اتصالالجزائرالرئيسيةحواراتسلايدر

عبد الكريم عبادة: “ولد عباس تمت إقالته لعبثه وإساءته للرئيس ومؤسسات الجمهورية”

حوار: عبد الوهاب بوكروح

أكد القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة في حوار مع “الجزائر اليوم”، أن إقالة الأمين العام للحزب، جاءت على خلفية تجاوزه لجميع الخطوط الحمراء من إساءة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومؤسسات الجمهورية وتكرار أخطاءه وعبثه بالحزب.

وقال عبادة، إن إنقاذ الحزب اقرب وقت يجمع كل أبناء الحزب الصادقين من خيرة المناضلين يتم تكليفهم بتحضير مؤتمر جامع حقيقي وليس مؤتمر على المقاس.

 

ماهو تعليقكم على القرار المفاجئ لاستقالة الأمين العام للحزب جمال ولد عباس؟

يجب التأكيد على أن الأمر يتعلق بقرار إقالة وليس استقالة، وهذا لأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء منذ تعيينه على رأس الأمانة العامة للحزب، حيث تكررت أخطائه وعبثه بالحزب وبمؤسسات الحزب والدولة والمؤسسات بتصرفاته وحماقاته وبخرجاته وإساءاته وادعاءاته واتهاماته للناس، وأخطائه الكثيرة.

هذا الشخص يفترض محاكمته بعد مثوله أمام لجنة الانضباط على ما اقترفه من أدى وشر في حق الحزب والبلاد والمؤسسات والوطن وفي حق التاريخ والشهداء وكل شيء، ثم أن عملية العبث كانت ممنهجة من طرف المدعو الأمين العام لجبهة التحرير الوطني.

 

تقولون أن جمال ولد عباس، أساء للجميع، ولكنه كان دائما يدعي التحديث باسم رئيس الحزب ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة؟

أول الذين أساء لهم هذا المدعو الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، هو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بحماقاته وادعاءاته وتملقه الزائد عن اللزوم والذي لا يمت للأعراف بصلة.

لا يعقل أن تتحدث عن الرئيس في كل مناسبة، والزج به في كل المواقف، وهذه أخطاء أساءت للرئيس وللبلاد.

 

الآن بصفتكم من القيادات البارزة في الحزب، ماهي الحلول التي ترونها مناسبة لإنقاذ الحزب من الانهيار بعد الذي تعرض له منذ المؤتمر العاشر؟

الذي نراه نحن، أن الحزب يعيش أزمة خطيرة للغاية، والحزب متضرر جدا، بل يمكن القول أن حزب جبهة التحرير الوطني أصبح مثل الجسم الذي أنهكته الأمراض، ولا يمكن إصلاحه أو شفاءه إلا من خلال عملية جراحية يجريها خبراء مقتدرين أصحاب كفاءة عالية في تحضير مؤتمر طارئ في اقرب وقت يجمع كل أبناء الحزب الصادقين من خيرة المناضلين يتم تكليفهم بتحضير مؤتمر جامع حقيقي وليس مؤتمر على المقاس، وهذا لإنقاذ الحزب ومعالجة الأزمة التي يمر بها منذ المؤتمر العاشر.

اليوم يمكنني القول أن حزب جبهة التحرير الوطني في غرفة الإنعاش.

 

ولكن هناك من يقول أن الوقت لا يكفي لتنظيم مؤتمر ونحن على بعد أشهر قليلة جدا من موعد الانتخابات الرئاسية 2019، علما أن كل مؤسسات الحزب كانت معطلة لسنوات؟

الحزب في إفلاس كلي منذ المؤتمر العاشر، الحزب أصيب بنكسة كبيرة وتضرر، وفقد خيرة مناضليه الذين تم تنفيرهم من الحزب بممارسات لا تمت للعمل الحزبي وأخلاق جبهة التحرير الوطني بصلة، وإقصاء العديد من الإطارات والكفاءات مما تسبب في فقدان أمل جماعي لدى خيرة أبناء الحزب، كما تم تشويه صورة الحزب وأصبح الشعب ينظر إليه بنظرة سيئة من خلال تكريس عادات سيئة لا أخلاقية مثل الرشوة وشراء الذمم وغيره، كل هذه الأسباب جعلت من الجرح عميق جدا يستوجب تدخلا عاجلا لإنقاذ الحزب بمؤتمر جامع حقيقي وعملية جراحية قيصرية يقوم بها خبراء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة يحضرون لمؤتمر في اقرب وقت على أن يكون التحضير من قيادة جماعية.

 

هناك حديث عن تكليف رئيس المجلس الشعبي الوطن معاذ بوشارب بتسيير مؤقت للحزب؟

أنا لا علم لي بهذه المعطيات، وحتى وإن كان رئيس المجلس الشعبي الوطني هو شاب مقتدر، ولكن الطريقة التي يأتي بها لا تخدمه، لأنه لوحده لا يستطيع، لأن الأمر ليس بالأمر الهين نظرا للظرف الذي يمر به الحزب الذي تعرض لضربات قوية في الفترة السابقة، وأي شخص يتم تعيينه يحتاج إلى دعم كبير من أبناء الحزب والمناضلين الحقيقيين الذين يعرفون الحزب ولهم نية بناءه، وليس من طرف الدخلاء الذين يبحثون عن الاستفادة الشخصية. وفي هذه الحالة يمكن إنقاذ الحزب في اقرب وقت ممكن من خلال مؤتمر سيد يعيد الحزب إلى مكانته، هذا ليس سهلا ولكن ليس مستحيل في حال اهتدينا إلى أحسن صيغة بإشراك الرجال المخلصين.

 

لكن الذي شاهدناه في السنوات الأخيرة هو شبه استقالة من الجميع وخاصة من أعضاء اللجنة المركزية التي أصبحت لا تملك حتى القدرة على الاعتراض على قرارات الأمين العام؟  

المناضلين الشرفاء موجودين ولكن تم تغييبهم، ولكن عليهم التجند ووضع أرضية وتوفير مناخ مناسب للعمل والمشاركة، ولكن ليس المشاركة من البيت.

بالنسبة لحديثكم عن أعضاء اللجنة المركزية، أنا أقول لك انه لا وجود للجنة المركزية تقريبا منذ المؤتمر العاشر، القلة القليلة فقط من بقي على العهد.

لو كان هناك لجنة مركزية حقيقية لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم في الحزب. أين كان هؤلاء لما كان ذلك الشخص يعبث بالحزب ويسيء إليه والى البلاد والى الرئيس والى رسالة الشهداء، لماذا لم يتحدث هؤلاء، من منعهم عن توقيفه (يقصد جمال ولد عباس) عند حدثه، ولكن الحقيقة أن اغلبهم مكلفين أتى بهم المؤتمر العاشر الذي كان عبارة عن مهرجان أسس للعبث الذي نعيشه منذ ذلك التاريخ.

الذين تم تكليفهم منذ المؤتمر العاشر داخل اللجنة المركزية لا نعرف حتى أسمائهم أو القائمة الكاملة لهم، لا نعرف أيضا ما إذا كان عددهم 250 أو 500 عضو على الرغم من أن الأعضاء يحددهم القانون الأساسي. وأيضا نفس الشيء بالنسبة للمكتب السياسي الذي تحول إلى مجرد “قداشين” (خدم) يتحركون بأوامر، ليس لهم لا رأي ولا موقف ولا مهام، اليوم لا  توجد قيادة، هناك فراغ تم خلقه، نترك شخص لوحده يعبث كما يريد وفق قاعدة “لا أريكم إلا ما أرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى