أراء وتحاليل

“مؤشرات تآكل حلف العدوان على سورية “السعودية مثالا”

بقلم: أ. طالب زيفا*

لم يكن تهاوي أسعار النفط في العالم من مئة دولار مع بداية الحرب على سورية 2011 إلى ثلاثين دولار خلال الأيام المعدودة السابقة خبر يمكن أن يمر دون انعكاسات على سياسات و مصائر و تغيّرات

واعتماداً على مؤشرات قد تبدو للوهلة الأولى بأن تأثيراتها السلبية على الدول النفطية و خاصة الدول التي تعتمد على أكثر من 90% من ميزانياتها و دخلها الوطني على النفط و مرفقاته و هذه التغيّرات قد تبلغ مستوى من الخطورة لا يقل عن مستوى الكوارث التي قد تصيب مجتمع من المجتمعات و هنا نتحدث عن بعض الدول الخليج و تحديداً المملكة السعودية و السؤال لماذا المملكة السعودية دون غيرها؟ نقول لعدة حقائق موضوعية لا تحتاج إلى كثير من التحليل و الدراسة فعلى سبيل المثال: تعتمد المملكة على أكثر من 90% من دخلها و ميزانيتها على النفط فإذا اعتبرنا منذ 2011 كان سعر برميل النفط أكثر من 100دولار و السعودية تُصدّر 10 ملايين من نفطها يكون نتاجها اليومي من النفط حوالي مليار دولار أمريكي و حاليا و بعد الهبوط الحاد في سعر برميل النفط إلى 30 دولار يكون الناتج السعودي 300 مليون دولار و إذا أُخذت حصة الشركات الأمريكية و الأوروبية العاملة بحقول النفط و غيرها يكون الناتج اليومي يكون بحدود 150 مليون دولار هذا يعني بأن السعودية قد خسرت ثلثي الدخل المتوقع وفق ميزانيتها خلال الخمس سنوات الماضية. وهذا بدوره سيؤثر بشكل سلبي على المملكة السعودية أكثر من بقية البلدان المنتجة كون بعض البدان كروسية تعتمد على30% تقريبا على النفط وإيران التي تعتمد على حوالي 40% من دخلها على النفط . ولكن انعكاسات تدني أسعار النفط على المملكة السعودية ستكون خطيرة وربما مدمّرة كون الميزانية السعودية عمودها الفقري هو النفط وحكومة السعودية التي أسكتت شعب الحجاز وبقية شعوب المملكة مبدئيا بوفرة المال وببعض “مكرمات الملوك” وطبعا ليس كل شعب المملكة وهذا يحتاج لبحوث أخرى ولكن هنا نتحدث عن المخاطر والمؤشرات التي ستنتج في حال استمر سعر برميل النفط”روح بنو سعود” بهذه الأسعار خاصة التزامات المملكة بالمساعدات للسودان والباكستان وعدد كبير من الدول التي تحابي المملكة في مواقفها السياسية ولو أضفنا كميات السلاح و الذخيرة التي تشتريها لتمويل حروبها المباشرة “كما في اليمن” والتي يبدو بأنها قد تطول لسنوات أو حروبها غير المباشرة التي تمولها في سورية للعصابات المسلحة والتي تكاد أن تستنزف ميزانية المملكة منذ قرابة السنوات الخمس بهدف الإطاحة بالدولة السورية وحكومتها وسيادتها. والتي يبدو بأنها لم تحقق الهدف من مساعداتها لتلك العصابات والجيوش والمنظمات سوى مزيد من التدمير وإزهاق للأرواح ودعم الإرهاب. ويبدو بأن صب الزيت على النار من خلال قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية “بتشجيع أو رضى أمريكي على الأقل” وإنشاء التحالفات المدفوعة الثمن ومحاولة آل سعود الذهاب بعيدا في حروب المنطقة وهذا العناد وهذه الغطرسة “بصمت أمريكي” وكوجهة نظر أقول بأن السعودية قد تغامر مع وجود محمد بن سلمان بافتعال حرب مع إيران وتكون بذلك بداية النهاية لحكم بنو سعود وربما تقسيمها إلى عدة دويلات وما نسمعه من مراكز أبحاث أمريكية وشخصيات نافذة في أمريكا بأن هناك بداية تباعد وعدم رضى أمريكي عن سياسات المملكة مؤخرا بسبب دعم المملكة للإرهاب وموقفها من الملف النووي الإيراني والنقص الخطير في المال السعودي نتيجة نقص الإحتياطي وبالتالي فأمريكا تسعى وراء مصالحها .

من هنا يمكن القول بأن التدمير الذاتي للسعودية ربما بدأ نظرا لتغيُّر المصالح وتغيُّر الأولويات بعد التهديد الإرهابي الذي ترعاه السعودية وبعض الدول كتركيا “أردوغان وعائلة آل ثاني في قطر ونظرا للخطر الذي باتت تمثله تلك الدول على استقرار العالم. فهل نحن أمام انهيار وشيك للملكة السعودية؟

 

(*): المصدر – سوريا الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى