أراء وتحاليل

داعش منتوج سقيفي بامتياز 1

بقلم:الصادق سلايمية

اسم داعش الحديث الذي يعني دولة الإسلام بالعراق والشام، يجب أن تختصر أيضا في هذه الكلمات الأربع وهي”ديكتاتورية الإسلام العربي الشعبوي” لأنها أصل لهذا الفكر المتوحش ومؤسس له منذ انقلب العرب على أعقابهم وأسسوا باسم الدين دولة لا تعترف بالآخر ولا تقيم أي وزن للمعارضين منذ السقيفة إلى اليوم عدا فترة علي بن أبي طالب سلام الله عليهم التي ثار عليها العرب بعد أن ألفوا الحكم العصبي القبلي الذي أرجعهم إلى ما قبل الإسلام حيث لا معارضة للحكم ولذلك لم يقلقهم شيء كقلقهم على ما شاهدوه في دولة علي من صور الحرية في المعارضة التي أباحها حتى للخوارج الذين قاتلوه ولأصحاب الجمل عندما هزمهم.

فتعال ندرس منتوج السقيفة  “داعش”الذي يعني بحروفه الأربعة ديكتاتورية إسلام عروبي شعبوي:

1- الديكتاتورية: أسسها العرب قبل الإسلام وحاولوا إدخالها في الإسلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله فكان رده لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أدع هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه أو كما قال صلى الله عليه وآله.

تلك الديكتاتورية المشيخية الممزوجة بالعنصرية أملت عليهم أن يشترطوا على النبي لكي يدخلوا في الإسلام أن يطرد صهيب الرومي وبلال الحبشي وعمار الفارسي فكان الرد الإلهي فاصلا ومحذرا”واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه …”وهاهم اليوم يعيدونها جذعة في محاولات إخراج الفرس من الإسلام بعد أن دخلوا فيه ووصفهم بالمجوس.

وقال الرسول صلى الله عليه وآله أنه ليس بمسلم من دعا إلى عصبية أو مات على عصبية، وفي حياته وهو يؤسس دولة الإسلام ترك الناس  من أهل الكتاب وما هم عليه ووضع دستور المدينة الذي أقر الحق في المعارضة والتدين فهل التزم به القوم بعد وفاة النبي؟

كلا، وأنا أقول هذا الكلام باسم التحدي أنه لا أحد يستطيع أن يقنع الغربيين حين يسألوننا عن تاريخنا الإسلامي لماذا انعدمت فيه المعارضة بل حوصرت وقوتلت وشوهت على الرغم من أن الإسلام في نصوص القرآن قد أباح المعارضة حتى للشيطان.

لا أحد بإمكانه أن يعرض على الغربيين صفحة ناصعة البياض في مجال المعارضة وتبوئها من التاريخ مساحة محترمة في التعبير عن نفسها دون مضايقات.

بل إن الذي أباح هذه المساحة للخوارج وهو الخليفة الرابع علي سلام الله عليه حيث قال لهم أن علينا أن لا نمنعكم مساجدنا ولا نحرمكم فيئكم ثاروا عليه وحورب من ثلاث جهات وجبهات”النهروان ،الجمل،صفين”

وحين قضوا على هذا الحلم المتمثل في الحق في المعارضة السلمية صنعوا إسلاما على مقاسهم وهذا هو الكلمة الثانية من هذه الرباعية الداعشية.

2- إسلام “نعم إسلام ألغوا منه باب العقل في كل المنظومة الحديثية التي كتبوها باسم الحديث النبوي بعد 250 سنة من وفاة الرسول وباسم التحدي أيضا أتحدى من يأتيني بباب العقل في أي كتاب من كتب الحديث 6عندنا والأمة حين نلغي منها عقولها ماذا سنترك لها؟ نترك لها غرائزها التي تحولها باسم دين بلا عقل إلى وحوش ضارية تمتص الدماء وتتلذذ به واذكر أن واحدا من هؤلاء يدرس في قناة فراح يتغنى بشرب دماء الكفار على لسان قائد إسلامي ويعتبر ذلك من الإسلام.

هل يقبل الغربي الذي منطق كل شيء بقولنا إننا قوم نتعطش إلى دماء الكفار ولا يرتاح لنا بال ولا يقر لنا قرار إلا بشرب الدماء؟ أليس الدم في حد ذاته نجاسة؟ لماذا نكرر هذه المقولة التي قالها أحد قواد الجيوش الإسلامية وهو يجابه الصليبيين في معركة من المعارك ولا ندري هل قالها حقا أم افتروها عليه وكأننا حين نقولها قد برهنا على رجولة ليست في الآخرين وعلى معقولية ومنطقية هذا الدين؟

العكس تماما فحين نقولها نخالف القرآن الكريم الذي أمرنا ان نحسن إلى الناس وندعوهم بالتي هي أحسن عن علمية ووعي فالكافر لا يجب أن يقول لا إله إلا الله تحت بريق السيف بل يجب أن يقولها تحت بريق المنطق المعقول والفكر المقبول “فاعلم انه لا إله إلا الله” وكلمة اعلم الآمرة تعني تعلم وافهم وقس وتفكر وتدبر وقدر وفسر حتى تصل إلى النتيجة الباهرة التي تجعلك تخر ساجدا لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى