أراء وتحاليل

فاطمة وفدك والهجوم على بيتها

ثنائية السلطة والمعارضة وكيف تحولت إلى أحادية؟؟

بقلم:الصادق سلايمية

نحن نمر بذكرى التحاق فاطمة سلام الله عليها بالرفيق الأعلى وكيف أرغمت الظروف بعلها عليا سلام الله عليه وهو أسد الله وأسد رسوله على أن يدفنها ليلا وهي من أوصته بذلك وسواء ماتت مقتولة جراء الرفس والضرب الذي تعرضت له كما تقول الكثير من المصادر التاريخية أو ماتت موتة عادية فإن ما لحقها بعد أبيها قد عبرت هي عنه أبلغ تعبير وهو ملخص في هذا البيت

صُبتْ علي مصائب لو أنها*** صُبت على الأيام صرن لياليا

والغريب أن الإخوة السنة الذين يعيبون على الوهابية النصب والعداء لآل البيت عليهم السلام هم أنفسهم لا يتعرضون في خطبهم ودروسهم إلى ذكرى من ذكريات آل البيت في الأفراح كانت أو في الأتراح وكل عام هم يحتفلون بنجاة اليهود من فرعون ويتقاسمون معهم في ما يزعمون صيام يوم عاشوراء وهو يوم اختلقته السلطة الظالمة باسم الإسلام للتغطية على جريمتها في قتل ابن فاطمة الزهراء الحسين سلام الله عليهما فلا اليهود يصومون هذا اليوم ولا هم يحسبون بالقمري فيصومون مع المسلمين، ومع هذا الكذب المكشوف تجند الأمة الإسلامية كل عام منابرها فتضج المساجد بالحديث عن عاشوراء وتمر ذكرى قتل الحسين بتلك الطريقة البشعة وقتل أمه وقتل أبيه وقتل أخيه الحسن مسموما ..تمر مرور الكرام لا يلتفت إليها احد وان رحت تذكر بها القوم قالوا لك انك شيعي خبيث ضاربين بعرض الحائط وصية نبيهم لهم في آل بيته واوصيكم الله في آل بيتي أوصيكم الله في آل بيتي ..

جاءت فاطمة سلام الله عليها إلى السلطة التي قامت دون شورى ودون نص كما برهنت تاريخيا ومنطقيا على ذلك في ما سلف من حلقات…جاءت تطلب حقها في فدك فاختلقت لها السلطة كذبة راوغتها بها وهي لم تزل منطلية على أمخاخ إخواننا إلى اليوم وهي :نحن معشر الأنبياء لا نورث وما تركناه فهو صدقة ؟؟وردت فاطمة سلام الله عليها على هذا الإدعاء بمنطق القرآن فقالت له كيف ترث أنت أباك وأنا لا أرث أبي؟ وفندت دعوى الأنبياء أنهم لم يورثوا بتلاوة قوله تعالى”وورث سليمان داوود” وهي وراثة النبوة والملك كما هو واضح وكان الأجدر بالسلطة أن لا تتجاوز القرآن الكريم وان تكون واقفة عند النص ولكن الذين أشربوا في قلوبهم نبذ القرآن وراء الظهور لم يبالوا بما استشهدت به من قرآن فاختارت فاطمة طريقة أخرى وهي أن فدك هبة لها وهبها لها أبوها في حياتها والهبة هي تمليك ولا تدخل في الإرث فقال لها هات الشهود ولم يكن لها من شاهد إلا بعلها وخادمتها فرد شهادتها باعتبار أن تكتمل الشهادة بامرأة أخرى لأن شهادة امرأتين تعدلان شهادة رجل وشهادة بعلها وتلك المرأة تنقصها امرأة أخرى وتجرعت فاطم غصة الظلم وبرهنت تلك السلطة على تناقض فظيع في المعاملة لبنت النبي سلام الله عليه لأنه إذا اعتبرنا أن النبي لا تورثه ابنته وهي الوارث الوحيد له فكيف نستسيغ أن ترثه إحدى زوجاته فهل الزوج اقرب إلى النبي من البنت ؟؟ومن هي هذه الزوج؟؟ إنها بنت الخليفة نفسه الذي منع فاطمة سلام الله عليها من هبتها وارثها وهي عائشة التي ورثت حجرة النبي بدون وجه حق وبدون أي نص وبدون أن يعترض عليها احد وماذا فعلت بالحجرة؟دفنت فيها أباها الذي منع فاطمة من حقها في الإرث ..دفنته إلى جنب الرسول بدون وصية وبدون إذن ثم استأذنها الخليفة الثاني لما طعنوه في أن يدفن إلى جوار صاحبه فأذنت له ليتبين واضحا أن هذا الفعل هو تعبير عن سياسة الكيل بمكيالين التي نرددها عن الحكومات الجائرة اليوم.

يتبع..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى