أراء وتحاليل

ماذا إذا صارَ الطفل المُدلل حاكماً..!

زيدون النبهاني
زيدون النبهاني

زيدون النبهاني

التغيير حالة إيجابية, إذا ما أقترن بشروط, تتطابق مع المنطق, وإلا فهو سيفقد مضمونه الجميل, متحولاً إلى حالة سلبية, تجذب المصائب كما تنجذب, برادة الحديد للمغناطيس.

العشرة أعوام الأخيرة, عاشت دول الخليج تغييراً في حكامها, منهم مَن مات, ومنهم مَن أُطيح به, كما حصل معَ حمد بن خليفة, أمير قطر السابق, في كِلا الحالتين, كانَ البديل طِفلاً مُدللاً, وكانت سياستهُ حَمقاء جِداً.

العالم المُتحضِر, الذي يؤمن بالديمقراطية حلاً, القائِم على مؤسسات عَملية, ذاكَ يُعطي دوراً مهماً للشباب, بعدَ أن يتدرج الشاب في المُجتمع والحُكومة, على حدٍ سواء, فالحُكم هو للفاعلين, القادرين على أثبات أنفسِهم, هناك حيثُ لا مَكان للتوريث!

هذه الألية بمرونتها الجميلة, رفضتها دِول المِنطقة عموماً, ودول الخليج خاصةً, لأمتيازات ضيقة ومصالح خاصة, فالتداول السلمي للسلطة مسجونٌ في عقلِ الحاكم, شأنهُ شأن أحلام الشعب, طولاً وعرضاً.

البديل, كان فرض الحاكم, أما الكُل فعليه أن ينساق لهذا الأمر, بالمصافحة أو القتل والسجن والتعذيب, يأخذ الحاكم بيعته, دول الخليج أنموذجاً..

السعودية والأمارات وقطر, دول يحكمها الأمراء الصِغار, بَعيداً عَن سياسات العقلِ والحِكمة, فقطر تشبه السعودية والأمارات, كون الملك سلمان والشيخ خليفة واجهة فقط, للعبة الحُكم التي يمارسُها أطفال الأسرة الحاكمة.

عادةً, يُرسِل الملوك أبناءِهم خارج البِلاد, هذا في كُليةٍ عسكرية مرموقة, وذاك في جامعةٍ أكاديمية مُتطورة, وقريباً مِنَ المُخابرات العالمية, ينشأ الأمير نشأة مظاهِر فقط, بأموال أبيه يشتري التفوق, فيما يشتري بأمواله الغانيات والراقصات وعُلب الحلوى.

هكذا بَعيداً عن سُلم المناصِب, يَجِد الأمير نفسهُ مَلِكاً, وهكذا تَبقى الشُعوب رَهينة التغيير الأعمى, بمثلِ هذه الألية يَقتلون الحُرية, ويَذبحون الشُعوب..

تحولات بالجُملة نَحو الأسوء, السعودية تَدخلُ في حَربٍ خاسِرة في اليمن, وهي والأمارات وقطر جميعاً, يراهنون على الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق, فيما يُسجل عليهِم جميعاً, تَدخلِهم بالشؤون الداخلية لدول المِنطقة.

هذه الدول بالذات, معروفة بأجرامها الدولي العابِر للقارات, في السابق دعمت تنظيم القاعِدة, والعديد مِن التنظيمات الإرهابية في أوربا وأسيا وأفريقيا, أي أن هذا الأمر ليس جديداً عليه, أنما الجديد هو سياستها التي كشفتها, نتيجة طيش حُكامِها الصِغار.

سياسة المُراهقين المُدللين في خَطر, أزمات كُبرى تُهدد وجودِهم, أبتداءً مِن حروبٍ عسكرية خاسِرة, وصولاً لحربٍ أقتصادية عنوانها النِفط , وهذه لن ترحم أطفالاً, تخرجوا مِن جامعات اللهو والقِمار..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى