اتصالاقتصاد وأعمالالرئيسيةتكنولوجياجازيسلايدرملحق TIC

ما مدى تأثير الثنائية “لوغاريتم-إعلام” على الصحافة الرقمية؟

بقلم فريد فارح

 إننا نشهد في الفترة الاخيرة تغيرا عميقا في الطريقة التي بواسطتها يتم خلق وبث المحتوى الاعلامي على الانترنت، وكذلك في مفهوم التحول الرقمي للصحافة.

وصارت التكنولوجيا بمثابة محرك دفع حقيقي لقطاع الاعلام من اجل انجاز محتوى رقمي جديد تماشيا مع متطلبات مستخدمي الانترنت.

وأصبحت الوسائط الرقمية الجديدة قادرة الآن على تقديم محتوى متعدد الأبعاد يعتمد على المخططات الخوارزمية واستنتاجات الدراسات التي تصف السلوك عبر الإنترنت لجيل “النقال فقط”، وتصبح بارعة في المحتوى التحريري المجاني، والفيديو المباشرعالي الدقة ومعلومات فورية.

لقد نجحت مجموعة الخوارزميات المتضمنة في بناء المشهد الإعلامي الجديد في إبعاد مستخدمي النقال تقريبا من وسائل الإعلام التقليدية.

والدليل على ذلك هو تحول متوسط عمر المشاهدين إلى “الطبقة” نحو “كبار السن”.

لذلك لا شك في أن يواصل الشباب مشاهدة قنوات التلفزيون عندما تسمح لهم “خوارزميات الوسائط” بأن يصبحوا في نفس الوقت مصورين ومصوري فيديو وصحفيين ومستهلكين.

ويعتبر البث المباشر لفيسبوك كمثال على التنفيذ الناجح للخوارزميات في تطبيقات الهاتف النقال، وتتيح هذه الأداة لأي مستخدم للشبكة الاجتماعية أن يصبح مراسلا لمنطقته أو مدينته، وبالتالي يتجاوز قنوات المعلومات التقليدية من خلال كونه قريبا من الحدث.

إن الابتكارات التكنولوجية الحديثة في استخدام وسائل الوصول إلى الإنترنت وتصميم المحتوى لوضعها على الإنترنت، تهدد بشكل خطير وجود النموذج التقليدي للصحافة التي يتمثل مبدأها في إنتاج المحتوى واستثماره عن طريق النشر.

وجعل هذا التطور التكنولوجي المتواصل الصحافة أكثر القطاعات تأثرا بالتحول الرقمي، ويعتقد معظم المعلمين في المهن الإعلامية أن الصحفي الرقمي يجب أن يأخذ في الاعتبار واقع المجتمعات المتصلة، وتعد توقعات مستخدمي الإنترنت أكثر عددا من توقعات القراء التقليديين للصحافة الورقية

انهم يريدون الاستفادة من المساحات الجديدة التي تم إنشاؤها بواسطة التقنيات الرقمية، واستهداف الأخبار المنشودة، والتفاعل مع فريق التحرير والتفاعل مع المعلومات المستهلكة في الشبكات الاجتماعية هي أمثلة على معايير التشغيل الجديدة لوسائل الإعلام عبر الإنترنت، ولقد أصبح ذلك نوعا من مساحة صنع البيانات الرقمية للقراء والمشاهديين الرقميين.

بيانات الصحافة

إن الكمية الكبيرة من البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة روابط وسائل الإعلام المختلفة على الشبكة العالمية، تعتمد إلى حد كبير على السلوك عبر الإنترنت من مستخدمي الإنترنت.

 وبالفعل ففرق التحرير الرقمية تستخدم تكنولوجيا عن طريق خوارزميات لتعرف بدقة ما يفضله المستخدمون للمشاركة والتعليقات المنشورة على الشبكات الاجتماعية، ولكن خصوصا ما يبحث عنه المستخدمين على شبكة الانترنت، وجعلت هذه الممارسة الصحافة تدخل إلى عالم الأعمال الذكي.

ومن الآن فصاعدا فقد صارت بيانات الصحافة جزء من قائمة المهن الرقمية للمختصين في قطاع الإعلام، من خلال استخدام وتحليلها لقياس الوقت الحقيقي لقراءة مقال.

إن مساهمة  الخوارزميات في نقل المعلومات المعقدة سيكون امر ايجابيا في صالح الانتاجية، ومن الواضح أن الخوارزميات لديها القدرة على إحصاء عدد النقرات على مقال نشر على الانترنت، وذلك باستخدام الأدوات الإحصائية مثل برنامج غوغل للإحصاء والتحليل.

وأفضل، فإنه سيتم أيضا إنشاء قائمة من الموضوعات الحالية التي تثير المستخدمين من خلال الاستعمال المتزامن لأدوات تحليلية مثل غوغل للأخبار، وأبل للأخبار، والمواضيع الشائعة من تويتر واتجاهات غوغل.

 وهذا الأمر سيسهل عمل الصحفيين في اختيار المادة الدراسية التي تلبي تطلعات القراء.

 ومع ذلك، تحتاج الممارسات الحسابية الخوارزمية إلى وسائل إعلام جديدة لتكون تحت إشراف من قبل الصحفيين المحترفين، وهذا من أجل تفادي أن تأخذ الخوارزميات التي تشاعدها تقنيات الذكاء الاصطناعي، دور الصحفي المحرر او رئيس التحرير، من خلال تفضيل الاخبار الكاذبة على سبيل المثال، الأخبار الكاذبة على حساب المقالات الاكثر جودة ونوعية، أو من خلال تشجيع نقرات الروبوتات على حساب القراء الحقيقيين على الانترنت.

وهذا وجب إدراجها في مدارس الصحافة أو على الأقل  في التكوين المتواصل لدى وسائل الإعلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى