عمارة بن يونس يدافع عن مافيا الحاويات؟!
وليد أشرف
رافع ريس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس الاثنين 17 ابريل، من البويرة لصالح اقتصاد البازار والحاويات، ودفاع بشراسة عن مافيا الحاويات، قائلا إنه لا يحق للدولة أن تتدخل في تنظيم التجارة الخارجية وحماية المواطنين الجزائريين وحماية السوق الوطنية التي تحولت غلى اكبر مزبلة للمواد المقلدة والمغشوشة والسلع رخيصة الثمن في شمال إفريقيا.
وذكر بن يونس الشعب الجزائري بأنه لما كان على رأس وزارة التجارة “كان سعر الموز 90 دينار، والبطاطا بـ30 دج والتفاح بـ60 دج”.
الغريب من هذا العمارة بن يونس، أنه لما كان وزيرا للتجارة ولما سأل في عدة مناسبات من وسائل الإعلام عن نقص بعض المحاصيل، كان جوابه كغيره من وزراء الفشل في الحكومات الجزائرية المتعاقبة، كان جوابه أن مسؤولية الإنتاج تقع على عاتق وزارة الزارعة، ولكنه اليوم لما أصبح خارج الحكومة بات ينسب إلى ذاته أفضالا لم يكن هو صانعها على غرار سعر الموز أو سعر البطاطا وغيرها.
كان من الممكن أن نرفع القبعة لعمارة بن يونس، لو أنه كان منتجا للبطاطا، وحقق حلولا ناجعة لنقص هذه المادة الإستراتيجية، ونقل البلاد من الاستيراد إلى التصدير، وكنا سنرفعه عاليا فوق الرؤوس والأكتاف، لو أنه حرك ساكنا أمام المافيا التي تتحكم في بذور البطاطا وترفض السماح للشعب الجزائري بتحقيق استقلاله الغذائي، وبل وكان من الممكن أن نقدر له عاليا جهده في فتح ملف الفساد الذي ينخر الديوان القومي للحبوب(OAIC) الذي يحتكر استيراد قوت الجزائريين ليس لمصلحة الشعب الجزائري بل يحتكر ذلك لمصلحة لوبيات صهيونية تقيم في باريس، كنا يومها سنقول له “برافو يا بطل يا مغوار” أما اليوم والقوم في حملة انتخابية.. فالكلام بالمجان لأنه لا حسيب ولا رقيب.
من الاحسن لبن يونس أن يذكر لنا مثلا، أنه فتح تحقيقا حول الأسعار الحقيقية للمواد المستوردة في دول المنشأ ويقول لنا أنه اكتشف مثلا ان بعض الشركات تقوم بفوترة السلع بزيادة بـ300%، وأن وكلاء السيارات بدون استثناء، كل العلامات تقوم بالغش في سعر السيارات المستوردة، وأنها تحقق ارباحا في الخارج تعادل الارباح التي تحققها في الجزائر، والتي لا تعلن عنها في اغلب الاحيان، أو تقوم بالاعلان عن الحد الادني، كما كنا سنطير من الفرح لو أننا راينا عمارة بن يونس يقوم بمنع مخبر صيدلاني واحد من إدخال أدوية إلى الجزائر توشك على نهاية الصلاحية وتربح ملايير الدولارات على ظهر المريض الجزائري والخزينة العمومية وصناديق الضمان الاجتماعي، ولأننا نعلم أن واحدة من هذه الحسنات السابق ذكرها ليست من صنع بن يونس، فحري بمن بيته من زجاج أن لا يلقي الناس بالحجارة.
بن يونس، وهو المناضل السابق في التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والمدافع عن الديمقراطية والاقتصاد الليبرالي، لم يتأخر في الدفاع عن مافيا الحاويات التي تجتهد في إستنزاف احتياطات الصرف الجزائرية ليسهل لها بعد ذلك تركيع الجزائر واستعمارها من جديد بعدما تعود طائعة صاغرة لطلب قروض من صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية العالمية لتوفير مستحقات شراء السميد والزيت.
بن يونس أعلنها صراحة، بأنه مع الليبرالية المتوحشة، ورافع لصالح اقتصاد السوق المتوحش، وعدم تدخل الدولة إطلاقا في الاقتصاد، وإلا في أي خانة يوضع كلام الرجل وهو يقول: “عندما كنت وزيرا للتجارة كانت البطاطا بـ 30 دينار والتفاح 60 دينار والموز 90 دينار، لكن لما تدخلت الإدارة في السوق وشرعت في إصدار رخص استيراد هذه المواد ارتفعت أسعارها إلى مستويات جنونية”، هل يريد بن يونس حماية عصابات تهريب العملة وتخريب الاقتصاد الوطني وترك الجزائريين في مواجهة مصيرهم بعد جفاف احتياطات الصرف؟ هل يعلم بن يونس أن دول أوروبية بعينها ودولا في الغرب عموما تقوم بعملية منظمة لامتصاص كامل الدولارات التي دخلت إلى الجزائر، من أجل توريطها كبقية دول المنطقة، بعدما نجح الرئيس بوتفليقة من دفع المديونية بشكل مسبق، وتمكن من الإفلات من المصيدة التي كانت منصوبة للجزائر؟
كان حري بعمارة بن يونس ورؤساء الأحزاب الجزائرية المشاركة في الحملة الانتخابية أن تقول للمواطنين الحقيقة، أما أن تمنيها بخطاب شعبوي ضحل، فهذا لن ينتج سوى المزيد من التخلف والتقهقر..فعلا عندما نسمع هذا النوع من الخطاب نعرف لماذا بقيت الجزائر متخلفة، ونعرف لماذا بقينا نجتر الفشل لعقود طويلة.