إبراهيم لعمري
حمّل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الجزائر مسؤولية غلق الحدود مع المغرب، معتبرا أنّ المغاربة يتوقون لفتحها، في إشارة منه إلى رفض الجزائر، معززا وجهة نظره الاستعمارية، داعيا المغرب والجزائر إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إيجاد حل مناسب لقضية الصحراء الغربية واصفا المقترح المغربي للحكم الذاتي بـالصادق والجاد.
قال ساركوزي في افتتاح الدورة الرابعة لمنتدى كرانس مونتانا الذي يجرى هذه السنة بمدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، في خرق واضح من طرف المغرب للقوانين والمعاهدات الدولية التي تمنع تنظيم مثل هذه الملتقيات في مناطق متنازع عليها، إنه يمكن أن نؤسس لسوق واحدة على مستوى البلدان المغاربية والمشرقي، ومنذ 25 سنة -مع الأسف- الحدود مغلقة بين المغرب والجزائر، وهذه مشكلة كبيرة .
وأضاف ساركوزي، ان الكل يتوق إلى فتح هذه الحدود، لكن علينا أن نشتغل جميعا، كما يقول المثل المعروف القوة في العمل المشترك وبالتالي رؤية البلدان المغاربية هي أن نصل إلى بناء سوق مشتركة تسهل انتقال السلع والخدمات والأفراد على نطاق واسع مثل ما فعلنا نحن في أوروبا، في إشارة إلى رفض الجزائر لفتح الحدود .وفي حديثه عن الصحراء الغربية، قال ساركوزي إن على الجميع الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إيجاد حل مناسب لقضية الصحراء، واصفا المقترح المغربي للحكم الذاتي بـالصادق والجاد وأوضح ان مصير المنطقة مرتبط، وليس هناك ما هو أهم بالنسبة لـ 500 مليون أوروبي من إعطاء الأولوية المطلقة للمستقبل الاقتصادي لمليارين من الأفارقة، نصفهم ستكون أعمارهم أقل من 20 سنة، ودعا -في هذا الصدد- الأوروبيين إلى وضع خطة مارشال حقيقية للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، مشددا على ضرورة إيجاد سبل لمساعدة القارة الإفريقية لتطوير بنيتها التحتية بغية تنمية اقتصادها، معتبرا إياه التحدي الرئيس والاستراتيجي لإفريقيا.
واعتبر الرئيس الفرنسي الأسبق أن هناك تحديا آخر يجب على المجتمع الدولي رفعه على وجه السرعة، وهو التحدي الديمغرافي غير المسبوق ولا تعتبر هذه التصريحات المرة الأولى التي يتهم فيها ساركوزي الجزائر بـتعطيل عجلة التنمية المغاربية، حيث وجه الرئيس السابق في حديثه أمام جمع من السفراء المعتمدين في دولة الإمارات العربية المتحدة ورجال أعمال سهامه ككل مرة نحو الجزائر، متهما إياها بتعطيل التنمية في المنطقة المغاربية بغلقها الحدود مع المغرب، متأسفا على إغلاق الحدود المغربية الجزائرية لما يزيد عن 22 سنة.
ونسى ان يذكر الرئيس الفرنسي السابق مسؤوليته في الدمار والخراب الذي لحق بليبيا الى اليوم باعتراف الساسة الفرنسيين ليس الا لتحقيق أهدافه الشخصية وسوء تفاهم بينه وبين الزعيم الليبي السابق أمعمر القذافي.