اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

كيف حولا بن يونس وبوشوارب وزارة الصناعة إلى مزرعة شخصية

يوسف محمدي

يحتاج أي وزير صناعة جديد إلى سنوات عديدة لإصلاح الوضع الذي بلغ درجة متقدمة جدا من التعفن في مبنى وزارة الصناعة والمناجم.

ويقول إطار رفيع عمل مع جميع وزراء منذ عبد الحميد تمار الذي اشرف على القطاع بداية 2000 إلى غاية الوزير الحالي، إن الضرار الذي ألحقه كل من عمارة بن يونس وعبد السلام بوشوارب بقطاع الصناعة والمناجم، يصعب إصلاحه بسبب زرعهما لقنابل قابلة للانفجار في أي لحظة.

وتتمثل الألغام التي زرعها كل من عمارة بن يونس ومن بعده عبد السلام بوشوارب، في التعيينات التي أحدثها كل منهما على المستوى المركزي على رأس المديريات وعلى مستوى المجمعات الصناعية التي استحثت مؤخرا وكذا مدراء الشركات التابعة للدولة والمديريات الولائية للصناعة والمناجم التي تحول أغلبها إلى ما يشبه الملكية الخاصة مما يسهل في منح الصفقات لرجال أعمال بعينهم تمكنوا من تحويل وزارة الصناعة إلى ما يشبه المزرعة.

وقال المصدر، إن عمارة بن يونس وعبد السلام بوشوارب، انتهجا إستراتجية مدمرة تمثلت الأولى في التعيين بالاعتماد على منطقة واحدة وحزب واحد، وإعتنماد الثاني على تركيز جميع المصالح في يده والتصرف في أملاك الدولة وكأنها أملاك عائلية.

ومن الغريب أن عمارة بن يونس، لم يتوانى في تعيين مدير عام شركة عمومية مغمورة مديرا عاما للأملاك التجارية للدولة، وهو منصب إستراتيجي غاية في الحساسية على الرغم من عدم توفر الشخص على الخبرة اللازمة لتسيير الأموال التجارية للدولة، وهو ما تسبب في تعيينات فوضوية وتخبط على رأس شركات القطاع العام، ونفس الأمر ينسحب على المديرية العامة للاستثمار والمديرية العامة للشركات والممتلكات والمديرية العامة للمناجم التي تحولت إلى أكبر ملعب للفساد والنهب منذ تحول قطاع المناجم إلى وزارة الصناعة حيث يتم تسيير القطاع من مدير متقاعد.

وعمد عبد السلام بوشوارب، يضيف المصدر إلى القيام بسلسلة من التعيينات على رأس المجمعات الصناعية والشركات العمومية على أساس ومعيار واحد وهو الولاء المطلق لشخصه وعدم مناقشة الأوامر مما تحول إلى سلسلة من الفضائح وخاصة في قطاع المناجم والعقار الصناعي، إلا جانب تحويله لملف تركيب السيارات إلى أكبر فرصة للنهب وتحقيق منافع شخصية حيث قام بتحضير دفتر شروط على المقاس لأصدقائه قبل أن يتم إلغاء دفتر الشروط بعد فضيحة مصنع التركيب الخاص بشركة هونداي، وقبلها لم يتأخر بوشوارب في منح حوالي 10 وكالات لمتعامل واحد وهي سابقة في التاريخ وقام بالتدخل شخصيا لحرمان متعامل خاص آخر من تمثيل علامة أسيوية في الجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى