أراء وتحاليلاقتصاد وأعمال

ماهي أفاق منتدى الطاقة العالمي الـ15 بالجزائر ؟

baghdad-mandouche

د.بغداد منذوش*

* خبير طاقوي

سيتناول المنتدى الدولي للطاقة الـ15 الذي سيعقد في الجزائر من 26 -28 سبتمبر، الموضوعات الرئيسية التالية:

– الأفاق النفطية والغازية

– الطاقات المتجددة

– التكنولوجيا الحديثة المرتبطة بالصناعات النفطية والغازية والطاقات المتجددة

– الوصول إلى الطاقة من أجل تنمية بشرية متناغمة.

المنتدى سيعرف مشاركة حوالي 73 دولة عضو، يمثلها وزراء النفط والمكلفين عموما بالمسائل الطاقوية. هذه الدول هي دول منتجة من أوبك ومن خارجها ودولا مستهلكة للطاقة، وهنا تكمن أهمية المنتدى كفضاء للتشاور والحوار في المجال الطاقوي وهي النقاشات التي ستتوجه بخاصة نحو المتاعب المرتبطة بتراجع الأسعار التي يعانيها المنتجين الذين يبحثون بالإضافة إلى الخروج من الاعتماد على الطاقات الاحفورية، ولكن أيضا عن سعر عادل للنفط لحفز اقتصادياتهم.

الموضوع الذي سيثير الكثير من النقاشات خلال المنتدى، هو التحول الطاقوي على ضوء القرارات المتخذة بعد قمة المناخ الـ21 بباريس العام الفارط، والمخاوف التي أثارها رئيس قمة المناخ الـ21 بشأن تأخر الشروع في تنفيذ مقررات القمة.

هل يجب القلق؟ نعم، عند معرفة المبلغ الذي تم إنفاقه من مجموع 100 مليار دولار التي خصصتها الدول الغنية للدول الفقيرة لتنفيذ مقررات قمة المناخ الأخيرة. المبلغ الذي أنفق لم يتجاوز 10 مليار دولار، وهو مبلغ تم توجهيه لبعض الدول المنخرطة في برنامج الطاقات المتجددة على غرار المغرب وتونس، فيما توقفت إسبانيا عن دعم الطاقة الشمسية، فيما تستمر ألمانيا في إنتاج الفحم الملوث للبيئة، فيما شرعت بريطانيا في بناء 5 مفاعلات من الجيل الجديد للطاقة النووية، فيما تملك الصين أكبر برنامج للطاقة النووية في العالم.

وتواصل إيطاليا شراء جزء من الطاقة الكهربائية من الجارة فرنسا، فيما تخلت الولايات المتحدة عن مخططها لطاقة الرياح لصالح الطاقة النووية…إلخ.

وهنا نصل إلى خلاصة أن الانتقال الطاقوي الذي يتطلب مزيجا طاقويا  بهدف تخفيض زيادة حرارة الغلاف الجوي للأرض بواسطة خفض إنبعاثات الغازات الدفيئة، يظهر أنها عملية مؤجلة من خلال غياب سياسيات وإستراتجية مشتركة من طرف الدول المتطورة التي تفضل العمل على ضمان مصالحها قبل كل شيء.

بالنسبة للدول النامية، فإن الانتقال الطاقوي يحتاج إلى أموال طائلة، وإلى صناعة ناجعة، وإلى التكوين فضلا عن برنامج دقيق ومراحل لتنفيذ ذلك.

سيكون أمام المنتدى الـ15 للطاقة العالمي المزيد من الوقت لمناقشة الإشكالات المذكورة، وسيصدر توصيات، ستبقى بعيدة عن التنفيذ على غرار التوصيات الصادرة عن قمة المناخ الـ21 بباريس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى