بين الفكر والسياسة

فكــر مــالــك بــن نبــي: 19) الأعمال غير المنشورة

بقلم نورالدين بوكروح                                                                                                                         

ترجمة عبد الحميد بن حسان   

إذا كان عليْنا تصنيفُ أعمالِ مالك بن نبي، وهي عشرون عنواناً، حسْب الأنماط الكتابيَّة، فإنَّنا نجدها كالآتي:

ـ كتاب في التفسير ، ويتمثَّل في “الظاهرة القرآنية”، سنة 1947.

ـ رواية تحت عنوان “لبَّيْك”، سنة 1948.

ـ ثماني (08) دراسات تُمَثِّلُ عِمادَ فكره، وهي: 1) “شروط النهضة”، سنة 1949. 2) “وجهة العالم  الإسلامي”، سنة 1954. 3) “النزعة الأفروآسيوية”، سنة 1956. 4) “مشكلة الثقافة”، سنة 1959. 5) “الصِّراع الفكريّ”، سنة 1960. 6) “ميلاد مجتمع”، سنة 1962. 7) “مشكلة الأفكار”، سنة 1971. 8) “المسلم في عالم الاقتصاد”، سنة 1972.

ـ خمس (05) دراسات موجزة (monographies)، وهي: 1) “النجدة للجزائر”، سنة 1957. 2) “فكرة كومنويلث إسلاميّ”، سنة 1960. 3) “الإسلام والديمقراطية”، سنة 1967. 4) “إنتاج المستشرقين”، سنة 1968. 5) “دور المسلم ورسالته في الثُّلثِ الأخير من القرن العشرين”.

ـ كتابان في السيرة الذاتيّة، وهما: 1) “مُذكّرات شاهدٍ على القرن: الطفل”، سنة 1965. 2) “مذكرات شاهد على القرن: الطّالب”، سنة 1970.

ـ ثلاث مجموعات من المحاضرات، وهي: 1) “آفاق جزائريّة”، سنة 1964. 2) “خطاب حول البناء الجديد”، سنة 1960. 3) “تأمُّلات في العالم العربيّ”، سنة 1961.

 

وتُضافُ إلى قائمة تلك الكتب مجموعة مقالات تُراوِحُ الـ 150 مقالاً نَشرها بين سنة 1948 و 1970. وقد جُمِعَتْ في عدّة كتب نُشِرَتْ تحت العناوين الآتية: 1) “في مهبِّ المعركة”، سنة 1961، وهي مقالات كُتِبَتْ بين 1953 و 1954. 2) “بيْنَ الرشاد و التيه”، سنة 1970، وكُتِبَتْ بين سنة 1964 و 1968. 3) “مِنْ أجل تغيير الجزائر”، نُشِرَ سنة 1989 بمبادرة من نورالدين بوكروح، ويتكوّن من مقالات كُتِبَتْ بين سنة 1964 و 1968. 4) القابلية للاستعمار” و5) “النزعة العالمية”، وهما تجميع لمقالات كُتِبّتْ بين 1948 و 1955، ونشرته سنة 2003 و 2004  “دار الحضارة”.

 

وكانت هذه المقالات قدْ نُشِرَتْ زمنَ تأليفها في أربع دوريات جزائرية هي : 1)  “La République algérienne”، وعدد المقالات المنشورة فيها ستون مقالاً موزّعة على الفترة بين جوان 1948 وفيفري 1955. 2) “Le jeune musulman، وعدد المقالات خمسة عشر مقالاً بين نوفمبر 1952 وماي 1954. 3) “Révolution africaine، عدد المقالات خمسون مقالاً بين سبتمبر 1964 وجوان 1968. 4) Que sais-je de l’islam”، وهي مجلّة مُعَدَّة يدوياًّ وقام بنشرها مسجد جامعة الجزائر، عدد المقالات المنشورة فيها اثنى عشر مقالاً في الفترة بين جانفي 1970 وماي 1973.

 

وقد تُرْجِمَ جزء من تلك المقالات إلى العربية ونُشِر تحت هذين العنوانين: “في مهبِّ المعركة”  و”بين الرشاد و التيه” صدار الأول في  بيروت شهرَ أكتوبر 1961، وهو يضمُّ 30 مقالاً نُشِرتْ بين جانفي 1953 وديسمبر 1954 في”La république algérienne”. أمَّا الثاني فهو مجموعة من 26 مقالاً نُشِرَتْ بعد الاستقلال في “Révolution africaine”.

 

وقد يُنْظَرُ إلى بعض  نصوص محاضرات بن نبي أو مقالاته  والتي نشرت بتوقيعه على أنَّها مِنْ كُتُبِه. إنَّها فعلاً مِنْ تأْليفِه، لكنَّها نُشِرَت على أيدي بعض تلاميذه. ويمكن أن نُمَثِّلَ لذلك بما يأتي: 1) “القضايا الكبرى”: وهو كتاب ظهر سنة 1976 بمبادرة وتقديم من نور الدين بوكروح. 2) “وصيَّة مالك بن نبي”: وهو محاورة أجراها مالك بن نبي مع أحد المثقفين اللبنانيين، وهو إبراهيم عيسى الذي نشره في شكل مطبوعة بعنوان “آخر محاورة مع بن نبي: شهادة وأفق”. وقد سبق أنْ نُشِرَتْ هذه المطبوعة سنة 1975 في مجلة “المعرفة” التونسية. 3) “مجالس دمشق”: وهو يتكوَّن من سبع محاضرات ألقاها بن نبي سنة 1972 في دمشق، ونُشِرتْ سنة 2005 بمبادرة من تلميذه، الوزير اللبنانيّ السابق عمر كمال مسقاوي.

 

وهناك أربعة عناوين من آثار بن نبي بالعربية وليست متوفرة بالفرنسية. وهي ليست مِن الآثار غير المنشورة. تلك العناوين هي: “تأمُّلات في العالم العربي” و “تأمّلات”، و “في مهبِّ المعركة”. وهناك ما يُفسِّر ذلك: فـ “تأمُّلات” هي نتيجة لعملية جمع بين عملين اثنين هما “خطاب حول البناء الجديد” الصادر بالعربية سنة 1960، و”تأملات حول العالم العربي” الصادر سنة 1961). و”تأملات” هي كذلك عملية جمع لنصوص المحاضرات التي ألقاها بن نبي في سوريا وفي لبنان بين سنة 1959 و 1961، وتلك النصوص هي :   “الصعوبات علامة النمو في المجتمع العربي”، وهي محاضرة ألقاها سنة 1960 في مقر الوحدة العربية بدمشق.  “المسوغات في المجتمع”، محاضرة ألقاها سنة 1961 في نادي الطلبة العرب بدمشق. “قيم إنسانية وقيم إقتصادية”، 1960، نادي الطلبة العرب بدمشق. “الديمقراطية في الإسلام”، 1960، نادي الطلبة العرب بدمشق. “التضامن الأفريقي الآسيويّ”، 1960 في حلب. “الفاعلية”، 1959 في بيروت. “الثقافة”، 1959، في طرابلس/لبنان.  “كيف نبني مجتمعاً أفضل؟ “، 1959 ، في طرابلس/لبنان. “أخطارعلى نهضنتا العربية”، 1959 في دمشق. “رسالتنا في العالم”، 1959، في دمشق.

 

إنّ المُتَعاطين لأعمال بن نبي يعرفون إلى حدٍّ ما أنّ هناك أعمالاً غيرَ منشورة له مثل ” Le PAS algérien  1938، أو “الإسلام واليابان في المجموعة الآسيوية”، 1942 ، أو “العفن”1951-1954،أو”المشكلة اليهودية”، 1952، و “الكتاب والوسط الإنسانيّ1958. ولا أَثَرَ للنصوص الأول والثاني، بحيث يمكن اعتبارهما مفقوديْن بصفة نهائية. وهذه هي القصّة الكاملة لهذين النّصّيْن: أسابيعَ قليلة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية تلقَّى بن نبي من الشيخ العربي التبسي كتابا بالعربية تحت عنوان “الصراع” مِنْ تأليف كاتب سعوديّ، وهو يعالج فيه دور اليهود في قيادة العالم. واقترح عليه الشيخ أنْ يترجم بعض أجزائه ويستكملها بتعليقاته وينشر الكتاب باسميهما معاٍ. أنجزَ بن نبي هذا العمل في أيام قليلة وعرضه على الشيخ، لكن هذا الأخير تراجع عن اقتراحه بعد قراءته، وأصبح يُعارض نشره. فلجأ الكاتب إلى تغيير عنوان هذا الكُتَيِّب ليصير كالآتي: “Le PAS algérien  ” (1).

 

وبما أنّ العربي التبسي قد تراجع، فقد عرضه بن نبي باسمه هو وحده على اللجنة الإدارية في جريدة حزب الشعب الجزائري، وهي جريدة (البرلمان) التي خلفت جريدة (الأمّة). لكنَّ عَرْضَهُ قوبل بالرفض. وبعد أيام قليلة كتب بن نبي مقالاً تحت عنوان ’’ لا للفاشية ولا للشيطانية “Ni pour le fascisme, ni pour le satanisme” (2) وعَرَضَهُ على نفس الجريدة. وقد قوبل بالرفض مُجَدَّداً. فعمد الكاتب إلى ترجمته إلى العربية وأرسله إلى إحدى الجرائد التونسية. وكان الرفض مرّةً أخرى. وهنا نفد صبره وراح يُرْغِي ويُزْبِدُ على ’’الزعماء وأشباه الزعماء، والعلماء وأشباه العلماء، والخونة وصِغار الخونة Les zaïms et les zaïmillons, les alems et les alimillons, les traîtres et les traitrillons’’ الذين يتأهّبون لمساندة فرنسا في حربها ضدَّ ألمانيا”.

 

في سنة 1942 كان بن نبي في مدينة درو Dreux الفرنسية. وكان يحلم بزيارة اليابان التي نَظَّمَتْ حكومتُها مسابقةً دولية حول (أحسن مقال يمجد الحضارة اليابانية)، وذلك بمناسبة الألفية الثانية للأمبراطورية. وكان الكاتب معترفاً بأنه لا يعرف شيئاً عن هذا الموضوع، لكنه كان يعتقد منذ سن المراهقة أنّ بإمكان اليابان أنْ يُنْقِذ العالم الإسلاميّ من براثن الاستعمار الفرنسي البريطاني.

 

وهو يقول: ” إنها نظرة سطحية بدون شك… لكن هل هناك مسلم من جيلي وبتكويني لم تخطر بباله مثل هذه الفكرة الحالمة ؟ فمنهم من شغله عبد الكريم الخطابي، ومصطفى كمال، و عبد العزيز ابن سعود، وهتلر… كلهم كانت لديهم أفكارهم الحالمة ، أمّا فكرتي فكانت: الميكادو( امبراطور اليابان)”’. وبدافع الشهية التي فتحتْها له المسابقة شرع في تحرير رسالة مُطوَّلة حول فكرة تيار الآسيوية قائم على الإسلام من الناحية الروحية، وعلى القوة اليابانية من الناحية التقنية، وذلك من أجل مواجهة الاستعمار الغربي. واختار بن نبي هذا العنوان لرسالته: “الإسلام واليابان في المجموعة الآسيوية”، وأودعها في سفارة اليابان بباريس. كتب في هذا الشأن:”’لقد كانت بداية تجربتي مع الكتابة بهذه الرسالة… وهي لا تزال موجودة في أرشيفات كوكوساي سيمبوم  Kokusai Simbum “.

 

وسيبقى بن نبي مؤمنا بهذه الفكرة التي تهدف إلى المزج بين قيم الإسلام في آسيا والإمكانات المتوفرة لدى الدول الآسيوية الكبرى (اليابان، الصين، والهند)، بل إنه تمنّى تجسيدها على أرض الواقع في الخمسينيات عندما اتخذ منها موضوعاً أساسياًّ في الكتاب الذي نشره في القاهرة سنة 1956 تحت عنوان “النزعة الأفروآسيوية” غير أنه في هذا الكتاب لم يعتبر أن اليابان هو العنصر الأساسيّ، بل الهند أيام نهرو والصين أيام ماو تسي تونغ.

 

لقد ترك بن نبي مجموعةً من المخطوطات والآثار غير المنشورة التي أودعتها عائلته عند السيد نور الدين بوكروح سنة 2005، واستغلَّها هذا الأخير تحت مراقبتها. وهكذا نُشِرَ كتاب “الإسلام بدون إسلاموية : حياة بن نبي وفكرُه”. وهو مقدمة عامّة لفكره. كما نُشِرَتْ أول سيرة ذاتية كاملة لبن نبي تحت عنوان “مذكرات شاهد على القرن: الطفل، الطالب، الكاتب، الدفاتر” بناءا على تلك الأعمال غير المنشورة. تمَّ طبع ونشر هذين الكتابين في دار النشر سمر Samar التي قامت بنشر “الكِتاب والوسط الإنسانيّ” كذلك، وهو عمل غير منشور أُلِّفَ سنة 1959 باللغة الفرنسية، ونشرَتْ النصَّ الأصلي لكتاب “الصراع الفكري” بالفرنسية، والنصَّ الأصلي لكتاب “ميلاد مجتمع” بالفرنسية، والنص الأصليّ لكتاب  “مشكلة الثقافة ’’ بالفرنسية كذلك.

 

ولا بُدَّ مِن الإشارة إلى أنّ نسخة مسروقة من كتاب “العفن” (الذي كتبه بن نبي بين 1951 و 1954 وهو يغطّي الفترة بين 1939 و 1954 من سيرته الذاتية) طُرحت في السوق ثُمَّ سُحِبتْ بعد شكوى تقدّمتْ بها عائلة بن نبي. الأمرُ يتعلَّق بمسودة وبعض الملاحظات المتفرقة التي لا يُعْرَفُ ما إذا كان مؤلِّفها ينوي نشرها أمْ لا. وفي جميع الأحوال فحتى لوْ نشرها فإنّ ذلك لم يكن ليكون بالحالة التي توجد عليها الوثيقة. وقد حدث تقريبا نفس الشيء لكتاب “وجهة العالم الإسلامي” في جزئه الثاني، حيث قامت (دار الفكر) السورية بنشره في حالة مسوَّدة ودون استئذان عائلة الكاتب، وذلك تحت عنوان “المسألة اليهودية”. و كان بن نبي  قد أشار في “آفاق جزائرية” (1964) إلى أنّ هذا العنوان هو كتاب سيصدرمستقبلا.

 

إنه مخطوطة متكونة من 136 صفحة، كُتِبَتْ بين 5 ديسمبر 1951 و 22 جانفي 1952، أيْ في ظرف شهر ونصف. وكان الكاتب آنذاك قد أنهى تأليف “وجهة العالم الإسلامي”. يتضمن الكتاب مقدمة في 11 صفحة وجزأين رئيسيين، هما: ( “لغز العصر الحديث و ما يستبطن” و “العالم الحديث”)، بالإضافة إلى خاتمة في صفحتين. ينقسم الجزء الأول إلى ستة عشر فصلاً، عناوينها: السر الخفيّ للعالم الحديث، معنى و مفهوم الشتات اليهودي نحو اوروبا ، جغرافية مسار اليهوديّ في أوروبا، اليهودي التائه في نفسية الاوروبي، اليهودي المثقف، اليهوديّ المواطن، اليهودي المودرن(الحديث)، اليهودي المذهبي المتزمت، اليهودي العالمي، اليهودي الذي رمى القناع، نهاية عصر، الحرب، إستراتيجية الحرب القادمة، العالم الإسلامي و الحياد، الحياد الإسلامي والديبلوماسية الغربية، نتائج دولية للحياد الإسلاميّ . أمّا الجزء الثاني فجاء أقصر من الأول بكثير (30 صفحة من مجموع 136)، وهو ينقسم إلى خمسة فصول، عناوينها: قضية حضارة، صدمة عودة الحرب ،تخطيط و تبشير الإسلام ، خطة المسلم، أخوّة وتآخ.

 

 

ويُبيّن بن نبي في المقدمة أنه إذا كان كتاب “وجهة العالم الإسلامي” دراسة داخلية من زاوية القابلية للاستعمار، ونظرة تاريخية إلى مسار تطوّره، فإنّ كتاب “وجهة العالم  الإسلامي 2” هو دراسة من الخارج من أجل تحديد موضع مشكلة العالم الإسلاميّ من المشكلة العامة التي سيعاني منها عالم الغد. وكان الجوّ العام الذي أُلِّف فيه هذا الكتاب يتّسم بالتشنُّج الشديد، ولهذا نجد الكاتب يُشَبِّه هذا النصّ بـوصية. ولنتذكّرْ أنَّ الصفحات الأخيرة من “وجهة العالم الإسلامي” تطرح “’فرضية قيام حرب عالمية قد تؤدّي، على الأقل، إلى تغيير كل مظاهر الحياة البشرية المعهود”’. فقد سارع بن نبي إلى رسم ملامح عالم جديد سيولد على أنقاض العالم القديم الذي كان لا بُدّ أنْ يزول لأنه كان منقسما إلى معسكرين متنافرين وكلاهما يمتلك الوسائل الكافية لتدمير العالم كله. وهو يتكهّن بأنه’” بعد الحرب القادمة لن تكون هناك خيارات: فعالم الغد سيكون شيوعيا بأكمله أو رأسماليا بأكمله. ولا بد أن يزول أحد هذين النظامين. وقد تحقّق هذا التكهّن أربعين سنة بعد ذلك.

 

والكاتب يرى أن العوامل التي أدت بالعالم إلى هذه الوضعية ليست معروفة كلّها لدى الناس. فالعوامل (السِّرِّية ) يجب أن يُكْشَف عنها للأجيال القادمة كي يتسنى لها أن تبني العالم الجديد على قواعد صحيحة. يقول بن نبي:  كي يُفْهَمَ عالَمٌ من العوالم ينبغي ألاّ يُنْظَر إلى مظاهره، بل إلى روحه. فمظاهره الخارجية ليست في الغالب إلاّ نتائج لمصباح سحريّ يَبُثُّ على شاشة التاريخ مشاهد مُصطنعة. والمُهمّ هو الذكاء واليد اللذيْن يصنعان هذا التاريخ المُفْتَعَلَ. والمهم كذلك هو تلك القوة الخلاّقة التي تقف وراء هذه المظاهر، وذلك السبب الذي أوجد تلك المشاهد، أي: القوة التي تختزل التعددية الظاهرة التي نشاهدها، في وحدة أساسية لا تُدْرك بالنظرة العادية، ولا تُرى بالعين الذكية، ولا يُدركها الفكرُ الذي لا يُحسِن التفكي”’.

 

وأمام تلك الحتمية التي تتمثل في حرب عالمية ثالثة قد تدوم ’’مائة سنة’’، كان فكر مالك بن نبي متعلِّقا بمصير المسلمين والإسلام. وكان يعتقد أن هناك ثلاث نتائج محتملة لهذه الحرب: الأول يتمثل في انتصار الرأسمالية، الثاني في انتصار الشيوعية، والثالث في اندثار الفريقين المتصارعين معاً، ثُمّ يضيف قائلاً:”’والحقيقة أنَّ هناك احتمالا رابعاً، وهو: مصالحة بين الشرق والغرب. أليس هذا ما حدث في النهاية بدخول بلدان من المعسكر الشرقي في الحلف الأطلسي والوحدة الأوروبية؟ ومع ذلك فإنّ بن نبي قد تسرّع باستبعاد هذا الاحتمال الرابع الذي قادته عبقريته إلى التكهّن به دون أن يؤمن بوقوعه إيماناً قاطعاً. وهو يوصي بـ (حياد) العالم الإسلاميّ، لأنّ في ذلك نجاةً له من الدمار وحظوظا أوسع في التقدم والرّقيّ بسرعة. وكان هذا الاختيار سببا في ميله إلى الهند التي كانت قد تبنّتْ هذه السياسة. والواقع أن بن نبي بكتابته لهذه السطور كان قد أرسى القواعد المذهبية لـ “النزعة الأفروآسيوية”.

 

في سنة 1951 دعا بن نبي العالم الإسلاميّ إل” ’اكتساب التِّقنية، والتحكّم في الطاقة الذّرّيّة، والامتثال للنزعة العالمية، والتحلّي بروح التخطيط… فذلك هو الشرط الوحيد الذي سيمكّنه من الانسجام مع الأوضاع والتوجّهات السائدة، ومع مقتضيات المرحلة القادمة وروحها. وبهذا الشرط كذلك سيتمكن من تصحيح الرأسمالية والشيوعية، والقضاء على العنصريّة والاستعمار، دون أن يترك لليهود مبادرة قيادة العالم’. وهو يرى أنّ ارتدادات الحرب يمكن أن تُعيدَ العالم إلى الإسلام على الصعيد الأخلاقي، فيقول:” ’إنّ في الأفق طوفاناً… لكنْ إذا ما هدأَتِ العاصفة، فيا له مِنْ طَمْيٍ، ويا لها مِنْ أوحالٍ، ويا له مِنْ قَرَفٍ سيُسلَّطُ على ضمائر البلدان المتحضّرة !“. سيكون العالم بحاجة إلى ’’فكرةٍ مُعَزّيةٍ’’ لن يجدها في المسيحية ولا في الشيوعية، و’’تَوَجُّهُ الإسلام في عالم الغد ينبغي أن يستجيب للبحث عن كل إنسان نجا من الطوفان والنار… والنزعة العالمية تقتضي وحدة أخلاقية مُطابقة للفكر القرآنيّ الذي تؤيّده مُجْرَيات الأحداث… فالإسلام بدءاً من الآن مُتّجه إلى تحقيق الغاية من وجود هذا العالم”’.

 

كان بن نبي يسعى إلى اختراق الضباب الناجم عن الحرب الباردة من أجل تسطير الطريق التي يجب على العالم الإسلامي اتباعها. وهو لا يستبعد’” تشكّل تكتُّل مصلحيّ وفكريٍّ ضدَّ العالم الإسلاميّ”’، وهي الفرضية التي بدأت تتبلور في مطلع الألفية الثالثة، حيث تبدو الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وكأنها تسعى إلى تحقيق تحالف بينها تحت غطاء محاربة الإرهاب والتخوُّف مِن “القنبلة الإسلامية”. وقد سجل الكاتب هذه الملاحظة التي تتسم بالأسلوب المباشر بتاريخ 08 أفريل 1968: ’’ إنّ الجولة الأخيرة من التاريخ ستدور رحاها بين اليهود، مدعومين من طرف العالم كله بعد إخضاعه للسيطرة السياسية أو الإيديولوجية اليهودية، وبين الإسلام. إنَّه منطق التاريخ’’.

 

عَثَرْتُ في أرشيف بن نبي على مخطوطة لم أعلم بوجودها إلاّ سنة 2003 عندما التقيت بعمر كمال مسقاوي في بيروت، وعنوانها: (الكتاب والوسط الإنسانيّ). وهي دراسة تقع في أربعين صفحة مؤرخة في 25 ماي 1959. والكاتب في هذه الوثيقة يقدّم تحليلاً لسلطة الكتب والأفكار في المجتمع المتحضِّر (من خلال كتاب ’’رأس المال’’ لكارل ماركس وأثره في أوروبا القرنين 19 و 20)، وفي المجتمع المتأخِّر (من خلال النهاية التي آلَ إليها كتابه هو ’’النزعة الأفروآسيوية’’ في العالم الأفروآسيويِّ).

 

إنَّ حياة بن نبي وأعماله تستقي معناها من مبدإٍ مُحدَّدٍ: ففي البدءِ كانت الكلمة، أي الفكرة، والفكرة وعاؤها الكتاب، سماويا كان أم إنسانياًّ. ولهذا نجد بن نبي قد اعتنق في وقت مبكِّرٍ إحْدى الصِّيغ التي عُرِفَ بها المُحلِّلُ الفرنسيّ لويس دوبونالد Louis de Bonald والتي مفادها أنَّ ’’ الكُتُب هي صانعة الثوارت منذ الإنجيل إلى كتاب “العقد الاجتماعي”* ’’. ولم يكتف الكاتب بالاقتناع بالفكرة، بل كانت تحدوه هو نفسه الإرادة والرغبة في القيام بـثورة فكرية ونفسية وحضارية، وذلك بحرصه على ربط أعماله بأحداث عصره من أجل توجيهها إلى وجهة مُعيّنة.

 

فجميع كتبه كانت موجهة إلى غاية مُحدّدة، وهي تحريك نهضةٍ، وابتداع سياسة جديدة في العالم، وتقريب آجال ’’نهاية التاريخ’’، (وهي العبارة التي استعملها بن نبي نصف قرن قبل أن يستعملها فرانسيس فوكوياما Francis Fukuyama)… وما العناوين التي اختارها لكتبه إلاّ إثباتات قاطعة على إرادته الملحّة : ’’ شروط النهضة’’ ، ’’ وجهة العالم الإسلامي’’ ، ’’ النزعة الأفروآسيوية’’ ، دور المسلم ورسالته ’’…  إنها ليست مجرّد عناوين، فهي سهام، وهي لافتات إشارية، وخرائط طريق، ومخططات عمل…

 

ويُعدّ كتاب ’’النزعة الأفروآسيوية’’ أكثر أعماله تأكيداً على تلك النية، وهو الكتاب الذي لقي مصيرا مؤسِفاً، ممَّا دفع بالكاتب إلى تأليف ’’ الكتاب والوسط الإنساني’’ ثُمَّ نسيه نسيانا كُلِّياًّ منذ كتابته سنة 1959. أيُعْقَلُ أنْ ينسى كاتبٌ عملاً انجزه بنفسه، ولمُدَّة ثلاث عشرة سنة؟ ومع ما في الأمر مِنْ عجب فإنَّ ذلك ما حدث لتلك المخطوطة التي تضمُّ أربعين صفحة والتي أعادها له عمر كمال مسقاوي ذات يوم من سنة 1972.

 

وقد كتبها بن نبي لكي يبيِّن الأسباب التي منعتْ كتاب ’’النزعة الأفروآسيوية’’ من بلوغ النجاح المرجو، والذي كان متأكدا من تحقيقه. هذا مع أنّ الكتاب حَظِيَ بتقديمه في جريدة  Le journal de Genève الصادرة في 08 ماي 1957، وأشادتْ به بعض النشريات المتخصصة، وذُكِر مِنْ بين الكتب التي خُصِّصت لمؤتمر باندونغ. وقد اتخذه كلٌّ من جان لاكوتير Jean Lacouture وبطرس بطرس غالي مرجعاً في كُتُبِهما. إلاَّ أنَّ بن نبي كان ينتظر نجاحاً أكبر بدون شك. فهذا الكتاب الذي يعكس مذهبا بأكمله كان من حقه أن يحتلّ مكانة مرموقة في تاريخ الفكر العالمي، مثله في ذلك مثل كتاب ’’رأس المال’’ لكارل ماركس، وهو يُقيم علاقة شبه بين كتابه وكتاب ماركس.

 

وبناء على علاقة الشبه تلك راح الكاتب يبيّن لنا كيف أن كتاب ماركس احتواه “الوسط الإنساني الذي ظهر فيه، أي أوروبا القرن 19، حيث جاء الفكر الماركسي لينتقد فلسفة أوجست كونت d’Auguste Comte الوضعية ونظرية التطور التي أتى بها داروين Darwin. وكان التصنيع عاملاً مساعداً له في ذلك. وتلك هي العناصر الفلسفية والاجتماعية التي غذّت الفكر الماركسيّ وساعدتْ على انتشاره مع الفلسفات المادّيّة التي انتشرتْ معه… وهكذا فإنّ كلَّ كتاب ذي صبغةٍ مذهبيّة يحتلّ مكانته عند أهل زمانه مِنْ جانبين: الأول يتمثل في قيمة الكتاب من حيث محتواه، والثاني يتمثل في الظروف المحيطة به والتي تُحدِّدُ حظوظ نجاحه بصفة عامّة. باستطاعتنا إذاً أنْ نطرح هذين السؤالين بخصوص كتاب ابن نبي:1 ـ ما هي قيمته من وجهة النظر المذهبية ؟  2 ـ ما هي حظوظ النجاح التي أُتيحَتْ له ؟ ’’

 

إنَّ هذا النّصَّ يُطْلِعُنا على بن نبي وهو يتكلم عن نفسه في هذا الكتاب الذي كان هو مؤلفه وموضوعه في آنٍ واحد. وبالموازاة مع ذلك فإنه عندما عاد إلى كتاب ’’رأس المال’’ استنتج أنَّ “الخريطة التاريخية والاجتماعية لأوروبا بعد الحروب النابليونية هي التي تُفسِّر لنا تاريخ الماركسية منذ ظهورها. تلك الخريطة هي التي تبيِّن التيارات التي ساعدتها والتيارات التي كانت ضدَّها. أمّا الوسط الذي ظهر فيه كتاب مالك بن نبي فكان أكثر تعقيداً، ونتيجة لذلك فخريطته أكثر تعقيداً كذلك، إذْ يُشترط فيها أنْ تتضمّن العناصر الآتية من العالم المُسْتَعمَر، والعناصر الآتية من العالم القابل للاستعمار“.

 

 

 

إنّ الفكرة الأفروآسيوية التي فكّر فيها بن نبي قبل مؤتمر باندونغ كان قد عبّر عنها ضمنياًّ في الفصول الأخيرة من كتاب “وجهة العالم الإسلامي ج 2″، كما تمّ تبيين ذلك سابقاً، كما عبّر عنها في بعض مقالاته، مثل مقال “من جنيف إلى كُلُومبو” الذي نُشِر في جريدة  La République algérienne بتاريخ 07 ماي 1954. وهو المقال الذي تحدّث فيه عن الاجتماع الذي انعقد في هذه المدينة، وعن الانتماءات الجغرافية للبلدان المشاركة فيه، وذلك عاماً قبل انعقاد مؤتمر باندونغ. يقول بن نبي: ’’إنّ هذا القطاع يوافق إيديولوجياًّ قطاعَ الفكر الإسلامي واللاّعنف، أي أنه مجال لحضارتين هما حضارة الإسلام وحضارة الهندوسية اللتين تتوفر فيهما اليوم إمكانات روحية عظيمة للإنسانية’’.

 

وستصطدم هذه الفكرة بثلاث هَبَّاتٍ متزامنة قادمة من العالم الاستعماري والعالم الشيوعيّ، ومن العالم الأفروآسيوي نفسه. وعندما عمد بن نبي إلى تعديل كتابه، الذي بدأ بتأليفه قبل مؤتمر باندونغ، ليوافق هذا الحدث، كان يريد أن يعطي لهذا الاجتماع تلك الوحدة المذهبية التي تنقصه كونه يضمُّ شعوباً وعقائد مختلفة. كان لا بدّ من إيجاد إسمنت إيديولوجي يجمع ذلك الشتات، لأنّ مؤتمر باندونغ لم يكن إلاّ عملاً ديبلوماسيا باهراً لكنه مجرّدٌ من كل قاعدة إيديولوجية. ويعني هذا أنّ الكاتب كان يريد أن يُسلِّحَ مبادرة باندونغ، التي كانت مجردة من أي سند موضوعي ومن أي امتداد في نفسية الشعوب، كان يريد أن يُسلِّحَها برابطة تتمثل في ’’ثقافة أفروآسيوية’’، وبمصالح مشتركة تتمثل في ’’ اقتصاد أفروآسيوي’’.

 

تلك كانت قصة هذا الكتاب الذي كان حُلْماً، كان تحدِّياً رفعه رجلٌ بمفرده دون أن يحظى بمساندة أي بلد، ولا حتى مساندة بلده الذي كان مُمَثَّلاً بـ ’’البعثة الخارجية لجبهة التحرير’’، ثُمّ بالحكومة المؤقتة(GPRA). وكان بن نبي، حتى وهو يكتب ’’الكتاب والوسط الإنساني’’، ثابتاً على اعتقاده بأنّ كتاب “النزعة الأفروآسيوية” سيبقى عند الأجيال القادمة كأحد أهمّ الكتب التي أُلِّفَتْ خلال القرن العشرين، مثله مثل كتاب ’’رأس المال’’ لكارل ماركس الذي يمثل عند جيلنا أهم كتاب أُلِّف خلال القرن 19“.

 

غير أن هذا الاقتناع لم يدُمْ عنده طويلاً، والدليل على ذلك أنه بمجرّد أنْ أنهى تحرير الكتاب في 25 ماي 1959 نسيه تماما. وقد صرّح في إحدى الملاحظات في دفاتره عاماً قبل هذا الظرف بما يأتي: ’’ ألّفْتُ كتاب (النزعة الأفروآسيوية) في الثانية والخمسين من عمري، وبِداخِلي يقين في أنّ هذا العمل سيُخْرِجُني من الظلمة بشكل نهائيٍّ، ممَّا سيُتِيحُ لي قضاء شيخوخةٍ مُريحة… كُنْتُ مُتَأَكِّداً مِنْ أنَّ الكتاب سيُترجَمُ إلى لغات كل البلدان المشاركة في مؤتمر باندونغ، خاصةً وأني كنتُ أَحْظَى بدعم نيو دلهي. كلُّ ذلك ذهب هباءً منثوراً، وصار ذلك الأمل مَرْمِياًّ في الحضيض الأسفل… وإلى الأبد هذه المرَّة. لقد انهار كلُّ شيء كما حدث ذلك في جويلية سنة 1936 وفي أوت 1944… وأجدُني الآن وأنا أدعو الله بإلحاح أنْ يُخَفِّفَ عنِّي وأنْ يُعَجِّلَ بنهايتي’’ (ملاحظة مؤرخة في 26 فيفري 1958).

 

ومنذ وفاة بن نبي أُعيد نشر أعماله بشكلٍ مُطَّرِدٍ. لكنْ، أيكفي أنْ يُعاد نشر أعماله وهي لا تزال مُبْهمة عند المتلقِّي؟ أيكفي أنْ نُعْلِنَ بأعلى أصواتنا في المحاضرات والملتقيات أنَّ بن نبي “مُفكِّر كبير” دون أن نذكر فيمَ تكمن عظمتُه وبِمَ يتميَّز عن الآخرين ؟ إنَّ الذي ينقص في كل هذا هو إعطاء منحى لذلك الفكر ووضعه في مواجهة المسائل التي لا تزال عالقة، وعرضه على المِحَكّ الذي مِنْ شأنه أنْ يُبيِّن المَواطِنَ التي نستفيد فيها منه. وهذه المهمّة لا يمكن أن يُستَكان فيها إلى النبرة النضالية التي أعطتْ بن نبي لقب “مُفكِّر الإسلام” دون محاولة التعمّق في فهم فكره، مُساهِمةً بذلك في عزله عن الفكر الإنساني، وعن أنوار الفكر العالمي، رغم أنه كان مزيجا لطيفاً مِن الوجدان والعقل، ومن العقيدة والنزعة العقلية، كما كان تركيبا من القيم الإسلامية والروح الإنسانية في أسمى مراتبها. كان بن نبي يريد أنْ يجعل غاية الدين هي الحضارة، لكننا حَرَصْنا على حَبْسِهِ في ألواح الفكر الإسلامي المكتظة بالأسماء مِنْ غير طائل.

 

لقد كانت مِنَّا مُحاولة للتعريف بهذا الفكر من الداخل وبيان الظروف التي أحاطتْ بتشكّله، وتقديم تاريخ الجزائر في الفترة الممتدة من 1920 إلى 1970 على ضوء ذلك الفكر من زاوية نظر الأفكار الاجتماعية والسياسية السائدة خلال الحقبة الاستعمارية، والحركة الوطنية وتليها حرب التحرير ثُمَّ السنوات العشر الأولى من الاستقلال. وبذلنا نفس المجهود لإلقاء الضوء على مسيرة القرن العشرين بشرح ما يقع في البلدان العربية الإسلامية كُلما دعت الحاجة إلى ذلك. وعند هذه النقطة يبرز الطابع ألاستعجالي لمعرفة فكر مالك بن نبي الذي يمكن أن يُعيننا على فهم حالتنا الراهنة ومحاولة الخروج منها إنْ أمكن.

 

وقد جاءت الأحداث بعد موت بن نبي لتُثْبِتَ صحَّة تقديره وتحاليله ووصاياه ونقده. فقد تحقق ما كان يُحذِرُ منه. لكنْ مِنْ بين التقديرين الآتيين، أيُّهما سيتحقق في المستقبل: 1ـ أهو هذا التقدير الذي تضمَّنتْه ملاحظة كتبها في 20 أوت 1966، ويقول فيها: ’’ إنّ أفكاري تسري اليوم في العالم الإسلاميّ سريان بذرة الغد’. 2ـ أمْ هو الذي نجده في ملاحظة كتبها بتاريخ 29 مارس 1967 وهو يشعر بالإحباط تُجاه الذين يحضرون ندوته، ويقول فيها: ’أنا على يقين مِنْ أنَّ أحداً لم يفهم رسالتي’’ ؟

 

 

*’’العقد الاجتماعي Le contrat social للكاتب والمفكر الفرنسي جان جاك روسو J.J. Rousseau.  ( المترجم).

 

مراجع:

 

  • هده الحروف اللاتينيةPAS  هي الحروف الأولى لعبارةparti apolitique et social اي “الحزب  الاجتماعي اللاسياسي”.أكد بن نبي في مذكراته غير المنشورة أن الوسيط الذي أمنه لإيصال هذا النص للقنصل العام الايطالي في قسنطينة، نقل له رد فعل هذا الأخير و الذي علق قائلا “لابد لهذا النص أن يُنشر” .للتدقيق، نشير إلى أن خلفية هده التسمية  لها علاقة مع فكرة كانت تراود مالك بن نبي في تلك الفترة و هو تأسيس حركة  ذات طابع اجتماعي. لم يكن يريدها سياسية لكن المفارقة، أنه أعطاه إسم “حزب”.
  • في مذكراته غير المنشورة “كان عنوان المقال :” لا للدكتاتورية لا للديمقراطية الشيطانية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى