اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

فضيحة من العيار الثقيل: سيدي السعيد قاد اتصالات سرية مع الفرنسيين لشراء مصنع لتكرير المواد الكيمياوية بفرنسا

عبد اللطيف بلقايم 

  • من كلفه بها وماذا كان موقعه ولصالح اية جهة؟

تكشف وثائق بحوزة “الجزائر اليوم” أن عبد المجيد سيدي السعيد، أمين عام المركزية النقابية، فاوض فرنسيين سرا بين 2015 و2016 حول مصنع لتكرير المواد الكيميائية معروض للبيع، في منطقة بوش دو رون بفرنسا. وهو مصنع تدهورت وحداته الإنتاجية بشكل كبير جراء موجات برد اجتاحت فرنسا.

المصنع لم تجد له فرنسا من يشتريه منذ 31 ديسمبر 2013، بعد ان بيع لشركة “ليونال دوبازل” بـ 700 مليون دولار، حيث كان له طاقة تكرير 4 ملايين طن من البترول عندما كانت كل أقسامه تشتغل. ما يطرح تساؤلات عدة مجددا حول قوة ارتباط هذا سيدي السعيد بأوساط رجال المال والأعمال باسم نقابة عمالية، يفترض من حيث المبدأ بالنسبة لها أن تكون شبهة تستوجب التحقيق من طرف أعلى مصالح السلطة السياسية والأمنية في البلاد.

في ديسمبر 2015 راسل كارلوس موريرا رئيس كنفدرالية العمال الفرنسية الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين ليُبلغه بأن نقابته التي كانت مكلفة ببيع المصنع على استعداد تام لاستقبال الوفد الذي يقوده سيدي السعيد حسب الوثيقة رقم 1 حيث كان في الوفد بالإضافة إلى سيدي السعيد سيد علي بلجردي الأمين العام السابق لفدرالية عمال البترول وعضوين آخرين من سوناطراك. فما الذي يدعو ليكون عبد المجيد سيدي السعيد ضمن وفد مفاوض لشراء مصنع في فرنسا، ومن كلفه بالمهمة؟ في الوثيقة الثانية المؤرخة يوم 14 جانفي 2016 تحت الرقم fntpg.sg..004.15 يراسل سيد علي بلجردي أمين عام فدرالية عمال المحروقات أنذاك الرئيس المدير العام لسوناطراك يبلغه فيها حسب موضوع المراسلة ” مهمة الاستطلاع الخاصة بمصنع ليونال دوبازل”، يبلغه أنها مهمة مؤجلة إلى 22 جانفي 2016، مبرقا أيضا لرئيس كنفدرالية العمال الفرنسية في التاريخ نفسه بتأجيل المهمة ، موضحا له أن عليه ” حجز غرف الفندق للوفد ما بين 22 و26 جانفي” كما تبينه الوثيقة رقم 3.

المصنع الذي أنشأته شركة شال الفرنسية سنة 1931 كان قد تضرر بشكل كبير في أقسام المضخات والضغط العالي بعد موجة برد شديدة اجتاحت فرنسا، وتوقف عن العمل بشكل تام، بحثت له الحكومة الفرنسية منذ نهاية 2012 عن مشتر، لكنها فشلت، ليربط كارلوس موريرا الاتصالات مع المركزية النقابية لتكون مفاوضا على الشراء. وهي السنة ما قبل الأخيرة للبحبوحة المالية الجزائرية التي أرادت فرنسا أن تستغلها لإلصاق صفقة خاسرة مسبقا، كون الجزائر كانت على شفة حفرة لشراء مصنع لا تملك تكنولوجية إعادة إحياء أقسامه المتدهورة كما كتبت الصحافة الفرنسية.

مصالح الأمن تتدخل تقول مصادرنا أن صالح خبري وزير الطاقة أنذاك عارض هذه الفكرة بقوة ووقف في وجه محاولة سيدي السعيد اقناع جهات في السلطة لإبرام الصفقة، وقد بدأت الألسن ما بين 2014 و 2015 تسر لمصالح الأمن بخطورة الملف التي كان قاب قوسين أو أدنى من التسوية مع الفرنسيين إلا أن قدرة مجهولة تدخلت لإيقاف الصفقة كما أكده سيد علي بلجردي أمين عام فدرالية عمال المحروقات . إذن ارتباط سيدي السعيد بأوساط المال والأعمال ليس جديدا ووليد لحظة تضامنه مع علي حداد رئيس منتدى رجال الاعمال، بل هو ارتباط قديم للغاية، وارتباطه بأوساط المال والأعمال العالمية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى