذكره الخليفة الأول بقوله تعالى “إنك ميت وإنهم ميتون””وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل…”

وبيت القصيد في تبيان كل هذا هل أبوبكر رضوان الله تعالى عنه كان صادقا حقا ومتيقنا انه استخلف على الناس خير الصحابة أم ان امورا اخرى كانت تطبخ في الخفاء ورشحت هؤلاء ليفوزوا بالسلطة بعد الرسول دون ان يكون هناك نص ودون ان تكون هناك شورى بين المسلمين.

ثم أين هي الشورى في استخلاف رجل على المسلمين بوصية وهم يطعنون في ذلك الرجل نفسه فيروون انه كان يجهل آية التيمم في القرآن وان رجلا استفتاه في عدم وجود الماء وهو جنب هل يصلي فأمره بان لا يصلي حتى يجد الماء بعكس ما يأمر به القرآن الكريم؟؟

ثم إذا كان النبي لم يستخلف أحدا من بعده كما يقولون ويرون ذلك عين الصواب كيف يقبلون من الخليفة الأول عملا لم يفعله النبي وهم يروون ان كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد والحديث صحيح ؟

ثم هم يطعنون في نبي الاسلام دون شعور منهم حين يقولون ان الخليفة الأول كان حريصا على الأمة باستخلاف عمر عليها بما يفيد حسب قولهم ان النبي الذي يقولون انه لم يترك أي وصية لواحد من بعده يكون بهذا الترك بدون وصية ليس بالحريص على الأمة كحرص الخليفة الأول الذي أوصى من بعده لعمر فهل يستقيم هذا في اعتقاد المسلم والقرآن الكريم يقول”لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم”ومن يقرأ ما جاء بعد هذه الآية يفهم معنى التولي الذي حدث بعد وفاته صلى الله عليه وآله ويفهم من المعني بقوله تعالى” حسبي الله”؟؟

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى