أراء وتحاليل

لولا الجزائر.. لدعا خليل لقطع الرؤوس

زكرياء حبيبي

وجه نهار اليوم الوزير الأسبق للطاقة شكيب خليل رسالة في غاية الأهمية، لبارونات المال ومُحتكري الاقتصاد الوطني في الجزائر، مُطمئنا إيّاهم بأنه في مسار الإصلاحات الاقتصادية، هنالك إمكانيات حقيقية لضمان مصالحهم في حال انخراطهم في هذا المسار. الوزير شكيب خليل وفي ردّه على سؤال صحفي موقع “الجزائر كلّ ساعة” عقب انتهاء المحاضرة التي قدّمها بنزل “المريديان” بوهران، والذي تمحور حول التهديد الذي تحمله خارطة طريق الإصلاح التي يطرحها، للخروج من الأزمة والتبعية للمحروقات، على بارونات احتكار السوق، والمستفيدين من حالة غلق أبواب الاستثمار، حاول ما أمكن أن يتفادى فتح جبهات صراع جديدة، ليقينه بأنّ الحقل الذي يتحرّك فيه، به العديد من الألغام، لأنه حقل منتج ومُكسب للثّروة، ولذلك كان شديد الحرص على طمأنة جماعة المستفيدين من هذا الوضع، بأنه لا مجال لإلغائهم من الساحة، بل إن مسار الإصلاح الاقتصادي والمالي، سيُساعدهم على الانخراط في خدمة الاقتصاد الوطني بما يعود بالفائدة على الجزائريين ككل، وينهي بالتالي مسلسل الانغلاق على الذات، بل رأى أنه بإمكان المستفيدين من حالة الاحتكار والانغلاق، أن يُحقّقوا فوائد أكبر لهم وللبلاد، إن هم انخرطوا في مسلسل الإصلاح، الذي قال إنه بحاجة إلى “عزيمة سياسية”.

شكيب خليل، الذي أسهب نهار اليوم في تشريح الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد، بطريقة أكاديمية، حاول عبر اقتراحاته، أن يُدلّل بأن للجزائر إمكانيات عديدة ومُتعدّدة للخروج من التبعية للمحروقات، وبخاصة أنها تتواجد بمنطقة حساسة بإفريقيا التي تُعدّ اليوم من أكبر الأسواق العالمية، وليست رهينة مورد مالي وحيد في مجال المحروقات، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من البلدان الأخرى التي تعتمد في تصديرها على مادّة واحدة، وهو ما يُصطلح عليه بـ “المرض الهولندي” على اعتبار أنّ اقتصاد هولندا كان يعتمد في زمن سابق على تصدير زهرة الخزامى فقط، ما يعني أن خليل يكفر بهذه المعادلة التي ترهن إرادة الدول، وتضعها في خدمة المشروع الذي يستهدف السيطرة على كلّ مقدّرات الدول النّامية، بصراحة فإنّ السيّد خليل لم يُضيّع وقته في التحذير ممّا هو آت، بل ركّز على سبُل وآليات الخروج من الأزمة والتي حدّدها في 15 إجراء حاسم، شرّحها بكلّ تفصيل، لكن الطّامة الكُبرى، أنّه لا يُمكننا اليوم الإنصات إلى شكيب خليل ما دام أنّ مُناوئيه من الجهلة والمأمورين لا همّ لهم سوى تسويد صورة شكيب خليل بالحقّ أو بالباطل، فهو يُربك حساباتهم، ويخلط بحقّ خَلطاتهم المُصنّعة لتصوير الجزائر وكأنها بلد بائس لا مُستقبل له، وهذا برأيي ما تجلّى من خلال حالة التّحرّش غير المسبوق، بالدكتور شكيب خليل الذي بعثر ميكروفونات قنوات الفتن التي استأسدت بمال الخليجيين وأعداء الجزائر من الفرنسيين في وقتنا الراهن، لتقديم الجزائر وكأنّها بلد بدون عنوان، وأنّ من سيُنقذها هم صعاليك هذا الزّمان، ممّن صوّروا لنا الدكتور شكيب خليل، وكأنه هو من سيُفتّت الجزائر وسيُدمّرها، وما دام أنّ اللعب قد إنكشف، فسنترك لمن تآمر علينا أن يُعلن توبته، أمّا من قاطع الدكتور شكيب في وهران وأزاح ميكروفوناته حتّى لا نستمع لصوته فنقول، إنّ اللّعبة قد انكشفت، وإنّ المُقاطعة هي الدّليل على أن قوى الشّر التي تُريد شيطنة الدكتور شكيب خليل هي خير دليل على أنّ قوى الشّر لن يهدأ لها بال إلا إذا دمّرت البلاد والعباد، فلُعبة الميكروفونات ومُقاطعة  خليل، لم تكن موقفا من الإعلاميّين، بل موقفا ممّن يتربّصون بالبلاد، لتقسيمها وتفتيتها، وهم يتوهّمون أن الجزائر لن تقوم لها قائمة، ولذا نقول ونُجدّد القول: بأنّ من نهبوا يُمكنهم التوبة بالانخراط في مسار إصلاح البلاد، لكن من غير المُمكن أن يستأسدوا على الشعب الجزائري، وهو ما نقرأه بوضوح في تصريحات الوزير الأسبق السيّد خليل الذي ترك لهم مخارج للنجاة… حفاظا على الجزائر لا غير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى