أراء وتحاليل

داعش منتوج سقيفي بامتياز2

ثنائية السلطة والمعارضة وكيف تحولت إلى أحادية؟؟

بقلم:الصادق سلايمية

كيف نقنع الغربي بعالمية هذا الدين ونحن نعرض عليه إسلاما لا معارضة فيه ولا حق فيه للمعارض أن يمتنع عن بيعة شيخ أو خليفة آو إمام؟

لنتذكر كلنا الإمام المودودي رحمه الله حين تطرق إلى هذا الأمر فألف كتابه الخلافة والملك ثارت ثائرة الجماهير التي وراءها الفقهاء المتزمتون وأشباه العلماء الجامدين ،وقد هموا بإحراق جثمانه الطاهر رحمه الله يوم موته فاضطرت عائلته إلى دفنه في بيته خوفا على جسده لو دفنوه في المقبرة أن يحرقوه…

وقبل الإمام المودودي رحمه الله وهو أمير الإخوان في باكستان لقي الإمام الطبري المصير نفسه لأنه طعن في عدالة وقداسة الكثير من  الجيل الأول كما صورهم لنا في تاريخه بأنهم بشر ككل البشر وليسوا ملائكة كما صورهم فقهاء البلاط ،يطمع أحدهم في زوجة مسلم لجمالها فيقتله باسم حروب الردة وهو يقول له لست مرتدا ويردد أمامه الشهادتين فيقول له لا ،أقتلك ثم يقطع رأسه ويجعله ثالثة الأثافي ويوقد النار ويضع عليها القدر ويبيت تلك الليلة مع تلك الأرملة وهي تصرخ وهو يستمتع بها كأن شيئا لم يحدث،ويروي لنا عن فلان وعلان وكل هؤلاء كانوا لدى العامة عبارة عن ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين فكيف يتجرأ على رواية ما فعلوه والواجب عليه أن يدلس على الناس كما فعل سابقوه.

3العربي:بعد إلغاء العقل من المنظومة الحديثية ألغوا أيضا العدل وباسم التحدي أيضا أتحدى من يأتيني بباب العدل في منظومة أحاديثنا وكل الأبواب موجودة في كتب الحديث من باب الغسل والوضوء والجنابة إلى باب النكاح والطلاق وما إليهما إلا هذين البابين العقل والعدل فقد ألغتهما المملكة العربية التي حكمت باسم الإسلام وسماها الرسول الملك العضوض أي الذي يعض الناس بناب الجور والظلم والاستبداد والاستعباد والقهر والحيف وكل الصفات المرذولة التي تنبثق عن غياب العدل في الإسلام والذي مثلته حكومة العرب ولا تزال تمثله بامتياز.والمملكة العربية التي تتسمى بهذا الاسم اليوم هي من تشرف على تصدير الفكر الداعشي وهو على شقين سأشرحه بعد هذه الحلقة بالتفصيل

4-الشعبوي:تصور أخي بعد إنهاء دور العقل بل إلغاءه وبعد تغييب العدالة لا بد من إيجاد شعبوية تناصر هذا المسلك المرذول وهذه الشعبوية عبارة عن قطيع يبعبع للعلف ويبكي حين يسمع كلمة السلف ويذبح أخاه المسلم من الوريد إلى الوريد بمجرد أنه لم يبايع إمامه إن صح أن يتسمى باسم إمام ووقفت الدولة الأموية تؤسس لهذا الفكر الداعشي وترسي قواعده المتينة عبر منظومة الفقه والتفسير والأحاديث ووراء هذا أولئك الذين يتسمون باسم العلماء والفقهاء.

هذه هي القاعدة الخلفية للفكرة بل للعقيدة الداعشية ومن سار عليها فهو بطبيعته داعشي وإن تظاهر بخلاف ذلك وما أكثر الدواعش في عالمنا الإسلامي اليوم فهم ليسوا بالعراق والشام بل في الأحزاب والجمعيات والحكومات والمعارضات بل حتى على صفحات الجرائد بالذات فضلا عن الجامعات وأخشى ما نخشاه أن تكون آلاف المساجد قد ساهمت فيه وتساهم اليوم وغدا باسم هذا الدين الذي لا عقل ولا عدالة فيه.

هذا الدين هو دينهم هم وليس دين الإسلام الذي هو رحمة للعالمين ولا يطلب منك حين تسلم إلا إذا كنت ذا عقل نفاذ متوقد”فاعلم أنه لا إله إلا الله”ومن أين يعلم هؤلاء إذا هم ألغوا العقول والعدالة وقالوا بأن الشيوخ هم وحدهم فقط العقلاء والعدول؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى